طباعة

«أحدهم عَلَّمَه الإنجيل» مسلمون أثروا في البابا كيرلس السادس

السبت 09/03/2019 01:32 م

وسيم عفيفي

البابا كيرلس السادس

مواقف متعددة اتسمت بها حياة البابا كيرلس السادس والذي تحل ذكرى رحيله اليوم وسط اهتماما مصري وعالمي برحيله، حيث أقيم قداس إلهي في طاحونته، لكن تبقى مسألة المسلمين الذين ساهموا في حياة القديس غريبة.

البابا كيرلس السادس حفظ الإنجيل على يد شيخ مسلم
غلاف كتاب البابا
غلاف كتاب البابا كيرلس وعبدالناصر
يروي الصحفي محمود فوزي في كتاب البابا كيرلس وعبد الناصر الصادر عن مؤسسة الأهرام للنشر والتوزيع سنة 1998 م ، أن مفارقات طفولة عازر ـ اسم البابا كيرلس السادس ـ، أنه قد درس الكتاب المقدس على يد شيخ مسلم، حيث اقترح الشيخ أحمد غلوش على والد عازر أن يذهب بابنه إلى الكتاب القريب من المنزل خلال العطلة الصيفية، وبرفقته الإنجيل ليدرس فيه، ونفذ الأب وصية الشيخ، وبدأ عازر يتردد على الكتاب ومعه إنجيل يوحنا المكتوب بحروف كبيرة حيث قام الشيخ بتحفيظه الإنجيل. 


وعقب تلمذة البابا كيرلس السادس على يد الشيخ أحمد غلوش، شبً عازر وتعلم حتى حصل على الثانوية العامة ثم عمل لثلاث سنوات في شركة «كوكس للسياحة» بالإسكندرية، بعدها بدأت رحلته مع الرهبنة منذ عام 1927م حين التحق بـ«دير البراموس» في وادي النطرون، وهو المعروف بـ «وادي القديسين»، وهو نفس المكان الذي خرج منه "مكاريوس الكبير" مؤسس الرهبنة، وبيشوي، وموسى الأسود، وأفرام السرياني.

تنصر شيخ الأزهر والشائعة
محمد الفحام
محمد الفحام
في سنة 2009 م كان أنتج فيلم إذاعي في أوروبا اسمه «الأزهر والمسيح» وأدى هذا الفيلم إلى شائعة خلاصتها أن الشيخ محمد الفحام شيخ الأزهر تم تعميده على يد المتنيح الأنبا بيمن، وربط المتقولون بإثبات هذه التهمة بين إعفاء الإمام الأكبر الأسبق محمد الفحام من مشيخة الأزهر، وقضية انتقاله إلي الدين المسيحي، وقرار مغادرته لمصر طالبا حق اللجوء الديني هو وأسرته لإحدى الدول الأوروبية، وأن ابنته لا تزال موجودة هناك حتى الآن خوفا من كشف القضية التي تعلم كل تفاصيلها.

أصل شائعة الشيخ محمد الفحام في حياة البابا كيرلس السادس تعود إلى بعد نكسة 1967 بعام واحد حيث ترددت أنباء عن قرب ظهور السيدة العذراء ووقتها أشيع الخبر , ورفض حسين الشافعى أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة ورئيس محكمتها هذا الخبر ولم يصدقه , فقرر قطع الكهرباء فى اليوم الذى حُدد غير أن المفاجأة كانت عندما قطعت الكهرباء ظَهرت السيدة العذراء في كنيسة الزيتون في 2 ابريل سنه 1968 وتناقلت وكالات الأنباء هذا الخبر وصورته

ولأن عبد الناصر كان على صلة قوية بالبابا كيرلس أشار عليه أن لا يتكلم في الموضوع من أجل ألا تحدث فتنة، فوافق البابا فضايق حسين الشافعى وأحس بأن عبد الناصر صدق هذا الموضوع فأراد حسين الشافعي أن ينهي هذا الموضوع فوجد ضالته في الشيخ الفحام الذي من تلقاء نفسه أصر على أن يذهب ليرى بنفسه الموضوع ، لكنه فوجئ بأنه صحيح وبدأ فى قراءة الكتاب المقدس والنهم منه بعدها تعرف على كاهن ليشرح له الكتاب المقدس وتم هذا وتردد الفحام على هذا الكاهن طوال عمل الفحام فى منصب عميد كلية اللغة العربية غير أنه تركه عندما عُيّن شيخاً للأزهر سنة 1969 لأن الأعين كلها عليه خاصةً وأن الفحام بدأ من داخل نفسه بالذهاب إلى المسيحية.
السادات والفحام
السادات والفحام
وتتابع الحكاية «وفى يوم ذهب فى الخفاء إلى البابا كيرلس قبل وفاته ليقول له أنه سيعتنق المسيحية لأنه وجد فيها صفاء كبير إلا أن البابا كيرلس أشار عليه بان لا يفكر فى الموضوع وانصرف الفحام وكرر الزيارات كثيرا وفى كل مرة البابا كيرلس يرفض وفى آخر زيارة قبل رحيل البابا كيرلس قرر أنه سيسافر ليعلن تنصره فخشي كيرلس من أن يحدث صدام بين المسلمين والمسيحيين خاصةً أن كيرلس كان قد كبر فى السن وأن السادات يدعم قوى الإخوان المسلمين فقال له ائتني فى المرة المقبلة، ولكن وفاة البابا كيرلس عطلته.

