وفى السياق ذاته، علق حنا عيسى، الأمين العام للهيئة المسيحية الإسلامية لنصرة القدس والمقدسات الإسلامية، على الاعتقالات التي أعقبت عملية فتح باب الرحمة، بأن الاعتقالات مستمرة يوميا، مبينًا أن لديهم أكثر من 6500 معتقل مقدسي، مبينًا أنه الآن الشدة تأتي على اعتقال المقدسيين بسبب ثباتهم ومواجهتهم لسلطات الاحتلال.
وأكد عيسى في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، أن هذه الاعتقالات لا تكسر ارادة المقدسيين بالتصدي للاحتلال وخططه الجهنمية، مشيرًا إلى أن الرموز المعتقلة وأئمة الأقصى، هو شيئ عادي بالنسبة للمقدسيين باستمرار يعتقلون رجال الدين، ولكن الحملة الأخيرة أظهرت الإجرام اليومي للاحتلال بالمدينة المقدسة.
وأضاف الأمين العام للهيئة المسيحية الإسلامية لنصرة القدس والمقدسات الإسلامية، بالنسبة لعملية الاقتحام نفسها وتأثيرها، بأن هذه الأفعال يوميا اعتاد المقدسيين عليها، ولا شيء جديد.
وبين عيسى، أن القدس ساحةُ الأنبياء والشهداء والعظماء، ساحة القداسة المضَّمخة بعبير الطهارة، والقدس قصيدة التواصل مع السماءِ عبر الأجيال، فيها ومنها شع نور الحبِّ الإلهي لكلِّ المؤمنين الأوفياء، فيها وفي ساحتها فرد المسيح عليه السلام جناح الحب والسلام رغم النزيف والآلام بصبر تعجز عنه الأفكار والأقلام، ومنها عرج الى السماء السابعة خاتم الأنبياء والمراسلين نبي الإسلام والإنسان في كُلِّ زمانٍ ومكان، وفيها بعد فتحها من قبل العرب والمسلمين العهدة العمرية التي رسّخت أواصر المحبة بين المسلم والمسيحي حتى صار توأمًا مستميتًا في الدفاع عنها بأغلى ما يملك الإنسان الفلسطيني في ماراثون الآلام الذي فاق حدَّ التعب والنصب إلى حدِّ الصراخ في وجه الظلم والظلام والطغيان.
ويقع باب الرحمة فى السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، الذى يشكل جزءا من سور بيت المقدس أيضا، وهو أقدم أبواب المدينة القائمة حاليا، فثمة آثار تدل على باب سبق تشييده فى الموقع فى القرن الأول قبل الميلاد، أما أبواب المدينة السبعة الأخرى، فقد شيد العثمانيون ستة منها أواسط القرن العاشر الهجرى، وهى باب العامود وباب الساهرة، باب الأسباط، باب المغاربة، باب النبى داوود، وباب الخليل، وذلك بحسب دراسة بعنوان "باب الرحمة فى بيت المقدس" للباحث بشير بركات، نشرت بمجلة الفيصل: العددان 459-460.
ومما يؤكد أن باب الرحمة هو أقدم أبواب المدينة ظهوره فى خريطة مادبا، وهى أقدم خريطة للقدس، إذ اكتشفت خلال حفريات أجريت سنة 1315هـ 1897 م، فى أرضية كنيسة بنيت فى القرن السادس الميلادى، فى مدينة مادبا شرق الأردن.
وأطلق عليه اليهود اسمين: باب الشيخينة، أى التجلي الرباني، وباب الرحمة، بينما يطلق عليه النصارى: الباب الذهبى، وهم يعتقدون أن والدى السيدة العذراء مريم كانا يلتقيان هناك، وأن يسوع المسيح دخل منه يوم أحد الشعانين "الزعف"، بينما المسلمون أطلقوا عليه الرحمة، كما أنشأوا مقبرة ظاهرة، وأطلقوا عليها مقبرة باب الرحمة.