يبدو أن ما يحدث الآن في كتالونيا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة فبعد عدة شهور من الهدوء الحذر في إقليم كتالونا ،عادت من جديد التظاهرات المنددة بالانفصال عن إسبانيا والتنديد باجتماعات الحكومة.
بداية الشرارة..
كنت بداية الشرارة الأولى لتظاهرات كتالونيا منذ عدة أشهر والتي تقرب إلى العام الكامل وذلك رغبة في الانفصال عن إسبانيا ولكن الوتيرة السائدة لم تكن في الحسبان، فبعد أن خرج مئات المتظاهرين وكانت كتالونيا على وشك الانفصال عادت الأمور إلى نصابها ومن ثم هدأت التظاهرات وتم التراجع عن القرار.
تظاهرات اليوم..
سلطت وسائل الإعلام العالمية اليوم الجمعة الضوء على التظاهرات التي خرجت في برشلونة منددة باجتماع رئاسة مجلس الوزراء المركزية في مدينة برشلونة.
وأوضحت شبكة روسيا اليوم أن المحتجين من إقليم كتالونيا أغلقوا قرابة الـ 20 شارعًا بالإقليم.
وجاءت أعمال إغلاق الطرق التي بدأت في ساعات الصباح الباكر، استجابة لدعوة أطلقها منظمة "لجنة الدفاع عن الجمهورية" المؤيدة للانفصال عن إسبانيا.
وأوضحت الوكالات العالمية أن هذا الإغلاق كان قد تسببت في إعاقة حركة المرور إلى مينائي برشلونة وتاراجونا، ومطاري "إل برات" و"رويس"، إضافة إلى إلغاء شركات النقل بعض رحلاتها بين برشلونة وأندورا.
ومن جانبها، دعت جمعيات طلابية في كتالونيا إلى عدم الذهاب للمدارس احتجاجا على انعقاد اجتماع الحكومة الإسبانية في برشلونة، معتبرة الاجتماع "استفزازا" للإقليم.
إجراءات أمنية..
أما عن الإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها لمواجهة تلك التظاهرات، فكانت الحكومة الإسبانية قد نشرت 9 آلاف شرطي ودركي من الحكومة المركزية وحكومة الإقليم، دفعتهم إلى المدينة.
وكان قد عقد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أمس الخميس، اجتماعا مع رئيس إقليم كتالونيا كيم تورا في برشلونة.
وأكد سانشيز وتورا عقب اجتماعهما، اتخاذ قرار إطلاق حوار بناء لإيجاد حل ديمقراطي لمشكلة كتالونيا، وأنهما سيعقدان اجتماعا آخر مطلع العام الجديد.
مواجهات عنيفة..
اندلعت مواجهات بين الشرطة الإسبانية والمحتجين فى برشلونة خلال تظاهرة رافضة لعقد اجتماع الحكومة الإسبانية في إقليم كتالونيا.
واستخدمت الشرطة الإسبانية العنف تجاه المتظاهرين سواء باستخدام الغاز المسيل للدموع أو شن حملة اعتقالات.
معارك سابقة ..
وخلال العام الماضي عاني إقليم كتالونيا أيضًا من العديد من التظاهرات، فنجد على سبيل المثال على الرغم من الاحتجاجات العنيفة والاشتباكات التي تمت بين المحتجين والشرطة هناك إلا أن 90 % كانوا لصالح الانفصال في استفتاء نظمته حكومة كتالونيا السابقة بقيادة كارليس بيجديمونت مطلع أكتوبر 2017.
وفي سياق متصل، صوت برلمان الإقليم في 27 من الشهر ذاته على إعلان الانفصال؛ ما دفع بمدريد إلى إقالة حكومة كتالونيا وفرض الحكم المباشر على الإقليم.
الخلاصة ..
نجد أن إسبانيا على صفيح ساخن، فلم تهدأ منذ قرابة العام وهي حاليًا ما بين التظاهرات ومطالبات مجددًا بانفصال الإقليم، لكن الأمر الذي يثير التساؤل هو هل في نهاية المطاف سيتم الإنفصال أم لا؟
