طباعة

صور.. اخترعته مصر وأسمته تركيا.. قصة الحنطور على الكورنيش

الثلاثاء 27/11/2018 11:00 م

مريم حسن

الحنطور

" الحنطور ".. وسيلة تنقل ترفيهية تجذب المصريين والكثير من السائحين؛ نظرا لطابعها الخاص الواصف لملامح الحياة المصرية القديمة.

الحنطور من زمن الهكسوس
وبحسب البعض كلمة "حنطور" تركية الأصل، وتعنى "مركبة يجرها حصان"، فيما اعتبر البعض الآخر أنها كلمة قبطية قديمة، وكان يتواجد الحنطور فى مصر منذ زمن بعيد على اختلاف أشكاله واستخداماته ومسمياته، حيث ساعد الحنطور المصريين فى تحقيق الانتصار على الهكسوس، وكان يسمى فى ذلك الوقت "العجلة الحربية".
الحنطور من زمن الهكسوس
الحنطور من زمن الهكسوس
الحنطور وسيلة مواصلات الملوك والبشوات
ودخل الحنطور إلى مصر كوسيلة انتقال أساسية فى ثلاثينيات القرن الماضي، مع دخول القوات الإيطالية إلى البلاد، وبجانب كونه وسيلة مواصلات عادية أو حتى ترفيهية، فهو وسيلة مواصلات الملوك والبشوات قديما داخل مصر، حيث سمى حنطور البشوات بـ "الكوييل الملكى" والذى يقتصر استخدامه على الملوك وعلية القوم؛ وبخاصة "الملك فاروق"، وكان عبارة عن عربة لها بابين وزجاج يغطى بالستائر وتجرها أجود الخيول العربية.

الحنطور وسيلة مواصلات
الحنطور وسيلة مواصلات الملوك والبشوات
الفيتون والأسرة المصرية
أما "الفيتون" الذي يعد مسمى آخر للحنطور، فكان يستخدم للأسرة المصرية العادية وكان يتسع لستة أفراد، وفيما يخص "البنز" فهو يستخدم حاليا وهو عبارة عن عربة مكشوفة، وكانت الأدوات التي تصنع منها تلك العربات تستورد من الخارج؛ من إيطاليا والنمسا وإنجلترا، إلا إنه مع مرور الوقت انتقلت الصناعة داخل مصر، فبدأ النجارين والحدادين والأستورجية في تصنيعها.
الفيتون والأسرة المصرية
الفيتون والأسرة المصرية
مراحل صناعة الحنطور
وتمر صناعة الحنطور بعدد من المراحل، حيث تبدأ المرحلة الأولى بشراء أنواع محددة من الخشب وهى: الزان والشجر والسنط، وبعدها تتم صناعة الجسم الخشبى الذى يتخذ شكل الحنطور العادي أو الملكي المتعارف عليه.

وبعد الانتهاء من الجسم الخشبي تبدأ صناعة الحديد الذى يتم تركيبه فى الجسم قبل تركيب العجلة الخشبية، بعدها ينتقل الحنطور لورشة السروجى المختص بتنجيد المقاعد الخاصة به، وأما المرحلة الأخيرة فتتمثل فى الدهان، إضافة إلى دور السمكري الذى يقوم بعمل الفوانيس؛ ليخرج الحنطور فى شكله النهائي.
مراحل صناعة الحنطور
مراحل صناعة الحنطور
لـ سائق الحنطور هيبة بين المصريين
وكان لـ سائق الحنطور هيبة ومكانة كبيرة، حيث كان صديقا للملوك، كما تربطه علاقة وطيدة مع الحصان الذي يعتبر هو صديقه الأوحد، ويطعمه بيده ويداويه حين يمرض، ويفهم حركاته وإيماءاته، لكن تمكن الزمن من الحنطور واندثر تاريخه وضاعت معالمه، حيث اغتال التطور التكنولوجى عدد من المهن العتيقة؛ ومن بينها صناعة الحنطور، كما يعتبر الحنطور فى ذلك الوقت عالى التكلفة بالنسبة لوسائل الانتقال الأخرى، وبهذا تصبح صناعة البشوات مهددة بالانقراض بعد أن أصبحت لا تواكب متطلبات العصر.
لـ سائق الحنطور هيبة
لـ سائق الحنطور هيبة بين المصريين