طباعة

العنف يشوه الاحتجاجات السلمية .. كيف أثرت مشاهده على المظاهرات الفرنسية

السبت 08/12/2018 10:32 ص

سيد مصطفى

مظاهرات باريس

تستمر المظاهرات الفرنسية رغم قيام الرئيس الفرنسي بإلغاء الضريبة على البنزين كانت إستجابة للتظاهرات التي خرجت الأيام الماضية، احتجاجًا على أسعار الوقود، وشهدت العاصمة الفرنسية باريس، خلال الأيام الماضية، حالة من نهب المطاعم والمصارف، وإشعال النيران في المتاحف والتماثيل، ومنها تمثال الجندي المجهول، واقتحام برج إيفل.

إنقسام داخل المتظاهرين
العنف يشوه الاحتجاجات
قال إبراهيم مسلم الباحث والأكاديمي الكردي السوري المقيم بفرنسا، أن غالبية الفرنسيين متضامنين مع الشكل السلمي للمظاهرات، لكن مع ظهور مخربين وركوب البعض الموجة أصبح هناك انقسام في جمهور المتضامنين لكن الأغلبية مع الشكل السلمي دون حدوث أضرار في الممتلكات العامة والخاصة.

وأكد مسلم في تصريحات خاصة لـ|بوابة المواطن"، أن أحد أصحاب السترات الصفراء قال إنهم يطالبون قوات مكافحة الشغب بوضع حد المخربين وعقابهم.

وأضاف الباحث والأكاديمي الكردي السوري المقيم بفرنسا، أن تمدد المظاهرات لدول أخرى سيعتمد على مدى استجابة الحكومة لمطالب المتظاهرين، وبحسب تصريح ماكرون فإنه سيستجيب لمطالبهم لكن بالمقابل سيحدد المخربين ويتم تحويلهم إلى المحاكم.

تراجع المظاهرات
العنف يشوه الاحتجاجات
قال إبراهيم كابان، الباحث الكردي ورئيس موقع الجيوإستراتيجي، المقيم في ألمانيا، أن الحالة في باريس حتى هذه اللحظة في تراجع من المتظاهرين مشيرا إلى المظاهرات ستستمر في ظل عدم الاستجابة المباشر من قبل الحكومة الفرنسية والبلجيكية لمطالب المتظاهرين.

وأكد كابان في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، أن التحركات دخلت في مواجهات وهناك إصابات داخل صفوف الشرطة الفرنسية وأيضًا اعمال العنف في بلجيكا، وهو ما أخاف الكثير من المدنيين وتسبب في إبعادهم عن هذا الحراك ضد الحكومة، لأن المواجهة مع الشرطة يعطي الشرعية للجهات المسؤولة في اعتقال المتسببين بهذه المواجهات لأنها ليس ثورة وإنما فوضى.

التخريب
العنف يشوه الاحتجاجات
قالت لمى عبد الحميد الأتاسي رئيسة "الجبهة السورية" المعارضة حاليا والناطقة الإعلامية سابقا باسم "الجيش السوري الحر"، أنه في بلد ديمقراطي كفرنسا جرت العادة أن ينزل المحتجون للشوارع لرفض قرارت حكومية وهو حق دستوري لا تعترض عليه ولكن تعارض بشدة العنف الذي يرافق المظاهرات الحالية.

وأكدت الأتاسي في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، أن الغضب العارم لا يوازيه مطالب دقيقة ومدروسة، فالكثير ممن يتظاهرون لا يتظاهرون للحصول على نتيجة بل لينهبوا ويسرقوا ويخربوا فرنسا، مبينة أن القليل فقط من المتظاهرين عنده خطاب وحجة.

وأضافت رئيسة "الجبهة السورية" المعارضة حاليا والناطقة الاعلامية سابقا باسم "الجيش السوري الحر"، أن العقلية المتطرفة والعند بأسلوب تدميري لا بناء هو ما يسود الاحتجاجات، هذا رغم الجهود الحقيقية التي تبذلها الدولة وليس فقط حكومة ماكرون.

وبينت الأتاسي، أن الأمن عمله ليس سياسيا ولكنهم يتصرفون بوعي ويبذلون الكثير لكي يعود الأمن محترمين المتظاهرين ليحموهم من المشاغبين المندسين.

العنف شوه المظاهرات
العنف يشوه الاحتجاجات
بينت صحيفة الموندو الإسبانية، أن حالة العنف التي ظهرت في شوارع باريس للمرة الثانية على التوالي يوم السبت شوهت حركة الاحتجاجات السلمية التي بدأت منذ الأسبوع الماضي.

وأكدت الصحيفة، أن السلطات على خلاف ما حدث في 24 نوفمبر، قررت أنها ستقيد الوصول إلى شارع الشانزلزيه، وهو مشهد الاشتباكات الأسبوع الماضي، حيث كان لدخول الشارع، كان يجب تجاوز ضوابط الشرطة.

وأضافت الصحيفة، أنه كان كل شيء يتركز في الشوارع وسبل المناطق المحيطة وفي ساحة شارل ديجول، حيث يقع قوس النصر، الرمز الوطني للجمهورية الفرنسية، موضحة أنه استمرت المعركة، بكثافة متفاوتة، طوال اليوم، من الثامنة صباحًا حتى حلول الظلام