طباعة

صور| الإهمال يلاحق آثار قدماء المصريين بالشرقية.. تل بسطة تتحول لخرابة.. وصان الحجر تحتوي على ثلث آثار مصر

الإثنين 28/01/2019 09:06 م

تقرير : أحمد محمود

آثار قدماء المصريين بالشرقية

يلاحق الإهمال آثار تل بسطة الكائنة بطريق ميدان الزراعة، بجوار منطقة التجنيد فى مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، دون أن تجد مسئولًا يمنع نزيف وصرخات آثار قدماء المصريين بالشرقية ، التى هي من تراث مصر من محو تراثها الذى أصبح مهددًا بالاندثار، وكانت تعتبر مركزًا دينيًا مهمًا وإحدى عواصم مصر القديمة.

آثار قدماء المصريين بالشرقية 

صور| الإهمال يلاحق
وتعتبر آثار قدماء المصريين بالشرقية من أشهر المواقع الأثرية المهمة بالشرقية، نظرًا لموقعها على مدخل مصر الشرقي، وأطلق عليها قدماء المصريين اسم "بوبسطه"، كما أنها واجهت أفواج القادمين من الشرق عبر سيناء، وعاصرت العديد من الفاتحين والغزاة، وقد شرفت بأنها كانت معبراً ومقراً مؤقتاً للسيدة مريم العذراء ووليدها المسيح " عليهما السلام " عند قدومهما إلى مصر.

وكانت المدينة تعرف في النصوص المصرية باسم "بر باستت"، أي: "مقر الإلهة باستت" على اعتبار أنها كانت المركز الرئيسي لعبادة الإلهة "باستت" التي رمز لها بالقطة، ومن أهم المعالم الأثرية المكتشفة فيها: معبد للملك تتي، أول ملوك الأسرة السادسة ومعبد للملك ببي الأول، من ملوك الأسرة السادسة. 

ولم يتبق منه حاليًا سوى بعض الأعمدة والمعبد الكبير للإلهة باستت والذي بدأ بناؤه منذ الدولة القديمة، واستمر في الدولة الوسطى، ولكن أهم ما تبقى منه يرجع لعهد الملك "رمسيس الثاني"، والملكين "أوسركون الأول والثاني" من ملوك الأسرة 22، والملك "نخت - نبف" من الأسرة 30.

المكان التاريخي يتحول لخرابة
صور| الإهمال يلاحق

ومع مر العصور حرفت كلمة "باستت" لتصبح في العربية "بسطة": ولكونها منطقة أثرية على شكل تل، فقد أصبحت تعرف "بتل بسطة"، كانت عاصمة الإقليم الثامن عشر من أقاليم مصر السفلى، وعاصمة لمصر كلها في الأسرة 22، وربما في الأسرة 23، ولكونها تقع على أحد فروع النيل، فقد سمي هذا الفرع بالفرع "البوبسطى"، أما الآن فقد تحول هذا المكان التاريخى لـ"خرابة" ونهبت محتوياته هنا وهناك، ولم يتبق منه سوى أجزاء من تماثيل وأحجارمكتوب عليها كتابات هيروغليفية، يواريها الثرى وتتأكل مع الزمن بسبب الإهمال. 

ومن جانبه أكد إبراهيم سليمان مدير عام منطقة أثار الشرقية فى تصريحات له أن 75 % من آثار تل بسطه مدفونة تحت الأرض وأن ما تم استخراجه منها كان بنسبة 10%، وأن السبب فى ذلك هو قلة المواد الماليه اللازمه للتنقيب.

مدينة صان الحجر
وعن مدينة "صان الحجر" فتقع على بعد 75 كيلومترا من مدينة الزقازيق (العاصمة) فهي إحدى المدن التاريخية، التى كانت عاصمة سياسية ودينية لمصر في العصر القديم وذكر اسمها في الكتب السماوية (التوراة) باسم «صوعن» في حين جاء اسمها في اللغة المصرية القديمة باسم « جعنت » وبها مقابر الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين، ويرجح البعض أن «صان الحجر» مكان مولد نبي الله سيدنا موسي .. وصان الحجر الآن والتي كان اسمها في العصر المصري القديم (سايس)، هي إحدى المدن السياحية وفيها بقايا أبنية للرعامسة ومن تلاهم، وهي من المدن المصرية القديمة مهدمة الآثار مثل مدينة أخيتاتون ومدينة أواريس (أفاريس)، والمثير أن صان تصل بين سيناء وبورسعيد والدقهلية والإسماعيلية خاصة أنها تقع في منطقة بمحافظة الشرقية تعتبر الممر الرئيسي لكل هذه المحافظات.. وفي عام 2006 تحولت مدينة صان الحجر إلى مركز يضم 3 وحدات محلية هي صان الحجر القبلية وصان الحجر البحرية والناصرية بمجموع سكان 85 ألف نسمة تقريبا بعد أن كانت تابعة لمركز الحسينية.

