طباعة

فيديو| الإهمال يداهم الحدائق العامة في الإسكندرية.. تراث يتوارى برداء الفوضى

الأحد 27/01/2019 02:32 م

مريم حسن

الحدائق العامة في الإسكندرية

تتعرض الحدائق العامة في الإسكندرية لإهمال فادح، فلم تشهد أي أعمال تطوير لأكثر من عشرين عام، حتى تحولت إلى مسرح من السرقات الجرائم والأفعال الفاضحة، وبات الإهمال صاحب الشكل الأول بالحدائق، فبمجرد أن تطأ قدماك أى من حدائق الإسكندرية تفقد رغبتك فى الذهاب إليها مرة أخرى نظرًا لبشاعة المشهد، فبعدما كانت تحتوى على مجموعة نادرة من الأشجار العتيقة، والمتنفس الوحيد لزوار وأهالي الإسكندرية أصبحت مكانًا عشوائيًا ووكرًا للمنحرفين والخارجين على القانون.


فيديو| الإهمال يداهم
جابت عدسة بوابة المواطن الإخبارية الحدائق العامة بالإسكندرية ؛ متمثلة فى حدائق الشلالات وحديقة الحيوانات وحديقة أنطونيادس، لرصد أوضاعها، وما تتعرض له من إهمال وتعديات من قبل الباعة الجائلين والمتسولين، فى ظل غياب الخدمات المتوفرة بالحدائق، وشكواى الزوار من الإهمال الذى تتعرض له.

فى البداية رصدنا أوضاع حديقة الشلالات؛ التى مازالت تعانى بعض الإهمال لتتحول إلى أكوام من القمامة المتناثرة فى مكان بالحديقة، ووكر للبلطجية المنحرفين والخارجين على القانون، وغرف نوم للعشاق ليلا؛ نظرا عدم وجود أى مصدر للإنارة بها ولا حراسة ورقابة.

قال منصور شعبان، قبطان بحرى، أحد زوار حديقة الشلالات، إن الحديقة هى المتنفس الوحيد المجانى لأهالى وسط الإسكندرية، ورغم ذلك لم تشهد أى أعمال تطوير منذ أكثر من 30 عاما، مؤكدا أن حالتها تزداد سوء عاما بعد عام.
فيديو| الإهمال يداهم
وأضاف شعبان قائلا: "الملك فاروق كان بيقعد فى حديقة الشلالات دايمًا وعشان كده سميناها حديقة الملك لكن دلوقتى بقت عبارة مقلب زبالة، وكل ما آجى الحديقة بتشائم من المنظر الكئيب هنا".

وتساءل شعبان عن دور الدكتور عبدالعزيز قنصوة، محافظ الإسكندرية، ورئيس حى وسط، فى تطوير حديقة الشلالات، نظرا لما تعانيه الحديقة من إهمال جسيم، قائلا: "محافظ الإسكندرية مش بيظهر غير لما يروح يتصور مع الرئيس صورة كده وخلاص".

واتفقت معه فى الرأى زوجته سهر، مؤكدة أن الحديقة لا تشهد أى نوع من التجديدات والتطوير منذ سنوات عديدة، وأضافت قائلة "الحديقة مبقاش فيها ورود وزهور زى زمان، احنا قاعدين فى غابة ويدوب فيها شوية ألوان خضرا".

واقترحت سهر، وضع رسوم دخول لحديقة الشلالات بأسعار رمزية، من أجل المساهمة فى تطويرها والارتوقاء بها بعدما تدهورت حالتها، قائلة "الحديقة بقت عبارة عن غابة متطورة، حتى بركة المياه مليانة زبالة ده أنا بصيت عليها قرفت".

حديقة الحيوان بالإسكندرية
ثم رصدنا أوضاع حديقة الحيوان بالإسكندرية، التى تشهد معظم أقفاصها خلو تام من الحيوانات، بعدما كانت تحوي قديما على فصائل نادرة من الأسود والنمور، كما أدى غياب ترميم وتجديد الحديقة لمدة طويلة إلى أن أصبحت مهددة بالانهيار، ولهذا تعمل الإدارة المركزية لحدائق الحيوان على تطوير الحديقة بتكلفة تصل لأكثر من 7 ملايين جنيه لإعادة مكانتها مرة أخرى بين حدائق الحيوان، محط أنظار الكثير من السائحين والمزار الأول الإسكندرانيين.

