طباعة

الترابي وجماعة الإخوان..ساعدوه في حكم السودان وحاول إنقاذهم بمصر

الأربعاء 06/03/2019 01:15 ص

سيد مصطفى

حسن الترابي

كان الراحل حسن الترابي من أكثر وجوه جماعة الإخوان المسلمين إثارة للجدل خاصة فيما يتعلق بعلاقته بجماعته الأم وهي الإخوان المسلمين وفرعها بمصر.

تقلد حسن الترابي منصب المراقب العام للإخوان بالسودان، وأسس الجبهة الإسلامية القومية، والتي تشكل معظمها فعليا من الإخوان المسلمين، وأصبح الترابي الأمين العام للجبهة لتصبح حزبًا إسلاميًا عصريًا، والتي بدورها وصلت لحكم السودان عبر الإنقلاب العسكري عام 1989، ووصول الرئيس البشير للحكم وأصبح الترابي رئيس للوزراء، وذلك حتى حدوث المفاصلة الشهيرة بين الجانبين، وإنشقاق الجبهة إلى حزبين الأول برئاسة الترابي وسمي بالمؤتمر الشعبي والآخر برئاسة البشير نفسه وسمي بالمؤتمر الوطني.


قال محمد نصر الدين، محمد نصر الدين القيادي بحزب المؤتمر الشعبي، وأحد تلاميذ الترابي، أن الدكتور الراحل حسن الترابي كان يحب مصر وتتلمذ على يد مصريين، مبينًا أنه نبه جماعة الإخوان المسلمين إلى أخطائهم عند وصولهم للحكم وإنهم لم يستمعوا لنصائحه.

حسن الترابي

وأكد محمد نصر الدين، في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، أن حسن الترابي حذر الجماعة من الترشح لرئاسة الجمهورية، وطالبهم أولًا الإلتفات للاتحادات والهيئات المؤسسات وعندما يتواجدون فيها بقوة يرشحون أحدهم لمقعد الجماعة، وهذا ما سبب ابتعاد بين الجماعة في مصر والراحل الترابي.

وبين القيادي بحزب المؤتمر الشعبي، أن موقف الراحل من القيادة المصرية بعد 30 يونيو لم يأخذه بشكل سياسي وأنما كرجل قانون، ومن المعروف عن الرجل أنه فقيه دستوري قام بصياغة العديد من الدساتير في العالم.

بينما كشف الصادق المهدي، رئيس الوزراء السوداني السابق، حزب الأمة وإمام الأنصار، أن السودان كان سبب في تغيير نهج إخوان مصر السياسي، حيث اتجه الإخوان المسلمين في مصر للعمل بالسياسة بعد ثورة 25 يناير، بدأوا بخوات فيها بشكل معتدل وأعلنوا أكثر من مرة أنهم لن يرشحوا رئيس للجمهورية، وأنهم لن يترشحوا علي أكثر من ثلث البرلمان، وهذا كان موقف حكيم في البداية، لأنهم كان لديهم سمعه قد تستفز الآخرين.

وأكد رئيس الوزراء السوداني السابق في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، أن ما حرف مسيرة إخوان مصر، بعد أن سمعوا نصيحتين الأولى من تركيا والثانية من السودان، مبينًا أن تركيا كانت تبحث عن حلفاء ووجدت ضالتها في إخوان مصر، ولذلك شجعوهم لكي يرشحوا بشكل كامل لكل من الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

وأضاف الصادق المهدي، رئيس الوزراء السوداني السابق، أن ثاني الأنظمة التي دفعت جماعة الإخوان في انحرافها بالسلطة، هو النظام السوداني لأنه كان معزول، ووجد في النظام الإخواني في مصر حليف له، وهم من حولوا الموقف المعتدل الذي بدأت به الجماعة إلي موقف به التمكين والاستيلاء بالطريقة التي حدثت، مما جعل الكثيرين في مصر يشعرون أن النظام بمصر سيكرر التجربة السودانية.