طباعة

من البعثات إلى الخطاب الإعلامي .. عثرات وأخطاء في طريق مصر نحو القارة السمراء

الثلاثاء 19/02/2019 02:30 م

سيد مصطفى

السيسي وإفريقيا

يواجه الطريق المصري إلى داخل القارة السمراء العديد من العثرات منها ما صنعه المصريين أنفسهم، فبعد أن كانت الكلمة المصرية هي الأولى داخل القارة، وكان أبنائها ينتظرون خطابات الزعيم جمال عبد الناصر ويرفعون صوره، إلى تشكل بعض دولهم خطرًا على أمن مصر القومي مثل ما حدث في مشاكل سد النهضة وإتفاقية عنتيبي، وساعدت بعض الأخطاء في إيجاد تلك الفجوة، يجد تداركها ومصر تعود مرة أخرى للقارة.

بعثات "المحاسيب"

من البعثات إلى الخطاب
قال إبراهيم نصر الدين، خبير الشؤون الأفريقية الأستاذ بجامعة القاهرة، أن مصر تنفق 2 مليار دولار سنويًا في أفريقيا ليس لدعم مكانتها ولكن لكسب أعدائها، مبينًا أن تلك المبالغ تصرف على من وصفهم بـ"المحاسيب"، ونصفهم ممن يتبعون للوزارات يكونوا موجودين في القاهرة، ولا يذهبون للدول التي انتدبوا فيها.

وأكد نصر الدين في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، أنه وجد أثناء رحلاته في أفريقيا من البعثات الدينية المصرية، صور مؤسفة كثيرًا، منها شيخ في بعثة تبشيرية يقبض بالدولار، والآخر ينام في الجامع، مبينًا أنه يوجد في مصر من الكوادر وحتى الإنفاق إذا رشد يمكن أن يصل إلى مليار جنيه فقط

وبين خبير الشؤون الأفريقية الأستاذ بجامعة القاهرة، أنه عندما قابل الملحق الأمني في جنوب إفريقيا، كان يصف كيب تاون بان سكانها هنود، ودبلوماسي آخر طلب منه أن يعرفه على الناس، وكان فيه تعليمات أن في وقت من الأوقات للبعثات الدبلوماسية بالصمت وعدم الحركة. 

مشكلات ثقافية
من البعثات إلى الخطاب
قال اللواء محمد عبد الواحد خبير الأمن القومي والشؤون الإفريقية، إنه بالرغم من أن البنك الدولي يصنف دول حوض النيل من أفقر البلدان في العالم إلا أن تلك الدول اتفقت على مصر في اتفاقية عنتيبي، مما يفتح التساؤل حول الإرث الثقافي والتصور عن مصر عند بعض تلك الدول.

وأكد عبد الواحد في كلمته في منتدى حوض النيل تراث تاريخى وافاق المستقبل، أنه يوجد العديد من المشاكل الثقافية المرتبطة في أذهان الأفارقة، ففي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا سمع من أحد الشباب هناك يقول له "انت مصري انت بتسرق المياه من عندي"، مما يدل أن هناك مشكلات في الوعي لديهم.

وأضاف خبير الأمن القومي والشؤون الإفريقية، أن هناك 10 إذاعات موجهة لا تصل إلى أفريقيا، وإنما لاتتعدى مدينة أسوان، والقمر الصناعي المصري نايل سات لا يصل سوى نصف قنواته إلى جيبوتي وأديس أبابا.

أخطاء إعلامية قاتلة
من البعثات إلى الخطاب

قالت أماني الطويل الخبيرة والمتخصصة فى الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن هناك العديد من الأخطاء الإعلامية القاتلة التي يرتكبها الإعلام المصري في حق أفريقيا، أن مصر تقود أفريقيا وتتزعم أفريقيا، فهناك فرق بين إستراتيجية مصر تجاه أفريقيا ورئاستها للإتحاد الأفريقي، فمصر تعطي رؤى ومنظور لحل القضايا، ولكن القرار يعرض لجميع الدول ومصر صوت واحد مثلها مثل أي دولة أخرى.

وأكدت الطويل عبر كلمتها منتدى حوض النيل تراث تاريخى وافاق المستقبل، أن ما أشاعته بعض وسائل الإعلام من أخطاء فادحة مثل أن الرئيس السيسي يقود قادة أفريقيا، أو يدرب 1000 قائد أفريقي، كلمات أغضبت الشارع الأفريقي، وقالوا "ماذا لو قلنا أن قطر تعد 1000 قائد مصري هل يعدونهم لقلب أنظمة الحكم".

وبينت الطويل، أن معظم البرامج المصرية التي تتحدث عن القارة تقدم صور لغابة أو بندقية، ولكن حاليًا يوجد ناطحات السحاب في بوروندي ورواندا، بل بوروندي أصبحت باريس السمراء من طراز المباني داخلها، كما أنه لا يوجد للقنوات والإذاعات المصرية مراسل أفريقي، ولكن مراسل مصري في أفريقيا، رغم وجود العشرات من المتدربين الأفارقة في مصر.

وجاء المؤتمر بدعوة من نوبيان جروب للثقافة والتراث ومؤسسة النيل للدراسات الافريقية والاستراتيجية، بعنوان منتدى حوض النيل تراث تاريخى وآفاق المستقبل، وحاضر فى المؤتمر كلًا من عدلى سعداوى عميد معهد البحوث ودراسات حوض النيل، إبراهيم نصر الدين، أستاذ دكتور السياسة الإفريقية في معهد البحوث والدراسات الافريقية، وأمانى الطويل خبيرة ومتخصصة فى الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية ومحمد جمعة الخبير التنموى والاقتصادى ورئيس المجلس الاستشارى بمؤسسة النيل.

كما ضمت الندوة اللواء محمد عبد الواحد خبير الأمن القومى والشؤون الافريقية، والاستاذ الدكتور حماد الدسوقى رئيس جمعية صداقة مصر وجنوب السودان، ورمضان قرنى مدير تحرير جريدة آفاق أفريقية لدى الهيئة العامة للاستعلامات، وحازم عبد الوهاب رئيس الإذاعات الموجهة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وبحضور عدد كبير من الشخصيات العامة وممثلين الدول الافريقية والعربية وذلك بمركز سينما الحضارة دار الأوبرا المصرية وزارة الثقافة.