طباعة

فنزويلا من الأزمة الاقتصادية وانهيار الدولة إلى الانقلاب الفاشل

الجمعة 25/01/2019 01:00 ص

أحمد عبد الرحمن

الرئيس نيكولاس مادورو

بلغت أزمة فنزويلا ذروتها بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بزعيم المعارضة خوان جوايدو رئيسًا مؤقتًا للبلاد، الأمر الذي أدى إلى رباك في المجتمع الدولي وأصبح الموقف الأمريكي بين مؤيدًا ومعارض، وخلال الاضطراب السياسي شهد الشارع فنزويلا اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين.

بداية أزمة فنزويلا

يعتمد اقتصاد فنزويلا في الدرجة الأولي على النفط الذي يعتبر المحرك الأساسي لعجلة الاقتصاد، ولكن مع الأزمات الاقتصادية التي شهدها العالم منذ 2008، وتراجع سعر النفط وكثرة المعروض في الأسواق، تسبب في خفض الأسعار بمؤشرات ملحوظة.

على خلفية النفط عانت فنزويلا من انهيار أسهم المواد البترولية، وارتفع معدل التضخم ليصل إلى 141 % خلال عام 2005، والذي ترتب علية خفض مستوى المعيشة، وانهيار العملة المحلية، وقلة العملة الصعبة، وارتفعت الأصوات التي تطالب بخطة اقتصادية جديدة لإنقاذ الاقتصاد من حافة الانهيار والتي استمرت حتى عامنا هذا.

هذا من الناحية الاقتصادية وبالنظر إلى الجانب السياسي، فقد سيطرة المعارضة فنزويلا على البرلمان بنسبة 65 %، ما جعل الحزب الحاكم في ورطة كبيرة، وأعطى زعيم المعارضة الحق في تنصيب نسفه وبكل قوة رئيسا موقنا للبلاد.

أزمة فنزويلا والصراع الدولي

وعندما نصب زعيم المعارضة خوان جوايدو نفسه كرئيس مؤقت للبلاد واعترف الرئيس الأمريكي به، وطالب الجيش بحماية البلاد لحقن الدماء.

ولكن موقف قائد الجيش الفنزويلي لم يأتي بما يشتهي ترامب، وانحاز إلى الرئيس نيكولاس مادورو، وأعلن أن ما تشهده البلاد هو انقلاب على الشرعية.

وأعلن الرئيس نيكولاس مادورو، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأعطى البعثة الدبلوماسية مهلة 72 ساعة لمغادرة البلاد.

المواقف الدولية من إعلان زعيم المعارضة

وبالذهاب إلى الموقف الروسي من الأزمة التي تمر بها فنزويلا، أعلن موسكو رفضها لموقف الولايات المتحدة الأمريكية، وانتقدت تدخلها في الشؤون الداخلية للبلاد، وخرج وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بتصريحاته قائلَا:" إن الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية تسعى إلى تصفية الرئيس نيكولاس مادورو".

موقف فرنسا من أزمة فنزويلا

وبالنسبة لموقف فرنسا من أزمة فنزويلا لم يكن غربيًا، فقد أتى مؤيدًا لموقف واشنطن، واعترف بشرعية زعيم المعارضة.
ووصف ماكرون انتخاب مادورو رئيسا لـ فنزويلا بأنه أمرا غير شرعى، بالتزامن مع إعلان خوان جويدوا رئي البرلمان في فنزويلا تنصيب نفسه رئيسا مؤقتا، وفقًا لقناة فرنسا 24.

موقف الصين من أزمة فنزويلا

خرجت الصين في ظل اشتعال الأوضاع في فنزويلا ببيانًا اعتياديًا يدعو كافة الأطراف إلى الحوار لإنهاء الصراع على السلطة في فنزويلا.

ولفتت الصين، اليوم الخميس، إلى أهمية التحاور والتشاور لحل خلافات فنزويلا السياسية ؛ مشيرة إلى أن فنزويلا بالتأكيد ترفض أي تدخل خارجي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينج، خلال المؤتمر الصحفى اليومى بمقر الوزارة أن الصين تتابع الأوضاع فى فنزويلا عن كثب، مطالبة جميع الأطراف بالتحلى بالعقلانية والهدوء.

وأضافت يينج أن الصين تدعم حكومة فنزويلا فى الحفاظ على سيادتها، وعدم التدخل الخارجى فى شؤونها الداخلية، معربة عن أملها فى أن تنظر جميع الأطراف المعنية إلى المصالح الجوهرية والرئيسة للبلاد، والعمل على حفظ وتعزيز الاستقرار هناك.

وحتى الآن لم تستقر الأوضاع، ولازلت فنزويلا على صفيح ساخن، فقد توقع محللين سياسيين أن تشهد فنزويلا خلال الأيام القادمة حرب أهلية، مطالبين الجيش بفرض السيطرة على فنزويلا لعودة الاستقرار والأمن.