طباعة

حكايات مصر الحلوة الشقيانة.. غربة ووشوش والرصيف ترانزيت

السبت 09/02/2019 12:00 ص

وسيم عفيفي

حكايات مصر الحلوة الشقيانة

تزخر حكايات مصر الحلوة الشقيانة بالتفاصيل على أوجه الناس الموجودين في كافة الشوارع والحواري والأزقة، لكن يبقى المهمشين هم سر قوة الحكايات.

حكايات مصر الحلوة الشقيانة.. الأم مدرسة صيف أو شتا

حكايات مصر الحلوة
على الرصيف وتحت الشمس الدافئة جاءت هذه الأم بأطفالها وهي تنتظر المواصلات، وكل طفل يجاور أمه يشعر بمزيج من المشاعر الحانية عليها.

تعد الأم بالنسبة لأطفالها الثلاثة كسبب وجود البحر في الأرض، فالبحر موجود ليعانق الرمال والصخور، وكذلك الأم موجودة لتحتمل المشكلات والهموم. 



يوميًا تشرق الشمس على الأرض لتعطيها الحياة، وهو الأمر نفسه الذي تقوم به الأم مع أطفالها الثلاثة، فهي يوميًا تشرق على أطفالها لتعطيهم دفعة حانيةً للأمام.

حكايات مصر الحلوة الشقيانة.. بائع الثواب وسر الدائرة
حكايات مصر الحلوة
تلازمية شديدة القوة بين التدين والسبحة يدركها هذا البائع على الرصيف، وربما لم يجد مما يقتات به سوى أن يبيع تلك الآلة التي ترمز على التقوى أو تمثل قناعًا.

يبيع هذا الرجل السبحة في الأوساط الصوفية، حيث يكثر استخدام السبحة من المتصوفة الذين يكثرون من التسبيح والاستغفار وذكر الله جلّ جلاله.

والشكل الدائري لحبّات السبحة له جذور من الفكر الإسلامي، حيث أن الدائرة هي الرمز الأساسي لوحدة الكون وكماله، إضافة إلى إكتشاف العلماء أن جميع الأشكال المنتظمة تعتمد على الجسم الكروي.

حكايات مصر الحلوة الشقيانة.. النفسية سبب الألم
حكايات مصر الحلوة
على الرصيف جلس هذا الرجل الذي لا مأوى له سوى البطانية وقليل من الزاد، وبات يبحث في ساقه عن ألم يحيط به ليعرف أسبابه.

ألم هذا الرجل يرجع إلى الضغط النفسي فقد حاصرته الأحداث والمَواقف والأفكار التي تدفع الشخص إلى الشعور بالتوتّر والقلق، وإحساس هذا الرجل بأن الواجبات المطلوبة منه تفوق قُدراته وإمكانيّاته، جعلته يخرج حالة الاستقرار والتوازن النفسي إلى حالةٍ من الاضطراب والذي يظهر عليه على شكلِ همٍّ وحُزن، ثم وصولًا إلى احتلال المرض لساقيه.

حكايات مصر الحلوة الشقيانة.. بين جيلين القراءة مختلفة
حكايات مصر الحلوة
على نفس الرصيف رجل وشاب قراءتهما مختلفة؛ فالأخير يقرأ في كتيب صغير، بينما الرجل الكبير يتناول صحيفته ويطالع الأخبار ولا تشغله مواقع التواصل الاجتماعي بعكس الشاب، يعد الرجل على غرار الكثيرين الذين قاربوا على الفناء، يفضلون الصحيفة والثقافة التقليدية ويعلنون رفضهم لصحافة العولمة والتكنولوجيا.

حكايات مصر الحلوة الشقيانة.. بالهناء والشقاء ونظرة أخرى للمال
حكايات مصر الحلوة
ليس للفقير معدة أصغر من معدة الغني ولا للغني معدة أكبر من معدة الفقير؛ مقولة قديمة تصف هذا الرجل. 
من المؤكد أن بعض الأغنياء لا يشعرون بالسعادة وصحيح أن بعض الفقراء لا يشعرون بالتعاسة لكن حتما لو تمكن الفقير من الحصول على المال فسوف يعرف كيف يشتري السعادة، فالمال يوفر وسائل الراحة المادية وليس وسائل السعادة، لكنه يجلب معه التعب الذهني والنفسي في الغالب.

حكايات مصر الحلوة الشقيانة.. هنا تتجدد الذكريات

حكايات مصر الحلوة

الجميع يحتاج إلى ذكريات المدرسة حين نطالع صور الأطفال المتوجهين إلى المدارس، فكلما فات الزمان تزداد الذكريات في الخيال من أجل استحضار الحلم وزيادة جرعة الأمل.

شيء واحد لا يدركه هؤلاء الأطفال وهو أن الحياة عبارة عن محطات كثيرة بكل محطة نترك بضعًا منا ونمضي مُخلفين وراءنا ذكرى لن نعود لها، ليسّ لأننا مللناها أو لم تعد فينا رغبة لها، بل لأنّ الزمن دائمًا يعلمنا أن نمضي ولا نلتفت للوراء.

حكايات مصر الحلوة الشقيانة.. العشوائيات تحكي الوجع
حكايات مصر الحلوة
تحكي العشوائيات آلامًا وأوجاعًا كثيرة في مصر، فخلف هذه المباني تستتر كوارث متعددة ناجمة من الفقر، وقنابل تثبت ضعف الاهتمام بالتنمية الإقليمية والتي تهدف إلي إعادة توزيع سكان البلاد والخروج من الوادي الضيق إلي مجتمعات جديدة تستقطب تيارات الهجرة.

العشوائيات تحكي الوجع وتزيد خلل سوق الإسكان وانخفاض المعروض من الوحدات السكنية وعدم ملائمة العرض مع نوعية الطلب حيث انخفضت نسبة الإسكان الاقتصادي من أجمالي الوحدات السكنية.