أصوات قرآنية تشدو على الأرض، تخشع معها الأفئدة وتقشعر لها الأبدان، ومن بينها القارئ الشيخ محمد عبدالله، الذى ذاع صيته بين قراء جيله، حتى لقب من أساتذته بـ "العفاسى"؛ كما عرف بجمال صوته، وقدرته على تقليد أصوات الكثير من الشيوخ العظماء.
يقول القارئ محمد عبدالله، إن محافظة الإسكندرية كانت مسقط رأسه، لكنه يعود لأصول نوبية فى صعيد مصر، وتخرج "عبدالله" من معهد الترسانة البحرية، وعمل موظفا فى الغرفة التجارية بالإسكندرية.
وأضاف عبدالله أنه بدأ حفظ القرآن الكريم فى سن مبكرة ومنذ نعومة أظافره، لكن توقف عن الحفظ فى فترة المراهقة، فكان لهو الشباب له تأثير كبير فى ابتعاده عن القرآن، لكن سرعان ما عاد للطريق المستقيم، وتابع دروس حفظ القران بعد إتمامه المرحلة الثانوية.
ويقول "عبدالله" إنه تعلم أصول تجويد القرآن الكريم على يد الشيخ إيهاب الشريف؛ أحد تلامذة الشيخ محمد حسين يعقوب، وأضاف قائلا " الشيخ الشريف كان يعلمنى تجويد القرآن وتلاوته وكان يتابعني باستمرار، ويصلح لي من أخطائي حتى أصبحت جديرا بتلاوة القرآن".
وتابع "أميت بكبار مشايخ الإسكندرية، وعلى رأسهم الشيخ حاتم فريد، إمام مسجد القائد إبراهيم، والشيخ هشام عبدالباقى، والشيخ أيمن مرسى، والشيخ محمد سكر".
وعن إذاعة القرآن الكريم يقول عبدالله: " لها أثر كبير في كل بيت مصري، فقد نشأت على صوت إذاعة القرآن الكريم، ولذا أقوم بتشغيلها فى منزلي طوال اليوم، فبها العديد من الدروس والأمسيات الدينية والابتهالات والقرآن المجود والمرتل".
ويرى عبدالله أن الصوت الجميل والنفس الطويل موهبة من عند الله يجب الحفاظ عليهما، كما يجب التعلم من الأساتذة الكبار أصول القراءة، ويرى أن المسجد هو الأصل لمن أراد أن يحفظ القرآن الكريم، وأضاف "أقوم بتعليم زوجتى أصول التجويد والتلاوة، وسأعلمه لأولادي فى المستقبل، اقتداء بقول رسول الله حدثوا الناس بما لا يعرفوه".
وتأثر الشيخ عبدالله بالعديد من المشايخ، وكان من بينهم الشيخ محمد متولى الشعراوى، والشيخ أحمد عمر هاشم، والشيخ أحمد صالح، أما بالنسبة للقراء فقد تأثر كثيرا بالقارئ محمد صديق المنشاوي، وعبد الباسط عبد الصمد، ومحمد رفعت.
وكان للقراء الجدد أثرا كبيرا فى القارئ محمد عبدالله، حتى أصبح يقلد أصواتهم فى بعض صلواته، ومن بينهم؛ سعد الغامدي، ومشاري راشد العفاسى، وأحمد بن على العجمي، وماهر المعيقلى، وأبو بكر الشاطري.
