كان جمال عبدالناصر واعياً جداً لأهمية امتداد مصر الأفريقي باعتباره أحد دوائر السياسة المصرية، ويدلل على ذلك كتاب فلسفة الثورة، وهو ما دفعه للشروع في تحرير الكثير من الدول الأفريقية، وكانت القاهرة المقر الدائم لزعماء حركات التحرر.
نجح جمال عبد الناصر في المساهمة في حركة التحرر الأفريقي، فساهمت في حركات التحرر الوطنى في الصومال وكينيا، وغانا والكونغو الديمقراطية، وساندت كل الدول التي كانت تطالب بالاستقلال، فقد كان عدد الدول المحررة قبل ثورة 23 يوليو أربع دول أفريقية فقط، لكن بعد الثورة والجهود التي بذلتها مصر تحررت 30 دولة عام 1963، وهنا بدأت جهود عبد الناصر لتكوين منظمة الوحدة الأفريقية التي اتخذت من أديس أبابا مقرًا لها، ومن الدول المحررة نواة لها.
لم يكتفي جمال عبد الناصر بالدعم المادى والسياسي في التوغل داخل القارة السمراء، لكنه قرر استخدام الجانب الإنسانى للتأكيد على وقوف مصر بجانب أشقائها الأفارقة، فقد زوج الرئيس عبد الناصر مؤسس حركة التحرر الفتاة المصرية ابنة حلمية الزيتون فتحية من زعيم غانا كوامى نكروما، أول رئيس لغانا، وانبهر أهل غانا بالفتاة المصرية فتحية، وقالوا إن نكروما ذهب مصر ورجع بعروس النيل، وبعد الزواج تبرعت “فتحية” بمجوهراتها للمجهود الحربي.
العلاقات الكينية المصرية