طباعة

علي بن أبي طالب ليس وحده .. خلفاء قُتِلوا أثناء الصلاة و3 منهم يوم الجمعة

الأحد 27/01/2019 09:09 م

وسيم عفيفي

اغتيال علي بن أبي طالب - رسمة

في سياق التاريخ هناك جرائم أخرى أخذت شكلاً من أشكال التبرير في القتل ، أبرز تلك الحوادث التي حدثت وغيرت أحداثاً تاريخية في العصور الأولى للإسلام .

قتل عمر بن الخطاب .. أثناء الصلاة وليس يوم جمعة
علي بن أبي طالب ليس
كان عدد من الفرس الذين بقوا على المجوسية يضمرون الحقد والكراهية لقائد الدولة الإسلامية التي دحرت جيوشهم وقضت على إمبراطوريتهم واسعة الأطراف، ففي شهر أكتوبر من سنة 644 اتجه عمر لأداء الحج في مكة حيث يُعتقد أن مخططي الاغتيال اتبعوه حتى جبل عرفة، حيث سُمع صوت يهتف أن عمرَ لن يقف مرة أخرى على الجبل. 

بعد عودة عمر بن الخطاب إلى المدينة المنورة طعنه أبو لؤلؤة فيروز الفارسي بخنجر ذات نصلين ست طعنات، وهو يُصلي الفجر بالناس، وكان ذلك يوم الأربعاء 26 ذي الحجة سنة 23 هـ، الموافق لسنة 644 م، ثم حُمل إلى منزله والدم يسيل من جرحه وذلك قبل طلوع الشمس. 

وحاول المسلمون القبض على القاتل فطعن ثلاثة عشر رجلاً مات منهم ستة، فلما رأى عبد الرحمن بن عوف ذلك ألقى رداءً كان معه على أبي لؤلؤة فتعثر مكانه وشعر أنه مأخوذ لا محالة فطعن نفسه منتحرًا. وبذلك دفن أبو لؤلؤة فيروز الفارسي، أخبار المؤامرة والدوافع إليها، فاختلفت الروايات حسب ما يستنتجه المؤرخون

قتل عثمان بين الثورة والمؤامرة
قبر عثمان بن ابي
قبر عثمان بن ابي عفان
تبدأ جرائم القتل التي جرت يوم الجمعة في التاريخ الإسلامي باغتيال عثمان بن عفان بعد تجمهر واسع من أقطار مختلفة للمطالبة بمطالب سياسية واقتصادية ودينية.

وبعد أن جرت مفاوضات بين معسكر عثمان بن عفان والمتجمهرين وصلت الأمور إلى ذروتها ، كما يذكر بن الأثير في كتابه "الكامل في التاريخ" حيث قال : "ثم أخذت الأمور تصل إلى حدتها بالتأزم عندما قُتل أحد الثوار وهو "نيار بن عياض الأسلمي" عندما رمى أحد المحاصرين في دار عثمان سهما نحوه ، فقالوا لعثمان عند ذلك: إدفع إلينا قاتل نيار بن عياض فلنقتله به، فقال: لم أكن لأقتل رجلا نصرني وأنتم تريدون قتلي .

حتى بلغ الأمر ذروته فاقتحم الثائرون الدار وتشابكوا مع أهله فأصابوا عبد الله بن الزبير بجراحات كثيرة وصرع مروان بن الحكم حتى اعتقدوا أنه مات ودخلوا إلى عثمان فقتلوه في يوم الجمعة 18 من ذى الحجة سنة 35 هـ، ودفن بـالبقيع.

وقد أدت هذه الحادثة إلى انقسام المسلمين لاحقاً بين معسكري الإمام علي بن أبي طالب والخليفة معاوية بن أبي سفيان ، ذلك الانقسام الذي فرغ لاحقاً فِرَقًا كثيرةً في الإسلام لعل أبرزها الخوارج الذين قتلوا علي بن أبي طالب .

قتل "علي بن أبي طالب" الذي أنهى نظام الخلافة
علي بن أبي طالب ليس
تولى الإمام علي بن أبي طالب الخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ حيث حدثَت فتنة عظيمة في عهد عثمان، وظهر على أَسرِها الخوارج الذين أخذوا يدبرون لقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب؛ حيث اجتمع هؤلاء جميعًا في مكان يُسمى النهروان، وبدؤوا يدعون مَن على شاكلتهم من الطوائف الأخرى، وقالوا: يجب أن نَخرج مُنكِرين لهذا التحكيم، فأرسلوا ابن ملجم ومعه رجلان لقتل أمير المؤمنين، فكان ابن ملجم أشقى الناس ومعه الرجلان من قوم (قطام بن الشجنة) واسمهما وردان وشبيب، وفي فجر يوم الجمعة 17 رمضان سنة 40هـ شد شبيب وابن ملجم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أثناء خروجه لصلاة الفجر فطاش سيف شبيب، وأصاب سيف ابن ملجم رأس علي بن أبي طالب.

وكان علي يؤم المسلمين في صلاة الفجر في مسجد الكوفة، و في أثناء الصلاة ضربه عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم على رأسه، فقال علي جملته الشهيرة: "فزت ورب الكعبة".

وقد أدت هذه الحادثة إلى نهاية نظام الخلافة في الإسلام حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم "الخلافة بعدي ثلاثون ثم تكون ملكاً وجبرية" ، وعلى إثر اغتيال علي بن أبي طالب في 17 رمضان سنة 40 هجرية ، تنازل الحسن بن علي عن الخلافة في عام الجماعة.

"المتوكل العباسي" قتله ابنه بسبب خطبة الجمعة
دينار زمن عهد المتوكل
دينار زمن عهد المتوكل

يُعَدُّ عهد الخليفة المتوكل، بداية عصر ضعف الدولة العباسية وانحلالها، والذي انتهى بسقوطها على أيدي التتار سنة (656هـ/1258 م)، هذا ما ذكره ذكر السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء.

في الجمعة الثالث من شوال لعام 247 هـ، كان مقتل الخليفة المتوكل على يد ولده المنتصر، وكان سبب ذلك، أنه أمر ابنه عبد الله المعتز، الذي هو ولي العهد من بعده أن يخطب بالناس في يوم جمعة، فأداها أداءً عظيمًا بليغًا، فحنق المنتصر على أبيه وأخيه، فأمر المتوكل بضربه على رأسه، وصفعه، وصرّح بعزله عن ولاية العهد من بعد أخيه، فاشتد حنقه أكثر مما كان.

وكانت المقتلة بعد أن خطب الخليفة المتوكل على الله بالناس، وكان آنذاك يشكو من علة به، فعاد إلى خيام، التي قد نصبت له، فنزل هناك، ثم استدعى ولده المنتصر وجماعة من الأمراء، فدخلوا عليه وقتلوه.