طباعة

البابا تواضروس يلقي كلمة تاريخية في كنيسة مارجرجس المنيل ويحدد 3 محطات عن تدشينها

السبت 26/01/2019 05:30 م

وسيم عفيفي

البابا تواضروس

وصل قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إلى كنيسة الشهيد مارجرجس المنيل، وكان في استقباله الأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس مصر القديمة والمنيل وفم الخليج وأسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية، وأزاح الستار عن اللوحة التذكارية التي تؤرخ لتدشين الكنيسة وذلك في اليوبيل الذهبي بإنشائها، ثم أخذ صورة تذكارية مع كهنة وأعضاء مجلس الكنيسة.

نص كلمة البابا تواضروس في كنيسة الشهيد مارجرجس المنيل
البابا تواضروس يلقي
ألقى قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كلمة بمناسبة تدشين كنيسة مارجرجس المنيل، جاء فيها.

"فى يوم تدشين الكنيسة والتاريخ الذى استمعنا إليه من نيافة الأنبا يوليوس الذى يمتد لأكثر من 50 عامًا، والرحلة الطويلة للآباء الذين خدموا والشعب الذى تعب والأراخنة الذين ساهموا رحلة طويلة لها ثلاثة محطات، فاليوم دشنا ثلاثة مذابح بالدور الأرضى والأيقونات الشرقية وصحن الكنيسة وحامل الأيقونات".

وأكد أن الرحلة ليست سهلة فهى كبيرة ولها ثلاثة محطات:-

المحطة الأولى.. "الصلاة بإيمان"
البابا تواضروس يلقي
فى كل أعمالنا وخدمتنا يجب أن تبدأ الصلاة بالإيمان بثقة فى أى عمل، بداية أسرة جديدة، خدمة جديدة، فنحن نفتتح كل نهار جديد بالصلاة، والتقليد الجميل فى أديرتنا أن نصلى التسبحة من الساعة 4 صباحًا ثم باكر والقداس، فنبدأ النهار بالصلاة على مستوانا كأفراد وككنيسة، البداية دائمًا هى بداية الصلاة، والذى يحكم الصلاة آية جميلة هى طلبة البار تقتدر كثيرًا فى فعلها.

الله عنده عطايا كثيرة مفتاحها هو الصلاة الكنيسة الخشبية ندشنها فنتذكر قول البابا كيرلس السادس: "عمًر المكان بالصلاة" ليس بالطوب أو الزلط حتى لو إمكانيتنا ضعيفة بالصلاة نكمل، إذا أردت أن تضع خطة ناجحة لخدمتك لأسرتك، البداية دائمًا هى الصلاة والطلبة برجاء.

المحطة الثانية.. الصبر
البابا تواضروس يلقي
هذا الزمان يعانى من ضربة السرعة، فالسرعة من الممكن أن تكون ضارة إلا فى التوبة، والإنسان الذى يرفع صلواته ويستمر فيها بلجاجة يحتاج للصبر وبصبركم تقتنون أنفسكم، الصبر ليس نتاج يوم أو ليلة فتنال طلبتك من السماء بالصبر، فزكريا وإليصابات أسرة بارة ترفع قلوبها من أجل ابن واستطال الزمن لكنهم لم يفقدوا الرجاء، وقصص إنشاء كنائسنا تعلمنا الصلاة والصبر، الطبيعة تعلمنا الصبر، فالنباتات تحتاج لسنين حنى تنمو وتنال ثمرها، الجنين يتكون فى تسعة أشهر، فالصبر فضيلة يجب أن نعلمها لأولادنا ولخدمتنا والمشروعات الكبيرة تحتاج وقت لتنال ثمرها.

الصبر هو الانتظار الواثق ففى تاريخ الكتاب المقدس نجد إبراهيم أبو الآباء ويوسف وبولس الرسول فى العهد الجديد، المسيح على الصليب خلصنا، وبالصبر نكتسب أنفسنا عوض الضياع فى شكوك وأفكار الإنسان الواثق على يقين أن الله سيعطيه فى الوقت المناسب ففى سفر الجامعة 3: 11 "صَنَعَ الْكُلَّ حَسَنًا فِى وَقْتِهِ" فالله هو ضابط الكل كل دقيقة كل ثانية الفلك النجوم مضبوطة بالثانية وجزء من الثانية، ابدأ بالصلاة وعلم نفسك الصبر العملى وليس القول أن ما باليد حيلة.

المحطة الثالثة.. "الفرح"
البابا تواضروس يلقي
البداية بالصلاة وعشنا بالصبر المترجى عمل الله فبالتأكيد المحطة الثالثة هى الفرح، "إطلبوا فتأخذوا فيكون فرحكم كاملًا" فرح كامل فى وقته بعد الصلاة والطلبة، كل خدماتنا ونشاطنا الروحى (صلاة، صوم، ممارسة أسرار) الهدف منه هو أن نعيش حياة الفرح فهو المحطة الكاملة فى خطة حياتنا الروحية.

الجيل الذى بدأ آمين وتم تسليم العمل عبر الأجيال، وهذا كله ممسوح بمسحة الفرح، ولا ننسب العمل لأحد، الكل اشترك، وبهذا الفرح كاملًا ورسالتنا تكون نشيطة بها خدمة وصلاة وفرح، نفرح قلب بعض ونفرح الله، فالله يفرح بتوبة شعبه وليس بالطوب أو الزلط، ما يفرح قلب الله هو توبة الإنسان، الله يعطينا الكنيسة والخدمة لتكون وسيلة مساعده فى توبتنا وفرحنا الكامل بالتوبة، وهذه هى رسالة كل أسقف وكاهن وكل شماس وخادم فى مدارس الأحد كيف نفرح الآخرين.

اليوم مفرح نحتفل به بتدشين الكنيسة وبتعب الآباء الأول البابا كيرلس السادس والبابا شنودة، والآباء الذين خدموا ويخدموا وتكون خدمتنا تمجد اسم ربنا، نطلب بإيمان ونعيش بالصبر وننال بالفرح.

أشكر نيافة الأنبا يوليوس والآباء الأجلاء، وكل من كان له يد فى هذا اليوم المفرح، ربنا يعوض المسؤولين ورجال الشرطة على تعبهم وحفظهم للنظام، والكشافة الموجودة بهذه الكنيسة ويبارك فى الجميع ويعطينا دائمًا أن نمجده فى حياتنا لألهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.

تاريخ كنيسة مارجرجس المنيل
البابا تواضروس يلقي
ويرجع تاريخ تشييد الكنيسة إلى عام 1969 عندما قام مثلث الرحمات القديس البابا كيرلس السادس بتكليف سكرتيره الخاص المتنيح القمص بنيامين كامل كاهن كنيسة مارجرجس بمصر القديمة بالإشراف على بنائها لاحتياج شعب المنطقة هناك إلى كنيسة حيث أنشئت على هيئة جمالون وبسقف مغطى بالاسبستوس لتقام فيها الصلاة للمرة الأولى في قداس ليلة عيد الميلاد يوم الاثنين 6 يناير من عام 1969. 

وفي يوم الجمعة الموافق 5 سبتمبر من عام 1975 صلى القداس الإلهي بالكنيسة المؤقتة مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث ثم قام بوضع حجر الأساس لها لتبدأ في الكنيسة منذ ذلك التاريخ مرحلة جديدة ومجيدة من التعمير والازدهار الروحي والمعماري. واليوم وفي يوبيلها الذهبي يكتمل العرس بتدشينها بيد قداسة البابا تواضروس الثانى.