طباعة

"بعد 8 سنوات" في أي شيءٍ صدق خطاب مبارك 1 فبراير .. لم أكن أنتوي أم أنا أو الفوضى ؟

الجمعة 01/02/2019 06:01 ص

وسيم عفيفي

خطاب مبارك في 1 فبراير

مضت ثمان سنواتٍ على خطاب مبارك في 1 فبراير سنة 2011 م والذي يعد السبب الرئيسي في تغيير مسار ثورة 25 يناير؛ حيث لأول مرة استخدم مبارك عنصر العاطفة في خطاباته، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها اقتتال داخلي شعبي بسبب الخطاب أيضاً.

تأملات في خطاب مبارك 1 فبراير .. استقرار وفوضى
 
في 10 دقائق و53 ثانية جاء خطاب مبارك 1 فبراير حاملاً كلمة الفوضى مرتين من مجموع نص الخطاب البالغ عدده 736 كلمة؛ وكان تمسك مبارك بالشرعية الدستورية والانتقال الطبيعي للسلطة مسيطراً على كل جوانحه، ورغم أنه أعطى حق التظاهر للشباب إلا أنه لم يغفل جانب الخسائر والتخريب الذي جرى في أسبوع.


قال في مقدمة خطابه "أتحدث إليكم في أوقات صعبة تمتحن مصر وشعبها، وتكاد أن تنجرف بها وبهم إلى المجهول، يتعرض الوطن لأحداث عصيبة، واختبارات قاسية بدأت بشباب ومواطنين شرفاء مارسوا حقهم في التظاهر السلمي تعبيرًا عن همومهم وتطلعاتهم وسرعان ما استغلهم من سعى إلى إشاعة الفوضى واللجوء إلى العنف والمواجهة والقفز على الشرعية الدستورية والانقضاض عليها، تحولت تلك التظاهرات من شكل راقي ومتحضر لممارسة حرية الرأي والتعبير إلى مواجهات مؤسفة تحركها وتهيمن عليها قوى سياسية سعت إلى التصعيد وصب الزيت على النار، واستهدفت أمن الوطن واستقراره بأعمال إثارة وتحريض وسلب ونهب وإشعال للحرائق، وقطع الطرقات، والاعتداء على مرافق الدولة والممتلكات العامة والخاصة، واقتحام لبعض البعثات الدبلوماسية على أرض مصر، ونعيش معًا أيامًا مؤلمة، وما يوجع قلوبنا، والخوف الذي انتاب الأغلبية الكاسحة من المصريين، وما ساورهم من انزعاج وقلق وهواجس ما سيأتي به الغد لهم ولذويهم وعائلاتهم ومستقبل ومصير بلدهم، إن أحداث الأيام القليلة الماضية تفرض علينا جميعًا شعبًا وقيادة الاختيار ما بين الفوضى والاستقرار، وتطرح أمامنا ظروف جديدة، وواقعًا مصريًا مغايرًا يتعين أن نتعامل معه شعبًا وقواته المسلحة بأقصى قدر من الحكمة والحرص على مصالح مصر وأبنائها".

هل صدق مبارك في خطاب 1 فبراير ؟

خطاب مبارك في 1 فبراير
خطاب مبارك في 1 فبراير
عبر مبارك عن مشاعره إزاء الحكم قائلاً "إنني لم أكن يومًا طالب سلطة أو جاه، ويعلم الشعب الظروف العصيبة التي تحملت فيها المسئولية، وما قدمته للوطن حربًا وسلامًا، كما أني رجل من رجال قواتنا المسلحة، وليس من طبعي خيانة الأمانة أو التخلي عن الواجب والمسئولية، إن مسئوليتي الأولى الآن هي استعادة أمن واستقرار هذا الوطن لحين الانتقال السلمي للسلطة في أجواء تحمس مصر والمصريين، وتتيح تسليم المسئولية لمن يختاره الشعب في انتخابات الرئاسة المقبلة، وأقول بكل الصدق، وبصرف النظر عن الظروف الراهنة أنني لم أكن أنوي الترشح لفترة رئاسية جديدة، فقد قضيت ما يكفي من العمر في خدمة مصر وشعبها، لكنني الآن حريص كل الحرص على أن أختتم عملي من أجل الوطن بما يضمن تسليم أمانته ورايته، ومصر عزيزة آمنة مستقرة، وبما يحفظ الشرعية ويحترم الدستور".

الصدق في هذه الجزئية أن مبارك لم يكن يحلم أن يكون رئيساً ـ باعترافه قبل ذلك ـ، لكن مسألة نيته الترشح فيها بعض الكلام، بدليل تاريخه الرئاسي الذي بناه بـ 5 فترات قضى منها 4 بالاستفتاء ومرة واحدة بالانتخاب.

ورغم الجدليات حول مبارك في خطاب 1 فبراير، لكن الشيء الثابت أن هذه الدقائق العشر تسببت في اقتتال مصري مصري أسفر عن ألفي جريح و 11 متظاهر فقدوا حياتهم في اليوم التالي المعروف باسم موقعة الجمل.