طباعة

منة الله تروي لـ«بوابة المواطن» حكايتها مع الكرسي المتحرك

الإثنين 04/03/2019 05:50 م

كتب: أحمد محمود

منة الله تروي حكايتها

تجلس مُقيَّدة بإعاقتها على كرسيها المتحرك، بينما عيناها تحلِّقان فيما حولها.. لا تعلم فيمَ تفكِّر.. هل فيما جرى وتسبب في وضعها هذا، أم في شخص تتصوره داخلًا عليها حاملًا لها الأمل في أن تكسر قيود إعاقتها، وتعانق الحياة.. لا تعلم. لكن الأكيد أنها تتطلع إلى رحمة وعفو الإله الواحد الرحيم، وفي كرمه اللامحدود في أن يَمُنَّ عليها بمَن وما ينتشلها مما هي فيه مع الكرسي المتحرك.
منة الله تروي لـ«بوابة
منة الله تروي لـ«بوابة المواطن»
منة الله تروي حكايتها لـ«بوابة المواطن»
هي سيدة بسيطة.. ملامحها مألوفة.. نلتقيها كل يوم في شوارعنا، وفي أماكن عملنا.. لكن الإعاقة وقهر العجز والفقر؛ حفر أميالًا من العلامات على وجهها المصري الصميم.. تراها تبكي في صمتٍ، ما تعانيه من ألمٍ.. ولكن ألم الإهمال والتجاهل أقوى وأصعب، لو كنتم تعلمون..

تروي منة الله سعيد، صاحبة هذه الحالة، تاريخًا من المعاناة و الكرسي المتحرك.. فهي قد ولدت بمرض غريب ونادر في العظام، كتبه الله تعالى عليها، وبالتالي؛ فإنها صارت عُرضة للكسور لأي سبب ولو بسيط.
حكاية منة الله
حكاية منة الله
وتقول لنا: "وأنا عندي تسعة شهور؛ كانت أول مرة اتكسر، ومحدش كان عارف أو فاهم إن ممكن يكون عضمي زجاجي. وفضلت كل شوية اتكسر لحد لما سني ما وصل سنة وشهرين".

وتستطرد قائلةً: «وقعت، ودراعي اتكسر واتجبِّس غلط واتعوج، ولما وصلت أولي ثانوي مفصل الكوع اتخلع خالص».

وتكمل رواية فصول مأساتها: «أنا عضم رجلي اتعوج كله، وبدأت أعمل عمليات من وأنا عندي أربع سنين، ولحد النهاردة، وأنا دلوقتي عندي 18 سنة؛ عملت 13 عملية، ودخلت أوضة عمليات، واتبنجت 15 مرة».
الكرسي المتحرك
الكرسي المتحرك
حكاية الكرسي المتحرك
وتقول منة: «أنا فضلت استخدم الكرسي المتحرك من وأنا في سادسة ابتدائي لحد لما وصلت تانية ثانوي، وفي الفترة دي عملت عملية تطويل بالصدفة البحتة، وكانت مجازفة كبيرة علشان عضمي مش بيستحمل، وكان فرق الطول بين رجليا الاتنين، 12 سنتيمتر. رجلي الحمد لله، طِوْلت، والعملية جابت نتيجة، وبدأت استخدم عكاز، وادوس على رجلي، بس للاسف مضاعفات العملية كانت أكبر مما يتصوره الدكاترة واللي كنا متصورينه إحنا كمان».

وتصف حالتها الآن، بأن لديها ركبة، اليمنى، لا تتحرك بشكل نهائي، ولم يجدِ معها العلاج الطبيعي، وتقول بأنه قد صار لها أكثر من عامٍ ونصف، أجرت فيها عشرة عمليات جراحية في ساقها اليمنى، وعملية واحدة في ساقها اليسرى، وكذلك عمليات عديدة في ذراعَيْها، بينما هناك عيوب لا يمكن إجراء عمليات جراحية لأجلها في مصر.
منة الله سعيد
منة الله سعيد
وتقول منة الله: «أنا محتاجة عمليات تاني كتير وصعبة، ومعظم الدكاترة قالوا علاجي مش هنا، ومحتاجة أسافر برة، لأن كل مرة بيحاولوا يصلحوا فيها حاجة؛ فيه حاجات أكتر بتبوظ في عضمي وجسمي، وأنا للأسف جسمي مبقاش قابل أو مستحمل حاجة تاني، وحتي أي علاج مش جايب نتيجة وبقيت على الكرسي المتحرك».

وتعرض علينا «منة الله» صور الأشعة التي أجرتها مؤخرًا لبيان حالتها بدقة، وشهادات من بعض الأطباء بأنها بحاجة إلى السفر إلى ألمانيا للعلاج هناك.

هذه بعضٌ من جوانب قصة منة ومعاناتها، التي لا يشعر بها أي أحد.. إنك عندما تراها؛ لا تتصور حجم المرارات التي لديها.. لأنك لو تشعر بما تشعر هي به؛ لقدمت فورًا كل ما يمكنك لأجلها!!
قصة منة الله
قصة منة الله