طباعة

بعد عام من الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل .. كيف عارضت مصر قرار ترامب

السبت 08/12/2018 10:02 ص

إيمان محمد

ترامب

دائمًا مصر هي الصوت الأول لفلسطين ومع قضيتها في كل القرارات، وفي ذكرى قرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، نسلط الضوء حول ردود أفعال مصر علي هذا القرار ودعمها الكامل لسيادة فلسطين وتكرارها بأن إسرائيل دولة احتلال وفلسطين هي صاحبة الأرض بلا منازع. 
بعد عام من الاعتراف
في 6 ديسمبر 2017، اعترفت إدارة الرئيس دونالد ترامب رسميًّا بالقدس عاصمة لإسرائيل،وأمر ترامب وزارة الخارجية الأمريكية بناء سفارة أمريكية جديدة في القدس، وعليه أوضح الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس في اتصال هاتفي، رفضَ مصر لقرار ترامب وأية آثار مترتّبة عليه واعترض على اتخاذ تدابير من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط.
بعد عام من الاعتراف
كما حذر شيخ الأزهر أحمد الطيب، من اتجاه بعض الدول إلى نقل سفاراتها إلى القدس، قائلا: لو فتح باب نقل السفارات الأجنبية إلى القدس؛ ستفتح أبواب جهنم على الغرب قبل الشرق.

ونظم الأزهر الشريف مؤتمرا على مدار يومي 17 و18 يناير 2018، في القاهرة، تحت شعار مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، بمشاركة عربية وإسلامية ودولية رفيعة، وبحضور ممثلين من 86 دولة، ودعا الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في كلمته إلى اعتبار عام 2018 عاما للقدس الشريف في كل العالم الإسلامي لمواجهة المخططات الدولية التي تهدف لتهويدها ولتقسيم المنطقة بأكملها، وجاء المؤتمر الذي نظمه الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، للرد على قرار نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة واعتبارها عاصمة لإسرائيل. 

كما أعربت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية عن استنكارها لقرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، وأكدت مصر أن اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفًا لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال وعدم جواز القيام بأي أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم في المدينة.
بعد عام من الاعتراف
وأشارت الخارجية، إلى العديد من قرارات الشرعية الدولية بشأن القدس، ومن أهمها قرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967 الذي نص على الانسحاب من الأراضي التي احتلت في عام 1967 ومن ضمنها القدس، والقرار رقم 478 لعام 1980 بشأن رفض قرار الحكومة الإسرائيلية بضم القدس واعتبارها عاصمة أبدية لدولة إسرائيل، وقرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 بشأن عدم اعتراف المجلس بأي تغييرات تجريها إسرائيل على حدود عام 1967 ومن ضمنها القدس بغير طريق المفاوضات، فضلا عن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة، والتي تطالب جميعها بضرورة احترام الوضع القائم تاريخيا في القدس باعتبارها تمثل الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي.

وأعرب بيان وزارة الخارجية عن قلق مصر البالغ من التداعيات المحتملة لهذا القرار على استقرار المنطقة، لما ينطوي عليه من تأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية نظرا للمكانة الروحية والثقافية والتاريخية الكبيرة لمدينة القدس في الوجدانين العربي والإسلامي، فضلا عن تأثيراته السلبية للغاية على مستقبل عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي تأسست مرجعياتها على اعتبار أن مدينة القدس تعد أحد قضايا الوضع النهائي التي سيتحدد مصيرها من خلال المفاوضات بين الأطراف المعنية.

كما نوه البيان بمخاطر تأثير هذا القرار على مستقبل عملية السلام، لاسيما الجهود المبذولة لاستئناف التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بهدف تحقيق السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

كما أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام في مصر توحيد البثّ في شاشات وإذاعات مصر والأردن وفلسطين، دعمًا لمدينة القدس المحتلة، وذلك عقب اعتراف الولايات المتحدة بالمدينة المقدسة عاصمة لدولة الاحتلال، موضحًا إن "قرار توحيد الشاشات العربية جاء تعبيرًا عن الرفض للقرار الأمريكي الذي يخالف القوانين والشرعية الدولية،وتقرر وقتها أن يعرض البث خلال "المواد التاريخية والوثائقية التي تؤكد عروبة القدس الشريف"، وأن يستضيف البث المشترك "خبراء وشخصيات من مختلف الدول العربية للتحدث عن القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره"

كما أعرب أئتلاف دعم مصر عن رفضه واستنكاره لهذه القرارات وصفه بالضربة القاسمة لعملية السلام في الشرق الأوسط وإجهاض لجهود السلام المبذولة من مصر ومن المجتمع الدولي وكافة القوى المحبة للسلام من أجل الوصول إلى حل الدولتين واسترداد الشعب الفلسطيني لأرضه وحقوقه المغتصبه.

وأكد الائتلاف في بيان له، أن القرار يفتقد إلى الحكمة والفهم لطبيعة المنطقة ومدي التوتر الذي تشهده يعد إنهاء لدور الولايات المتحدة الأمريكية كوسيط عادل وشريك في عملية السلام في الشرق الأوسط ويضع الولايات المتحدة في معسكر منحاز غير عادل أو منصف في التفاوض من أجل إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وانتهاك للحقوق التاريخية للعرب في عاصمة الأديان المقدسة والتي تحتل مكانة مقدسة في وجدان كل مواطن عربي.