طباعة

قبل كلام ماكرون مع الرئيس السيسي عن زيادة سكان مصر.. كيف عرفت المحروسة فكرة التعداد من فرنسا ؟

الثلاثاء 29/01/2019 01:13 ص

وسيم عفيفي

ماكرون مع الرئيس السيسي

كشف المؤتمر الصحفي الذي جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الرئيس السيسي، أن باريس تنظر إلى زيادة سكان مصر بعين التقدير لأمنهم واستقرارهم.

مؤتمر ماكرون مع الرئيس السيسي

مؤتمر ماكرون مع الرئيس
مؤتمر ماكرون مع الرئيس السيسي
وقال كلام الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون "الرئيس ماكرون تحدث عن تعدادنا وهو 100 مليون مصري وأهمية استقرارهم وأمنهم.. يا ترى حرية التعبير ليهم متاحة أم لا؟ وحرية القانون والتقاضي متاحة أم لا؟ إحنا في منطقة مضطربة، وكان فيه مشروع كبير جدًا للمنطقة ولم ينجح، وهو إقامة دولة دينية في مصر، حقوق الإنسان لا يمكن اختزالها".


وجاءت الأرقام التي سردها الرئيس عبدالفتاح السيسي طبقًا لتقارير اعتمدت على بيانات الجهات المعنية وفي مقدمتها جهاز التعبئة والإحصاء الخاص بتحديد التعداد السكاني، وتبدو مفارقة لدى كثيرين أن مصر تعلمت فكرة التعداد السكاني من باريس.

بداية التعداد السكاني في مصر
مصر وقت أول تعداد
مصر وقت أول تعداد سكاني
من الصعب بما كان أن يصل المؤرخين إلى تعداد مصر قبل عصر محمد علي باشا، وربما مصر نفسها لم أي مظهر حداثة قبل عهده، وللإنصاف التاريخي فإن مصر لو بدأت طفرة المدنية ومواكبة العصر في عهده، إلا أن الحملة الفرنسية كانت نواة التحديث في مصر رغم مجازرها العسكرية.

لجنة الفنون والعلوم بالحملة الفرنسية أعطت جهودًا كثيرة لمعرفة تعداد سكان مصر، ربما لأغراض سياسية واستخباراتية تخدم العسكرية النابليونية، لكنها أفادت المجتمع المصري حينها حيث نظم الديوان الكبير الذي ترأسه شيخ الأزهر عبدالله الشرقاوي، سُبُل التوظيف وتوزيع الضرائب.

تعداد مصر الأول كما رأته فرنسا: الحمير أكثر من الأعيان
كتاب وصف مصر وفيه
كتاب وصف مصر وفيه تعداد السكان
حتى العام 1801 م كان عدد سكان مصر 2،467،100 نسمة، وجاء هذا الإحصاء بعد سلسلة من جلسات الإطلاع على جلسات الضرائب التي كانت بحوزة الديوان، فضلًا عن سجلات العقارات والأطيان التي كانت في يد الأعيان.

الطرافة في تعداد مصر الذي أجرته الحملة الفرنسية، هو عدم وجود بطالة في صفوف المصريين، ولا يعني هذا أنهم كانوا يلتحقون في الوظائف الحكومية، وإنما كانوا يعملون في أعمال خاصة بهم مثل المقاهي والشيالة في الميناء بالإضافة للعمل في النقل.

واتسم سوق العمل في مصر بأن كان فيها 2000 شخص يمتلك مقهى، والتفت أنظار علماء الحملة الفرنسية إلى أن عدد البغال والحمير في مصر أكبر من الذين يعملون عربجية بل وفاق عدد الأثرياء أيضًا.

طبقًا لتقرير جومار رئيس لجنة الفنون لدى الحملة الفرنسية، والذي ترجمه زهير الشايب في الجزء الأول من كتاب وصف مصر، فقد وصل عدد الأثرياء إلى 6 آلاف ثري بين مالك وتاجر، بينما الذين يعملون في العربجة ناهز عددهم إلى 15 ألف شخص، أما عدد الخيل والبغال والحمير فقد وصل إلى 30 ألف.

اتسمت مصر زمن الحملة الفرنسية بالزواج المبكر، لكن العنوسة في مصر بهذا العام ربما كانت أقل بكثير من الزمن الحالي، فطبقًا لتعداد السكان فإن مجموع الذكور البالغين سنة 1801 م وصل إلى 99 ألف شاب، بينما تجاوز عدد الفتيات البالغات إلى 125 ألف، ونسبة الذين لم يتزوجوا في مصر سنة 1801 م وصل إلى 26 ألف فقط.