وكيل الأوقاف الأسبق شوقي عبداللطيف
قرر مجلس الوزراء التونسي، التصديق على مشروع قانون الأحوال الشخصية الذي يقر بـ مساواة المرأة بالرجل في الميراث، بإشراف رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، ومن المقرر أن تستعرض الحكومة أحكام المشروع خلال الأشهر القادمة على البرلمان من أجل المصادقة عليه حتى يصبح ساري المفعول.
الجدل الإسلامي حول مساواة المرأة بالرجل في الميراث
لقد أثار مشروع مساواة المرأة بالرجل في الميراث، ضجة إعلامية لاسيما بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي،وكان السبسي قد أعلن في (أغسطس) الماضي، مشروع القانون ومسألة التصديق عليه مما أثار جدلاً واسعاً في تونس وخارجها، على اعتبار أنه يسعى إلى جعل المساواة القاعدة العامة، مع تمكين المواطنين الراغبين في الاستثناء منها، سواء لأسباب دينية أو غيرها، من خلال عقد لدى العدول.
الإسلام وموقفه من مساواة المرأة بالرجل في الميراث
وحول مساواة المرأة بالرجل في الميراث قال فضيلة الإمام شوقي عبداللطيف أيوب وكيل أول وزارة الأوقاف الأسبق، في تصريحات خاصة لـ "بوابة المواطن" أن القرار التونسي قرار جائر بالنسبة للرجل، ويتصادم مع شريعة الإسلام مؤكدا أنه يتصادم مع أمر من أوامر الله والتي حذر الله من عدم العمل بها، وقال أن الله تبارك وتعالى بين في سورة النساء الفرائض بخصوص المواريث وحق المرأة فيها.
من ناحية أخرى ذكر عبداللطيف، أن القرآن الكريم نص على تأكيد إرث الأنثى نصف إرث الرجل مستشهدا بآية قرآنية " للذكر مثل حظ الأنثيين" وتابع، وفي نهاية آيات المواريث يقول المولى تبارك وتعالى "ومن يطع الله ورسوله له جنة تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا" لافتا إلى تحذير القرآن من عدم العمل بأوامر الله " ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدا فيها".
المرأة تأخذ أكثر من الرجل في أمور كثيرة غير الإرث.. ما هي؟
وأوضح وكيل الأوقاف الأسبق أن شريعة الإسلام تنص على أن المرأة لها نصف الميراث من أبيها أو أمها إذا كان لها أخوة ذكور، مؤكدا أن قرار تونس بشأن مساواة المرأة بالرجل في الميراث يعتبر تحدي لله ورسوله، واستطرد، هذا القرار جائر بالنسبة للذكور لأن المساواة في الميراث تعدا ظلما للرجل لأنها لا تتساوى مع الرجل في الكثير من الحقوق الدنيوية الأخرى بل تأخذ أكثر من حقها.
وقد وصف المرحبين بمشروع مساواة المرأة بالرجل في الميراث بأنهم "لا يفقهون في الدين شيئا" قائلا: فإن كانت المرأة تأخذ النصف في الإرث فإنها في بعض الأمور الأخرى تأخذ ما يفوق ما يأخذه الرجل، وأكد الأزهري أن لله تعالى حكمته في مشروعية إرث المرأة مستشهدا بقول الله تعالى"الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم".
ويقول لـ "بوابة المواطن" أن الزوجة ترث من أبيها إذا كان هناك ذكور نصف الذكر ثم تصير زوجة لا تنفق شيئا من مالها والزوج هو الذي ينفق عليها، وإنما الرجل متكفل بكل شيئ، في حالة وفاة الزوج ترث من زوجها إما الربع وإما الثمن.
هل يطبق مشروع مساواة المرأة بالرجل في الميراث داخل مصر؟
من جهة أخرى أكد عبداللطيف، أن مشروع مساواة المرأة بالرجل في الميراث لا يمكن أن يطبق في مصر، وعدد أسباب المنع بأن مصر أهل سنة إلى جانب قوة المؤسسات الدينية في مصر، إضافة إلى وجود حكومة مصرية رشيدة على حد وصفه، لا يمكن أن تقدم على هذا العمل، مرجعا ما قامت به تونس إلى فكرهم وعقليتهم مؤكدا أن العاقبة لن تكون خيرا بالنسبة للقرار الذي أتخذ بشان المشروع.
وذكر وكيل الأوقاف، أن مشروع مساواة المرأة بالرجل في الميراث لن يتم في تونس بسهولة، ويضيف، إن دار الإفتاء التونسية ملجمة بلجام من نار إن لم تقل الحقيقية، وإن لم تقف وقفة صامدة تجاه هذا الأمر، ومن النواحي التي يزيد فيها نصيب المرأة عن الرجل قال الأزهري، أنه إذا ترك الرجل مالا ولم يترك ذرية وله أب وأم فإن نصيب أمه الثلث بينما الأب السدس.
