طباعة

" أزبكية الإسكندرية ".. هنا تجمعَ عبق الماضي وروايات الحاضر المقلدة

الثلاثاء 27/11/2018 10:29 م

مريم حسن

أزبكية الإسكندرية

بمجرد أن تطأ قدماك شارع النبي دانيال، بمحافظة الإسكندرية، حتى تتنفس عبق الكتب القديمة، هنا فقط في أزبكية الإسكندرية تجد الكتب الموقّعة من عميد الأدب العربي طه حسين، وتوقيع الرئيس الراحل أنور السادات؛ هنا تعثر على خرائط نادرة وخطابات بين كبار الشخصيات السياسية، وصور لأشهر نجوم مصر فى الفن والأدب، أما الآن فلن تجدي سوى كتب دراسية وكتب جامعية، أو روايات ذات طباعة رديئة ترضي شغف الشباب.

 أزبكية الإسكندرية
رواد شارع النبي دانيال 
ومن أشهر رواد وزبائن الشارع نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، ويوسف إدريس، وأنيس منصور، ويوسف القعيد، والأمير حسين حفيد الأمير عمر طوسون حفيد محمد علي باشا جاء ذات يوم إلى النبى دانيال يبحث عن خريطة نادرة للإسكندرية ليثبت بها ملكية والده لعدد من الأراضي في ضواحي الإسكندرية، كما كان يتردد على المكان الكثير من اليهود، والأرمن، واليونانيين، والإيطاليين، والفرنسيين؛ الذين لم يخب ظنهم يوما، وكانوا يجدون دوما ما يبحثون عنه بكل اللغات. 
 أزبكية الإسكندرية
الرواد الاساسيون لـ شارع النبي دانيال
والآن أصبح رواد الشارع الأساسيون هم أولياء أمور الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة يبحثون عن كتب دراسية قديمة بأسعار زهيدة، وأيضا طلاب الجامعة، حتى المراجع لم تعد تجد من يقتنيها، أما الزبائن الأكثر وجودا في الشارع اليوم فهم الشباب زبائن الكتب المقلدة والروايات.

يمكث بائعو الكتب هنا منذ أربعينيات القرن الماضي، وكان عدد البائعين فى ذلك الوقت لا يتجاوز واحدا أو اثنين ثم ازداد العدد تدريجيا حتي وصل اليوم إلي عشرات البائعين يعرضون نوعيات مختلفة من الكتب بلغات مختلفة، بالإضافة إلي الجرائد والمجلات التي يعود تاريخ إصدارها إلي ما قبل الثورة.
 أزبكية الإسكندرية
مميزات شارع النبي دانيال
ويتميز شارع النبى دانيال عن سور الأزبكية بأنه يبيع الكتب بسعر أقل من هناك، وفي أحيان كثيرة يأتي بائعي سور الأزبكية لشراء كتب ومراجع منه. 

يضم الشارع معبدا يهوديا يعرف بمعبد النبي دانيال، والكنيسة المرقسية التي تعد أقدم كنائس أفريقيا، بالإضافة إلي مسجد النبي دانيال، ومن ثم يعتبر الشارع شاهدًا على التقاء حضارة مصر التعددية بين كافة طوائفها المختلفة.
 أزبكية الإسكندرية