قال على محمود، أحد زوار حديقة الحيوان بالإسكندرية، إن رائحة مخلفات الحيوانات تغزو المكان، وأصبحت الحديقة أشبه بالمدبح يتجمع بها الذباب والحشرات ودماء الحيوانات الميتة، وأضاف: "الحديقة فاضية مفيش حيوانات، بيضحكوا علينا بشوية طيور وبط".

تقول عايدة شوقى، من زوار الحديقة، إن الحديقة اختلفت كثيرا عن عدة سنوات مضت، ولا يوجد حيوانات تثير اهتمام الزوار فمعظم الأقفاص فارغة لا يوجد بها حيوانات، قائلة: "بقالى 5 سنين مجتش الحديقة، والنهارده اتفاجأت أن مفيش فيل وزرافة، ياريتنى ما جيت فعلا وضع الحديقة بقى مؤسف ويحزن".

وأضافت قائلة: "أنا بجيب أولادى حديقة الحيوان عشان يشوفوا الحيوانات ويأكلوهم ويتصوروا معاهم بس للاسف لما باجى الحديقة مش بلاقى الحيوانات، كل سنة عددهم يقل عن الأول".

"حديقة الحيوان مفهاش الحيوانات"، هكذا رد مينا كيرليس أحد الزوار عند سؤاله عن مدى توافر الحيوانات بالحديقة، وأضاف الإهمال يضرب كل مكان في الحديقة، بالإضافة إلى أن الحديقة غير مؤمنة ويدخلها البلطيجية واللصوص كما يشاءون.

ومن جانبها قالت الدكتورة إيمان محمد مخيمر، مدير عام حديقة الحيوان بالإسكندرية الأسبق، أنه تم تخصيص أكثر من 7 ملايين جنيه لتطوير حديقة الحيوان، حيث يشمل هذا التطوير ترميم بيت السباع ومتحف الزواحف وبرج الحديقة، ورفع كفاءة الصرف الصحى ومبنى الإدارة وبيوت وأقفاص عدد من الحيوانات منها الزرافة والنسر واللاميا والمهر وسبع البحر.

وأكدت مخيمر أنه سوف يتم استقبال بعض الحيوانات غير الموجودة فى الحديقة؛ لاستكمال خطة التطوير، مشيرة إلى أنه تم الانتهاء من تطوير جزء كبير من الحديقة.

وأشارت مخيمر إلى أنها قامت بإرسال عدد من الخطابات لمديرية أمن الإسكندرية لتأمين الحديقة لكن دون جدوى، مؤكدة أنه لا يتم تأمين الحديقة سوى فى الأعياد فقط.

وأخيرا رصدنا أوضاع حديقة انطونياديس، باعتبارها إرثًا تاريخيًا مهما وعزيزًا على أهالى الإسكندرية؛ للنظر فى كيفية تطوير الحديقة.

قالت مرنا أشرف إن الحديقة أصبحت مكانا مهملا ومخصص للباعة الجائلين، وأن عدد الباعة والمتسولين أكثر من عدد الأشجار الموجودة بالحديقة.

وقال معتز فوزى، أحد زوار الحديقة، حدائق أنطونيادس عبارة عن 5 حدائق، تشمل حديقة الورد، المشاهير، النزهة، وحديقة انطونيادس وحديقة الحيوانات، وقد اشتراها محمد علي باشا وبنى لنفسه فيها قصرا.

وأضاف قائلا: "حرام اللى بيحصل فى حديقة أنطونيادس، دى ثروة للبلد واحنا مش حاسين بقيمتها، المسئولين بهدلوا الحدائق والمكان بقى عبارة عن زبالة وحشرات وأرض فاضية من غير أشجار وزرع".

وقال مصدر بمديرية الزراعة بالإسكندرية؛ رفض ذكر اسمه، إنه جار تشكيل لجنة لبحث تطوير حدائق أنطونيادس، والأسباب التي أدت تدهورها، للوقوف إلى حلول والنظر فى كيفية تطويرها والارتقاء بها.

وأضاف المصدر فى تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، أنه يمكن استغلال ٧ أماكن داخل الحديقة للاستفادة منها من قبل المستثمرين، وتحويلها إلى متنزه عالمى يدر دخلا للمحافظة، إلى جانب توفير مصدر دخل للإنفاق على تجميل الحديقة ذاتها.