تشهد الجزائر الشقيقة مظاهرات سلمية حاشدة، نتيجة ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، كما نظم العديد من الكوادر الصحافية والإعلامية مسيرات بسبب التضييق على حرية الصحافة والتحيز الإعلامي للسلطة ضد المظاهرات.
ولذلك كان لـ " بوابة المواطن " حوار مع الصحفي الجزائري إسماعيل بوفليح صحفي في قسم الأخبار لدى قناة نوميديا تيفي، لمتابعة أخر أوضاع المسيرات التي نظمها العديد من الرموز الصحافية والإعلامية للمطالبة بحرية الصحافة والإعلام.
وإلى نص الحوار:_
ما موقفك من ترشح عبد العزيز
بوتفلقة لفترة رئاسية خامسة؟
طبعا موقفي لا يختلف مع موقف
غالبية الجزائريين، نحن ضد ترشح بوتفليقة منذ مرضه وعدم قدرته على إتمام مهامه
واعتبرنا ترشحه خرقا للدستور في 2014، والآن نثمن كل المسيرات والمظاهرات ضد ترشحه.
في حال لم ينسحب عبد العزيز بوتفليقة كيف سيكون الرد ؟
اعتقد أن تعنت السلطة في المواصلة بخيار بوتفليقة سيؤدي
بالبلاد إلى الفوضى كون الشعب خارج دون رجوع وهو مطلب شرعي لا نريد رئيسا مريضًا.
كيف ترى تعامل الشرطة مع المظاهرات والمتظاهرين؟
تعامل الشرطة مع المظاهرات كان حضاريًا ونشكر الشرطة
التي أمنت المظاهرات منذ بدايتها في 22 فبراير حتى اليوم وأين قمنا بوقفة احتجاجية
نحن كصحافيين ضد التعتيم الإعلامي ونطالب بحرية الصحافة، التوقيف دام لبضع ساعات
فقط دون إجراءات أمنية أخرى.
ما هي المشاكل التي تواجهها الجزائر الاجتماعية و
الاقتصادية ودور فرنسا فيها؟
مشاكل الجزائريين اجتماعية واقتصادية وسياسية بصفة أكبر،
وخصوصًا بعد صرف هذه السلطة أزيد من 1000 مليار دولار في 20 سنة دون تغيير لوضع
غالبية الجزائريين ورغم كل هذا بقيت السلطة تراوغ في سبيل البقاء لفترة أطول.
هناك تخوف من استغلال المظاهرات الجزائرية لخدمة أطماع
أخرى ما حقيقة ذلك ؟
الخوف من ركوب الأمواج واستغلال المظاهرات دوما وارد كون
النظام طالت فترة حكمه وتغلغل الفساد إلى عدة أطراف وضعف الأحزاب السياسية من جهة
أيضا يفسح المجال لها لتبنى المظاهرات وكسب الشباب المتظاهر.
ما تعليق على تصريح قائد أركان الجزائري أحمد قايد صالح
أن النداءات الجزائرية للتظاهر مشبوهة ؟
دعوى قائد الأركان تحمل
الكثير من المؤشرات والدلالات رغم تعديل خطابه في بيان تصحيحي أخر لكن اعتقد أنها
رسالة للجهات الأمنية قصد توقيف وتقنين مثل هذه المظاهرات التي حدثت أمس الجمعة
والتي تعتبر الأكبر من سابقاتها، ثم قائد الأركان يريد من كل طرف في السلطة التحلي
بالمسؤولية والوقوف بجانب ترشح بوتفليقة.
هل هناك مشاركات لأحزاب سياسية في المظاهرات الجزائرية؟
المشاركة الحزبية محدودة جدا أولًا، لضعف القاعدة
الشعبية للأحزاب حيث الشباب الجزائري منعزل تمامًا من الممارسة السياسية لانعدام
الثقة وخروج الشعب هذه المرة كان عفويًا نتيجة تراكمات اجتماعية وسياسية.
كيف يتعامل الإعلام الجزائري مع المظاهرات هل هناك
حيادية في التغطية الإعلامية ؟
الوقفة الاحتجاجية اليوم للصحفيين كانت بسبب التضييق على
حريات الصحافة لدى المؤسسات الإعلامية بعد المظاهرات الأخيرة كثير من المؤسسات غطت
المظاهرات لكن لم تبث المعلومة بأكملها وسبب خروج هذه الجماهير بسبب أن التغطية
الإعلامية كانت مؤسفة.
في حال استخدام الشرطة
الجزائرية للعنف كيف سيكون رد المتظاهرين ؟
أولًا لا أتمنى من الشرطة
استعمال العنف ضد المتظاهرين لكن ردة الفعل في حال الحدوث أتمناها أن تكون هادئة
لا نريد عنفًا ولا تكسيرًا ولا خسائر مادية ولا بشرية، اعتقد أن الجهات الأمنية
واعية بهذا الأمر ولن تجر المظاهرات للعنف.
كيف تنظر
إلى التغطية الإعلامية الفرنسية لما يحدث في الجزائر؟
التغطية الفرنسية أو
الأجنبية كانت الأكثر حضورا أمام الجزائرية ولاحظت تغطية فرانس 24 كانت جد موضوعية
ودرستها أفضل من عدة جهات أخرى لكن أتمنى للقنوات الجزائرية الغوص أكثر في المشهد
ونقل الحقيقة وصوت الشعب بكل احترافية ومهنية.
