طباعة

هاري سارفو:داعش تمتلك شبكات تجسس ببريطانيا وألمانيا ولبنان وسوريا

الأحد 07/08/2016 02:27 م

هاري سارفو

كشفت شهادة السجين الألماني هاري سارفو كشفت سر الغموض المتعلق بالعالم السري لجهاز الاستخبارات التابع لداعش، وتناولت هذه الشهادة تغلغل التنظيم في فرنسا، وسعيه لتجنيد عملاء في بريطانيا وألمانيا، وإرسال جواسيسه إلى دول عدة بينها لبنان، كما يظهر في شهادة السجين سخريته الواضحة من سهولة تجنيد الأمريكيين ووفرة السلاح لتنفيذ الهجماتـ بالإضافة إلي دور تركيا المشبوه في دعم داعش، وكيف كان عملاء الاستخبارات «الداعشية» يمضون أجازاتهم في منتجعات تركيا، ويعبرون الحدود للتدريب داخل سوريا.
ويكشف الألماني هاري سارفو، الذي نشأ في بريطانيا وقاتل إلى جانب «داعش» فى سوريا، من داخل سجنه فى مدينة بريمن الألمانية لصحيفة «نيويورك تايمز» عن «الجهاز السري متعدّد المستويات» المتخصّص في تصدير الإرهاب للدول الأوروبية بقيادة المتحدّث باسم التنظيم أبو محمد العدناني.
واعتقاداً منه أنه يلبى النداء «المقدس»، غادر هاري سارفو منزله في بريمن عام 2015، وقاد سيارته لأربعة أيام متواصلة للوصول إلى الأراضي التي يسيطر عليها «داعش» بسوريا.
وما إن وصل، برفقه صديقه الألماني، حتى أبلغته عناصر «ملثّمة» من التنظيم أنها تريد منهما العودة لبلدهما الأم ومساعدة التنظيم في نشر الإرهاب حول العالم. تحدثت العناصر، بصراحة، عن وجود العديد من المجندين في الدول الأوروبية الذين ينتظرون الأوامر لمهاجمة الأوروبيين، وكان ذلك قبل هجمات بروكسل وباريس.
ونقل سارفو من سجنه الألماني، عن هذه العناصر الملثمة إن للتنظيم «أعدادا لا بأس بها من المجندين في بعض الدول الأوروبية، «لكنه بحاجة إلى المزيد منهم في ألمانيا وبريطانيا تحديداً، فهل تمانع فى العودة إلى ألمانيا لأن هذا ما نحتاجه حاليا؟».
هؤلاء الملثمون كانوا ينتمون إلى «جهاز استخبارات» داعش، وهو جهاز مختص بتصدير الإرهاب للخارج ومؤلف من فرعين: القوات الداخلية والعمليات الخارجية.
وبحسب سارفو فإن «الجهاز الأمني» للتنظيم هو العصب الرئيسي لعمليات التجنيد فى الخارج، وقد قاد متدربوه تنفيذ هجمات باريس، وصنعوا المعدات التى استخدمت فى الهجوم على محطة مترو الأنفاق في بروكسل.
وكشفت تحقيقات أجهزة الاستخبارات الفرنسية والنمساوية والبلجيكية أن تنظيم داعش زرع 28 شخصا على الأقل من جهازه الأمني خارج مناطق سيطرته في سورية والعراق. وأكدت التحقيقات أن التنظيم أعاد الكثير من مقاتليه الأوروبيين إلى بلدانهم ليكونوا جاهزين لتنفيذ العمليات الإرهابية.
وتصف الوثائق، التي حصلت عليها «نيويورك تايمز» من الاستخبارات الفرنسية والبلجيكية والنمساوية، إضافة إلى ملفات استجواب العديد من المجنّدين الذين اعتُقلوا لدى عودتهم إلى بلادهم، الجهاز «السري» بأنه «شبكة متعدّدة المستويات تحت قيادة أبو محمد العدناني، وتعاونه مجموعة من المساعدين الذي يتمتعون بصلاحية مطلقة فى التخطيط لهجمات إرهابية فى مناطق مختلفة من العالم.
ويندرج ضمن الجهاز عدد من الأجهزة الأخرى بما فى ذلك جهاز استخبارات للشؤون الاوروبية، وجهاز استخبارات للشؤون الآسيوية، إضافة إلى جهاز استخبارات للشؤون العربية.
واستناداً لأقوال المقاتلين المعتقلين، لعب جهاز الاستخبارات دوراً مهماً في هجمات التنظيم على باريس وبروكسل، كما أشارت التحقيقات إلى أن عناصر الجهاز تم إرسالهم إلى النمسا وألمانيا وإسبانيا ولبنان وتونس وبنغلادش وإندونيسيا وماليزيا.
وأوضح سارفو أن «عملاء التنظيم السريين فى أوروبا يستخدمون الأشخاص الذين قاموا باعتناق الإسلام حديثاً أو أصحاب السجلات النظيفة القادرين على أن يكونوا حلقة الوصل بين الراغبين فى تنفيذ العمليات الإرهابية مع العملاء الذين يمدونهم بالتعليمات اللازمة من تصنيع الحزام الناسف إلى تنفيذ العمليات، ويضيف سارفو أن الخلفية الإجرامية للوافد الجديد تفيد في اختياره للانضمام إلى «داعش».
نجح سارفو في هذه الاختبارات. وفى اليوم الثالث وصل أعضاء ملثّمون من جهاز الاستخبارات يسألون عنه، أخبرهم أنه يريد المشاركة في القتال في سوريا أو العراق، لكن الملثّمين قالوا أن لديهم نقصا في أعداد المقاتلين في ألمانيا وبريطانيا وأنهم يحتاجون إليه لتنفيذ عمليات إرهابية هناك.وعلى العكس، يتمتع التنظيم بفائض من المقاتلين في فرنسا. جرى هذا الحديث فى ابريل 2015، أى قبل 7 أشهر من هجمات باريس.
ومن خلال علاقته مع أفراد من الجهاز، علم سارفو أن التنظيم كان يسعى لسد الثغرات فى شبكته العالمية، وتجنيد مقاتلين آسيويين ممن انفصلوا عن تنظيم «القاعدة» فى آسيا. ونجح التنظيم فى تجنيد عشرات الأمريكيين والكنديين لتنفيذ العمليات الخارجية.
وقال سارفو: «الأمر كان سهلا بالنسبة لهم باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يصفون الأمريكيين بالأغبياء الذين يمكن تجنيدهم بسهولة. وإذا كانوا من أصحاب السجلات النظيفة، فإنهم قادرون على شراء السلاح بسهولة، وبالتالي لا يحتاجون إلى وسيط لإيصال السلاح لهم.