طباعة

في ذكراها | حرب نانسي .. معركة الحروب القديمة في أوروبا

السبت 05/01/2019 04:08 ص

وسيم عفيفي

معركة نانسي

في مدينة لوريل الفرنسية وقبل 800 عام، نشأت مدينة نانسي حينما قرر جيرار الألزاسي بناء قصره الإقطاعي في بداية القرن الحادي عشر، ثم تشكلت حوله بلدة صغيرة سرعان ما تطورت وتحولت خلال فترة وجود أحفاده إلى عاصمة دوقية اللورين.

المؤرخين الفرنسيين يرون إلا أنّ الملك ستانيسلاس هو المؤسس الرئيسي لمدينة نانسي كان ملكاً لبولندا قبل عزله، ومُنح ملك مدينة نانسي من صهره الملك لويس الخامس عشر في عام 1737م.

مدينة نانسي
مدينة نانسي
التصميم المعماري لمدينة نانسي كان الملك ستانيسلاس مسؤولاً عن معظم البنايات والفن المعماري الذي يميز طابع المدينة، حيث أمر ببناء الكنائس، والساحات العامة، ومن بينها ساحة ما زالت تحمل اسمه حتى اليوم، وهي ساحة ستانيسلاس، التي تتميز عن بقية الساحات بإمكانية الوصول إليها من جميع الشوارع الرئيسية في المدينة، وعادت المدينة للحكم الفرنسي بعد موته في سنة 1766م.

كانت مدينة نانسي هي أحد أهم المدن التي ساهمت في رسم تاريخ المرحلة البورغندية لفرنسا، والبورغندية اسم عربي يلخص منطقة فرنسية تاريخية ومحافظة في وسط شرق فرنسا، تتألف حالياً من أربعة أقسام: كوت دور، سون ولوار، يون و نيافر.

جاءت معركة نانسي كآخر المعارك الحاسمة خلال الحروب القديمة في أوروبا، حيث جرت أحداثها في 5 يناير 1477 بين دوق بيرغندي شارل الجريء وبين دوق اللورين الملك رينيه وفيها انتصر الملك رينيه وقتل شارل الجريء.

في هذه المعركة قام شارل الجريء بمحاصرة مدينة نانسي الفرنسية وعاصمة اللورين، وذلك لاجتياحها والاستيلاء عليها حيث كان يعتبرها من المدن الإستراتيجية بالنسبة إليه، وحين علم دوق اللورين رينيه الثاني بنية شارل اجتياح المدينة قام حينها بحشد 12000 جندي من اللورين و10000 جندي من الاتحاد السويسري وجنود المرتزقة وهؤلاء المرتزقة وظيفتهم الأساسية امتهان الحرب والقتال ويكونون عادة تحت إمرة زعيم قوي العزيمة يتقاضى من الإمبراطور أو الملك مرتباً خاصاً ينفقه على نفسه وعلى جنوده، وكان جيش المرتزقة قوياً ومدرباً ويكلف غالياً، وكان يلجأ إليه في الأوقات الحرجة ويتم التعاقد مع زعيمه على مبلغ من المال لقاء الاعتماد عليه في المعركة .

وتقدم بهم إلى مدينة نانسي حيث كانت الثلوج تغطي كل الأراضي ولكنه استطاع الوصول لها في 5 يناير من عام 1477 وجنود شارل الجريء لاتزال تحاصر نيس. 
شارل الجريء
شارل الجريء
تنبه شارل بتقدم الجيش السويسري السريع وأخذ وضعية الدفاع لكنه لم يكن يملك الفرق الاستكشافية الجيدة التي بإمكانها الاستطلاع عن أماكن تمركز العدو بسبب الثلج ويقدر عدد جنود شارل بـ 4000 محارب على أكثر تقدير، بعكس جيش الملك رينيه الذي تفوق على شارل بالفرق الاستكشافية الجيدة والتي كان لها الدور الأكبر في ترجيح كفة الفوز حيث قامت هذه الفرق بتطويق شارل وفصلته عن بقية جنوده وأحكمت السيطرة علية وقتلته في أرض المعركة وفرّ بقية جيشه منهزمين.

قُتل الدوق الأخير شارل الجريء في المعركة، واستولت فرنسا على الدوقية نفسها. وفي أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر، وفرت الأراضي البرغندية الأخرى الدعم السياسي لصعود آل هابسبورغ للحكم، بعد زواج ماكسيمليان إمبراطور النمسا من الابنة الناجية من الأسرة الدوقية ماري وبعد وفاتها، نقل زوجها محكمته أولاً إلى ميكلين ولاحقًا إلى القصر في كودينبرج، بروكسل، ومن هناك حكم بقايا الإمبراطورية والبلدان المنخفضة هولندا البرغندية وفرانش كومته، ثم ظلت هذه الأراضي إقطاعة إمبراطورية، وتم التخلي عن الأراضي الأخيرة إلى فرنسا في معاهدات نيميغن لعام 1678.