صان الحجر تحتوي على ثلث آثار مصر
صور| الإهمال يلاحق
ويقال إن صان الحجر تحتوي على ثلث آثار مصر وتضم عددا كبيرا من المقابر للرعامسة، فضلا عن تماثيل ضخمة تركها المجلس الأعلى للآثار دون اهتمام أو حراسة ليعبث بها الأطفال وزوار الموقع الأثري بصان، ومن يدري ربما ينقل كبار تجارة الآثار هذه التماثيل قريبا من صان الحجر ونراها في فرنسا أو أمريكا أو إيطاليا أو حتى إسرائيل.. تاريخ طويل ونقش علي الجدران إنها مدينة مهددة بالتخريب والاندثار بسبب الإهمال دون سبب مقنع.

وأبرز ما يميز هذه المنطقة هى المزارع السمكية الكثيرة، فضلا عن مساحات الأراضي المزروعة ببنجر السكر.. لكن مأساة صان في الإهمال الحكومي، والإهمال هنا ليس إهمالا للخدمات الأساسية لكنه إهمال من نوع آخر ضحيته مدينة أثرية تاريخية تحمل في بطنها مقابر الأسر القديمة وتماثيل نادرة.. 

إهمال آثار صان المتهم فيه كل من له علاقة بحماية الآثار المصرية، فبدلا من السفر وقطع آلاف الأميال لاستعادة قطعة أثرية واحدة كان من الأولي الاهتمام بآثار صان الحجر ووضع حراسة عليها بعد أن أصبحت هدفا وصيدا سهلا للصوص الآثار وبعض معدومي الضمير الذين سرقوا آثار صان الحجر وباعوها وأصبحوا من أثرياء الشرقية.

التلال الأثرية
"صان" تضم متحفا بالقرب من التلال الأثرية بالمنطقة تم افتتاحه في سبتمبر 1988، ويتكون من صالة واحدة تضم بعض المقتنيات التي جرى الكشف عنها في صان الحجر وفي غيرها من المواقع الأثرية في محافظة الشرقية. 

ويضم المتحف مجموعة من تماثيل الأفراد ولوحات جنائزية وتوابيت وأوانٍ فخارية وحجرية وتمائم وحلي وبعض العناصر المعمارية والزخرفة، لكن ما يعرضه لا يمثل جزء 1 % مما تحتويه صان الحجر فعلا.. متى ستهتم الحكومة بالمناطق النائية التي تضم آثارا من شأنها فتح مصدر للدخل وخلق مزار سياحي جديد يضاف للمزارات المصرية المشهورة التي يقبل عليها السائحون من كل مكان، لكن الغريب أن صان الحجر ليست مدرجة في برنامج سياحي لأي شركة سياحية تتعامل مع مصر لا لشيء إلا لأن وزارة الثقافة والمجلس الأعلي للآثار أسقطوها من حساباتهم, و لاتزال المشكلة قائمه و تتمثل فى إهمال آثار "صان" التى لو اهتمت بها الحكومة لأصبحت مزارا سياحيا، مثل أهرامات الجيزه و معبدى حتشبسوت و أبى سمبل.

وهناك عدد من أنقاض المعابد، بما في ذلك معبد كان مكرسًا لآمون، وبعض المقابر الملكية من الفترة الانتقالية الثالثة ومنها مقابر الفراعنة بسوسنس الأول وأمينيموبي وشوشنق الثاني، والتي نجت من النهب من لصوص المقابر طوال العصور القديمة، والتي اكتشفها عالم المصريات الفرنسي بيير مونيه عامي 1939 و 1940، وكانت تحتوي على كمية كبيرة من الذهب والمجوهرات واللازورد والأحجار الكريمة الأخرى بما في ذلك الأقنعة الجنائزية لهؤلاء الملوك.

وفي عام 2009، الماضى أعلنت وزارة الثقافة المصرية عن اكتشاف علماء الآثار موقع البحيرة المقدسة لمعبد الإلهة موط في موقع صان الحجر الأثري، وهي تعد ثاني بحيرة مقدسة يعثر عليها في صان الحجر، وقد اكتشفت الأولى عام 1928.