السيدة صابرة في فيلم سيرة شهيد
استضاف فيلم سيرة شهيد الذي أنتجته شركة إعلام المصريين على قناة DMC وفضائية ON E، السيدة صابرة بركات عبدالله، والدة الشهيدة أمنية محمد رشدي والتي فقدت حياتها أثناء حماية الكنيسة المرقسية بالإسكندرية في 9 إبريل سنة 2017 م.
ما علاقة مسلسل آدم بقصة السيدة صابرة في فيلم سيرة شهيد ؟
المجاملة كانت السبب الرئيسي في إنتاج مسلسل آدم سنة 2011 م، حيث جاء ضمن سلسلة أعمال ركبت موجة ثورة 25 يناير اتقاءًا لشر ما يُعْرَف باسم القوائم السوداء والتي وضعت تامر حسني على مقدمتها، والغريب أن صابرة ـ عفاف شعيب ـ، كانت ضمن أبطال العمل رغم أنها العدوة اللدودة لشباب الثورة لرفض الممثلة الخروج على مبارك.
روى المسلسل تجاوزات مباحث أمن الدولة من خلال شخصية آدم عامل الديلفري والذي دافع عن عرض قبطية حاول أمريكي أن يغتصبها فقام بقتله، الأمر الذي جعل مباحث أمن الدولة تلبسه تهمة "الإرهاب"، وتدور الأحداث التي تفاقمت باعتقال أهل آدم وعلى رأسهم زوجته والفتاة القبطية ووالدته صابرة والتي جعل اسمها الشاعر أحمد فؤاد نجم يكتب كلمات تتر بداية المسلسل "اه يا ابن صابره انا ابن صابره الصباره شمس الزمان النواره".
بين السيدة صابرة بركات عبدالله وأم آدم صابرة إبراهيم عفيفي لا توجد مقارنة باستثناء حالة العمل الإبداعي في الفيلم الوثائقي والمسلسل الدرامي، الإرهاب هو الربط فالمسلسل يروي قصة خيالية مستوحاة من أحداث حقيقية وهي تجاوزات مباحث أمن الدولة، أما الفيلم الوثائقي فهو يحكي عن ضحية الشرطية التي استشهدت أثناء حماية الكنيسة المرقسية في العباسية؛ لكن مسلسل تامر حسني وقع في خطأ كارثي متعلق أيضًا بالإرهاب.
الإرهابي في مسلسل آدم.. كيف ظهر ؟
في مشهد التحقيق مع الإرهابي حسان والذي ضُبِطت معه المتفجرات عقب عملية إرهابية قتلت مجموعة من السائحين، قال الإرهابي تبريراً لأعماله "انتو بتعملوا كدة ليه ؟ عشان رضا عبد.. عشان طاعة عبد.. عشان خوف من عبد.. عشان ترقية من عبد.. أما أنا واللي زيي بنعمل كدة عشان تقى ربنا.. عشان رضا ربنا.. عشان ترقية من ربنا.. إنتو يوم القيامة هتشوفوا نار جهنم".
تأثر الضابط هشام مدكور ونزلت موسيقى ياسر عبدالرحمن الحزينة مع كلام الإرهابي حسان؛ ولتصوير إجرام التحقيق ـ قبل تعذيب سيف الحديدي له ـ، وبالتالي كانت هذه مجاملة غريبة في نفس ذات الشهر الذي استشهد فيه عدد من مجندي الجيش المصري على يد أمثال حسان.
سيرة شهيد.. ليست مجاملة ولا متاجرة
قد تكون فكرة إنتاج فيلم يروي سير شهداء مصر على يد الإرهاب متأخرة بعض الشيء، لكن المتوقع أن يشهد الفيلم إتهاما مباشرا للدولة أنه فيديو من الدولة لمحاربة وثائقيات قنوات الجزيرة ومكملين بشأن ضحايا فض اعتصامي رابعة والنهضة.
المتابع الجيد لتفاصيل فيلم سيرة شهيد كاملا يجد أن هناك تنوع في عرض قصص الشهداء ونوعياتهم، فكما شمل الفيلم سير شهداء الجيش والشرطة احتوى أيضا على سير الشهداء من المدنيين مسلمين وأقباط، وبالتالي فليس المقصود من الفيلم أصلًا التسويق لشهداء الجيش والشرطة بالتحديد.
احترافية الفيلم أنه لم يركز على بشاعة الإرهاب، لأن العمل الإبداعي لا يصح أن يكون مباشرًا، وإنما جاء التركيز على اللمحات الإنسانية أكثر ليس للمتاجرة وإنما لإثبات أن سيرة أي شهيد بها جوانب إنسانية مختلفة عن الشهيد الآخر.
تجد السيدة إيزيس داوود غطاس في الكنيسة تزور نجليها اللذين استشهدا في ليبيا وتحكي عن تقدير الكنيسة لها وتقديرها للكنيسة واحترامها، وهو الأمر نفسه الذي أكدته السيدة صابرة والدة شهيدة الكنيسة المرقسية في الإسكندرية حيث أن نجلتها الشهيدة على الرغم من التزامها الديني لكنها كانت تحترم مهمتها في تأمين الكنيسة.. وإرهاب الفيلم الوثائقي الحقيقي غير إرهاب مسلسل آدم "المُجَامِل".
