طباعة

جوهر الصقلي .. هل وعى الحلواني تاريخ دولته التي قاد جيشها ؟

الثلاثاء 29/01/2019 12:00 ص

وسيم عفيفي

عملة فاطمية من زمن جوهر الصقلي

يشتهر جوهر الصقلي أنه أحد أهم وأشهر قائد في التاريخ الفاطمي، فهو مؤسس حاضرة الدولة الفاطمية، وباني الجامع الأزهر وهو وفاتح بلاد المغرب ومصر وفلسطين والشام والحجاز وينسب جوهر الصقلي للشيعة، وبصرف النظر عن المذهب الديني، لكن كيف نشأت الدولة الفاطمية التي قادها جوهر الصقلي عسكرياً.

نشأة الدولة الفاطمية الحقيقية 

ذات يوم كان بن طباطبا العلوي جالساً في بلاط عرض المعز لدين الله وسأله عن نسب الدولة الفاطمية، فكان جواب المعز لدين الله الفاطمي غير متوقع بالنسبة للحضور، حيث جذب نصف سيفه من الغمد وقال هذا نسبي، ونثر على الأمراء والحاضرين الذهب وقال هذا حسبي".

في زمن المقريزي ـ مؤرخ الدولة الفاطمية ـ، وربما قبل المقريزي أيضاً، لم يعترف كل المؤرخين بالدولة الفاطمية من ناحية الاسم، بل وذهب غالبية المؤرخين الذين كان لهم باع في علم العقيدة إلى تكفير كل خلفاء الدولة الفاطمية.

يتبنى المؤرخين القدامى اسم "الدولة العبيدية" نسبةً لمؤسسها "عبيدالله المهدي" الذي أسس الدولة الفاطمية بعد مبايعته في القيروان سنة 910 م، ويرفض المؤرخين اسم "الفاطمية" لأنهم يشكون في نسب تلك الدولة وصلتها بالسيدة فاطمة الزهراء.

تعود جذور تأسيس الدولة الفاطمية، كـ "فكرة" إلى رستم بن حوشب الذي تمكن من استقطاب كثيرين من الفرس وأراد تأسيس دولة شيعية في اليمن، لكن الظروف القبلية في اليمن كانت عائقاً له ورأى في بلاد المغرب أرضاً خصبة لتحويل الفكرة إلى دولة.
اعتمد بن حوشب على رجال مهمين لنشر الدولة الشيعية، كان أهمهم أبو عبد الله الشيعي حسن بن أحمد بن محمد بن زكريا الشيعي من أهل صنعاء باليمن، وكان اختيار بن حوشب لأبي عبدالله لاتسامه بصفات قيادية بارزة من علم وذكاء ومقدرة في التعامل مع الناس، وبالتالي أخذ مهمة التبشير بالدولة الفاطمية والتي يعتبر هو مؤسسها الفعلي.

يذكر عبدالفتاح الغنيمي في كتابه "موسوعة المغرب العربي" أن انطلاق الدولة الفاطمية من بلاد المغرب رغم النظام القبلي، كان بسبب الظلم الذي مارسته دولة الأغالبة على الناس وأدى هذا إلى استجابة بعض القبائل للداعية الشيعي والذي رأوا فيه المخلص وبدأ الصدام مع الأغالبة، وانتقل أبو عبد الله الشيعي إلى حصن منيع في جبال الأوراس في بلدة "تازروت"، ومن هناك كان يوجه الضربات المتتالية لدولة الأغالبة.

رغم أن رستم بن حوشب هو الأب الروحي للدولة الفاطمية، لكنه لم يكن يشغله تأسيس دولة شيعية ذات نظام سياسي بقدر ما كان يهمه نشر الفكر ذاته، وبالتالي كانت الآمال معلقة على عبيدالله المهدي سعيد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن ميمون القداح، والذي سوقه أبو عبدالله الشيعي على أنه المهدي المنتظر.

بين عبيدالله المهدي و أبو عبدالله الشيعي صداقة قوية مهدت إلى نشأة الدولة الفاطمية، لكن تلك الصداقة سرعان ما انتهت بإعلان بداية الدولة الفاطمية وتنصيب أبي عبيدالله المهدي خليفة.

بمؤامرة سياسية نجح عبيدالله المهدي في عزل أبي عبدالله الشيعي من ولايته وسجنه، وذكر المؤرخين أن الخلاف وقع بين الاثنين على الأموال التي استأثر بها عبيدالله المهدي، وبعضهم يرى أن أبا عبد الله الشيعي شك في عبيد الله المهدي بأنه ليس المهدي المنتظر.