طباعة

أخطاء إعلامية قاتلة تسببت فى قطع علاقة مصر مع إفريقيا

الأربعاء 27/02/2019 04:03 ص

سيد مصطفى

لا ينفك الإعلام المصري بالحديث عن الإبتعاد المصري عن إفريقيا، وهجر القارة السمراء، ولكنه يتناسى أنه شريك قوي في التأثير السلبي على مجريات العلاقات بين مصر والقارة السمراء

أخطاء قاتلة

قالت أماني الطويل الخبيرة والمتخصصة فى الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن هناك العديد من الأخطاء الإعلامية القاتلة التي يرتكبها الإعلام المصري في حق أفريقيا، أن مصر تقود أفريقيا وتتزعم أفريقيا، فهناك فرق بين إستراتيجية مصر تجاه أفريقيا ورئاستها للإتحاد الأفريقي، فمصر تعطي رؤى ومنظور لحل القضايا، ولكن القرار يعرض لجميع الدول ومصر صوت واحد مثلها مثل أي دولة أخرى.


وأكدت أمانى الطويل عبر كلمتها منتدى حوض النيل تراث تاريخى وافاق المستقبل، أن ما أشاعته بعض وسائل الإعلام من أخطاء فادحة مثل أن الرئيس السيسي يقود قادة أفريقيا، أو يدرب 1000 قائد أفريقي، كلمات أغضبت الشارع الأفريقي، وقالوا "ماذا لو قلنا أن قطر تعد 1000 قائد مصري هل يعدونهم لقلب أنظمة الحكم".

غابة وبندقية

وبينت أمانى الطويل، أن معظم البرامج المصرية التي تتحدث عن القارة تقدم صور لغابة أو بندقية، ولكن حاليًا يوجد ناطحات السحاب في بوروندي ورواندا،بل بوروندي أصبحت باريس السمراء، كما أنه لا يوجد للقنوات والإذاعات المصرية مراسل أفريقي، ولكن مراسل مصري في أفريقيا، رغم وجود العشرات من المتدربين الأفارقة في مصر.

وأردفت الطويل، أن هناك أفكار كثيرة كانت متوقفة وفعلت، خاصة مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي ومنها موسوعة تاريخ أفريقيا العام، التي دشنتها دار الكتب المصرية بمناسبة وصول الرئيس السيسي لأديس أبابا في القمة الإفريقية.

واستكملت، أنها تعد في مشروع لوجود ترجمة لكتاب أفريقيين، وكتابة مشتركة لكتاب أفريقيين في مصر، ليس بالضرورة عن العلاقات الثنائية وإنما عن قضايا بلدانهم.

الدبلوماسية الشعبية

علق إبراهيم نصر الدين، خبير الشؤون الأفريقية الأستاذ بجامعة القاهرة، دور الدبلوماسية الشعبية، لأن أعضائها يذهبون يتصوروا مع رئيس الوزراء والرئيس، وهذا ليس بدورهم.

وأكد نصر الدين خلال كلمته بمنتدى حوض النيل تراث تاريخى وآفاق المستقبل، أن دورهم المفترض يكون مع نظرائهم من المراكز والشباب والكيانات الشعبية بتلك الدول، لعرض الموقف المصري وتوضيح الصورة، وأن يتركوا المسئولين الرسميين للجهات الرسمية المصرية.

القنوات المصرية لا تصل

قال اللواء محمد عبد الواحد، خبير الأمن القومي والشؤون الإفريقية، أنه يوجد العديد من المشاكل الثقافية المرتبطة في أذهان الأفارقة، ففي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا سمع من أحد الشباب هناك يقول له "انت مصري انت بتسرق المياه من عندي"، مما يدل أن هناك مشكلات في الوعي لديهم.

وأكد اللواء محمد عبد الواحد في كلمته في منتدى حوض النيل تراث تاريخى وافاق المستقبل، أن هناك 10 إذاعات موجهة لا تصل إلى أفريقيا، وإنما لاتتعدى مدينة أسوان، والقمر الصناعي المصري نايل سات لا يصل سوى نصف قنواته إلى جيبوتي وأديس أبابا.

وجاء ذلك المؤتمر تحت تنظيم كل من نوبيان جروب للثقافة والتراث ومؤسسة النيل للدراسات الافريقية والاستراتيجية، بعنوان منتدى حوض النيل تراث تاريخى وافاق المستقبل، وحاضر فى المؤتمر كلًا من عدلى سعداوى عميد معهد البحوث ودراسات حوض النيل، ابراهيم نصر الدين، أستاذ دكتور السياسة الافريقيه في معهد البحوث والدراسات الافريقية، وأمانى الطويل خبيرة ومتخصصة فى الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية ومحمد جمعه الخبير التنموى والاقتصادى ورئيس المجلس الاستشارى بمؤسسة النيل.