بعدها وصلت تقارير للسادات خلاصتها أن شيخ الأزهر الفحام منذ تعيينه وهو لا يبدي الاهتمام الواجب لهذا المنصب كما أنه ليست له حماسة للإسلام كسابق عهده، وأنه مصاب باللامبالاة نحو قضايا الإسلام والأمة العربية وهذا أدخل الشك في قلب السادات مما جعله يضعه تحت المجهر والمراقبة ووصلت تقارير أيضآ أنه أحيانا كثيرة عندما كان يحين وقت الصلاة كان لا يترك مكتبه.

ويقول أنه سيصلي مكانه (على كرسيه) بسبب أنه مريض فجعل السادات يراجعه في هذه التقارير ويواجهه

مما دفع شيخ الأزهر أن يطلب إعفاءه من المنصب بدعوى أنه مريض فيعفى من منصبه سنة 1973، وبعد ذلك سافر إلى فرنسا وكانت ابنته مريضة بالسرطان في إحدى مستشفيات فرنسا وحدثت معها معجزة حيث أن المسيح اصطفاها ليشفيها من السرطان، وشفيت هذه الإبنة وقصت على والدها الشيخ الفحام، فاستبشر خيراً , حتى رأى المسيح فى المنام وبعدها بأشهر تنيح سنة 1980 ومات على المسيحية ودفن بأوروبا لان السادات رفض دفنه بمصر كراهية له , إلا ان الرب انتقم من السادات بعدها بعام حيث قتل نظرا لتعامله مع البابا شنودة عندما اعتقله ولأنه ظلم الفحام.

الرد على الشائعة

الشيخ محمد الفحام
الشيخ محمد الفحام
أول خطأ في شائعة قصة الشيخ الفحام التغافل عن سن الشيخ فى موضوع خلافه مع السادات فمن الأصل لا يوجد خلاف والشيخ الفحام كان مريضاً فعندما عُفى من منصب شيخ الأزهر كان عمره 79 عاما فهو من مواليد عام 1894 وتولى المشيخة عام 1969 وتركها عام 1973 فقد كان مريضاً بمرض الروماتيزم ولازم الفراش ولم يخرج إلا للمواضيع الهامة.

لا توجد ابنة للشيخ محمد الفحام اصلاً سافرت إلى الخارج لأنها مريضة، فالشيخ الفحام أنجب ابن اسمه محمود وهو مدير سابق بأحد بنوك ويقيم في الإسكندرية وله ابنة تدعى إحسان وتقيم في القاهرة
وقدم الشيخ محمد الفحام قدم خدمات جليلة للأزهر أثنى عليها الأزهريون أنفسهم.

عقد صداقات وطيدة بملوك ورؤساء دول العالم العربي التي كانت على جفوة مع مصر وساعده فى هذا رئاسته لمجمع البحوث الاسلامية، وكان هذا يعجب السادات كثيراً لأنه قارب على الدخول فى الحرب، وقبل تركه منصب المشيخة بثلاث شهور وتحديداً فى يناير سنة 1973 م، انتهى الفحام من بعثات الأزهر الخارجية بتجهيز بعثة أزهرية تذهب لمسجد منطقة بردوا جنوب غرب فرنسا، ليس هذا فحسب بل إن هذا المسجد هو أول مسجد فى هذه المنطقة، وقد كان من ضمن مؤسسيه الشيخ الفحام نفسه عندما ذهب إلى فرنسا للحصول على الدكتوراة من السوربون في عام 1946 م.

لم يغادر الشيخ محمد الفحام منزله لظروف مرضه إلا مرة واحدة وكانت هذه المرة إلى اليابان سنة 1976 لحضور المؤتمر الثامن لرجال الدين باليابان بناءاً على دعوة جاءت له من الزعيم الياباني الاسلامى عبد الكريم سايتو، وكان هذا فى 13 يونيو سنة 1976 م، ولم يخرج بعدها حتى مات في 31 أغسطس سنة 1980 م ودفن في مقابر عائلة الدك بالإسكندرية وصلى عليه الجنازة الشيخ عبدالرحمن بيصار.