طباعة

رئيس تحرير مجلة قضايا التطرف بألمانيا في حواره لـ "بوابة المواطن" هكذا ترى أوروبا رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي 2019

الأحد 10/02/2019 12:37 م

أحمد عبد الرحمن

الدكتور بن علي لڨرع

تشهد العلاقات المصرية الأفريقية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تطورًا ملحوظ في كافة المجالات، ولذلك توجت مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي 2019، حيث تناقش القضايا والأزمات التي تواجه القارة السمراء، ويأتي في مقدمتها الإرهاب وأزمة سد النهضة، والتكامل والربط بين دول الاتحاد الأفريقي.

ولذلك كان لـ "بوابة المواطن " حوار مع الدكتور بن علي لڨرع، أستاذ العلوم السياسية بجامعة مستغانم بالجزائر، ورئيس تحرير مجلة قضايا التطرف والجماعات المسلحة تصدر عن المركز الديمقراطي العربي بألمانيا، حول رئاسة الاتحاد الأفريقي 2019.


كيف تنظر الدول الأوروبية إلى ترأس مصر للاتحاد الأفريقي ؟

رئيس تحرير مجلة قضايا
أعتقد أن الدول الأوروبية ترحب برئاسة مصر للاتحاد الأفريقي 2019، فالعلاقات الأوروبية المصرية طبيعية ولا تدعو للقلق، والدليل على ذلك زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر مؤخرا.

ما هي المطالب الجزائرية من مصر خلال فترة ترأسها للاتحاد الأفريقي ؟

أعتقد سيكون هناك تعاون بين الجزائر ومصر لحل الأزمات في أفريقيا لاسيما الملف الليبي وكذلك في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وكذلك في مجال التنمية، فالعلاقات الجزائرية المصرية قوية ومن دون شك سنشهد تنسيق مصري جزائري في الاتحاد الأفريقي.

كيف يتم الربط بين دول الاتحاد الأفريقي ؟
رئيس تحرير مجلة قضايا
يجب الارتقاء بالتكامل الاقتصادي في أفريقيا على غرار ما حدث في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وهنا يجب على الدول الكبرى في أفريقيا (مصر، الجزائر، نيجيريا، جنوب أفريقيا) أن تتحول إلى أقطاب لإرساء السلم والأمن والتنمية في أفريقيا. 

نلاحظ مثلا أنه في جنوب القارة تقلّ الأزمات والنزاعات، لماذا؟ إن أحد العوامل المفسرة لذلك هو وجود دولة قطب ونموذج هي دولة جنوب أفريقيا التي تلعب دورا إيجابيا في جنوب القارة الأفريقية، وهذا ما يجب أن تقوم به الأقطاب الأخرى في شمال القارة ووسطها.

كيف تستفيد مصر من ترأس الاتحاد الأفريقي؟
رئيس تحرير مجلة قضايا
إن مصر تستحق رئاسة الاتحاد الأفريقي 2019 لاسيما وأنها المرة الأولى التي ستتولى فيها الرئاسة منذ تأسيس الاتحاد في عام 2002 خلفا لمنظمة الوحدة الأفريقية، وتستفيد مصر من رئاسة الاتحاد على المستوى الدبلوماسي حيث ستشهد انتعاشا للدبلوماسية المصرية في أفريقيا لاسيما في ما يتعلق بمسألة مياه نهر النيل والعلاقات مع دول الحوض، وفي الملف السوداني وكذلك في الملف الليبي، وهذه الملفات حساسة واستراتيجية بالنسبة لمصر. 

ورئاسة الاتحاد الأفريقي ستسمح لمصر باستعادة دورها في أفريقيا ومن دون شك ستطرح أولوياتها، واعتقد أن من بين الأولويات مكافحة الإرهاب والتطرف ومسالة اللاجئين والهجرة غير الشرعية، وكذلك تفعيل الاندماج والتكامل الأفريقي من أجل تعزيز الأمن والسلم وتحقيق التنمية في القارة الأفريقية.

ما هي العقبات التي تواجه أفريقيا في مجال التجارة ؟

في ما يتعلق بالعقبات التي تواجه أفريقيا في مجال التجارة هناك عدة عوائق بعضها داخلي وبعضها دولي، فالعوامل الداخلية ترتبط بظروف البلدان الأفريقية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فالقارة الأفريقية ولاتزال تعاني من تخلف اقتصادي كبير رغم ما تملكه من ثروات وهي تعاني كذلك من حروب أهلية ونزاعات داخلية متجددة لاسيما في غرب ووسط أفريقيا. 

إضافة إلى انتشار الجماعات المسلحة والجريمة المنظمة وانتشار العنف، الأمر الذي انعكس سلبا على التنمية والأمن في أفريقيا وهذا بدوره انعكس سلبا على التجارة البينية في القارة، وهناك عوامل خارجية ترتبط بالتنافس الدولي في أفريقيا لاسيما بين الولايات المتحدة والصين وبدرجة أقل فرنسا، فالقوى الدولية مازالت تنظر لأفريقيا كمنطقة نفوذ وتسعى للهيمنة على مواردها في إطار التقسيم الدولي للعمل، لهذا نجد أن المبادلات التجارية للدول الأفريقية مع أوروبا وأمريكا والصين أكبر من التبادلات التجارية البينية داخل القارة الأفريقية.

كيف ترى قضية الإرهاب التي تواجه القارة الأفريقية، وكيف يتم تناول القضية في الاتحاد الأفريقي 2019
رئيس تحرير مجلة قضايا
إن مسالة التطرف والإرهاب تبقى واحدة من أخطر التهديدات التي تواجهها القارة الأفريقية نظرا لأثارها السلبية على الأمن المجتمعي والأمن القومي لكل بلد، وكذلك تهديدها للأمن والسلم في أفريقيا. 

لكن ما يجب قوله هنا هو أنه يجب النظر إلى مسببات التطرف والإرهاب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، واعتقد أنه يجب طرح مقاربات شاملة وطنية وعبر وطنية لمعالجة مسالة التطرف والإرهاب وعدم الاكتفاء بالحلول الأمنية فقط. 

وهنا يجدر القول أن أفريقيا بحاجة ماسة إلى إصلاحات سياسية تعزز الديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم الراشد، وهي بحاجة إلى إصلاحات اقتصادية تؤدي إلى الاستثمار في العنصر البشري وفي الموارد الطبيعية التي تزخر بها بلدان القارة الأفريقية.

_كيف تتناول قمة الاتحاد الأفريقي لسد النهضة؟

اعتقد أن هذه المسألة مهمة جدا، وبالتالي هي تعتمد على العلاقات البينية بين مصر والسودان وإثيوبيا، وهنا ستتبنى الأطراف الثلاثة مبدأ المنفعة المشتركة وعدم الإضرار بمصالح الآخرين، لأن هذه المسالة استراتيجية لكل دولة.

وفي النهاية أتمنى للرئيس السيسي التوفيق في رئاسة الاتحاد الأفريقي 2019، وأتمنى أن يعيد لمصر دورها القيادي في أفريقيا فالقارة الأفريقية تحتاج لمصر مثلما تحتاج مصر لأفريقيا.