طباعة

المرأة في شعر محمود درويش .. والدته كانت الملهمة

الأربعاء 13/03/2019 03:30 م

أمل عسكر

المرأة في شعر محمود درويش

السيدة في حياة أي شخص لها دور كبير ومؤثر فهي لها الحدث الأكبر في معظم الأشياء وخاصة إذا كانوا يحبون أمهاتهم ويتأثرون بها كثيرا، واليوم سنتحدث عن المرأة في شعر محمود درويش.

المرأة في شعر محمود درويش
كانت المرأة في شعر محمود درويش، لها النصيب الأكبر في قصائده، خاصة أنه كان يحب والدته كثيرًا فهي ملهمته في عدد من الأشعار، وفي الثقافة العربية، تمثل الأم كمال المرأة.
المرأة في شعر محمود
علاقة محمود درويش بوالدته:
وذلك لأن كلمة «الأم» ليس لها دلالات سلبية في الثقافة العربية، فهي في تناقض مع وضع السيدة، فالمرأة التي تحصل على مكانة الأم تحصل على نوع من الشرعية في المجتمعات ذات التوجه الذكوري في الشرق الأوسط، ويصف الشاعر الفلسطيني محمود درويش العلاقة التي تربطه بوالدته في الطفولة بأنها غامضة. 

وظن محمود درويش أن والدته كرهته؛ ومع ذلك، عندما قُبض عليه للمرة الأولى في إسرائيل، وهو في السادسة عشر من عمره، شعر أنه كان ابنها المفضل، ونتيجة لهذه العلاقة في الطفولة، أعطى درويش في شِعره تعبيرًا عن سعادته في طفولته الضائعة واستخدمها للتعويض عن الظروف التاريخية والسياسية التي اشتملت عليه في كل مرحلة من حياته المهنية الشعرية، لذلك يمكن تقسيم صورة الأم في شعر درويش إلى خمسة أجزاء: «أمه الحقيقية، الأم الجماعية، أرض الأم، الأم باعتبارها هوية ثقافية، والأم كقصيدة».

المرأة في شعر محمود درويش لم تكن مجرد كلمات يكتبها في قصائده، فهي كانت حياة أخرى، والدته ووطنه، وحبيبته، واخته فهو، يحب المرأة لذلك عبر عنها بأكثر من شيء.
المرأة في شعر محمود
ومن قصائده عن المرأة وخاصة والدته
إلى أمي:

كتب محمود درويش هذه القصيدة خلف قضبان سجنه الإسرائيلي عام 1965 وظهر في مجموعة قصائد عاشق فلسطين، التي نشرت عام 1966، وأصبحت واحدة من أكثر القصائد العربية الحديثة الشهيرة، في البداية، استخدم الشاعر الفعل الحالي للتعبير عن الحنين، وهذا الحنين إلى الأم، والخبز والقهوة، والتي لا تشبه أي طعم آخر من يديها.

إلى أمي

أحنّ إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبر في الطفولة
يوما على صدر يوم
وأعشق عمري لأني
إذا متّ،
أخجل من دمع أمي!
خذيني،إذا عدت يوما
وشاحا لهدبك
وغطّي عظامي بعشب
تعمّد من طهر كعبك
وشدّي وثاقي.
بخصلة شعر
بخيط يلوّح في ذيل ثوبك.
عساي أصير إلها
إلها أصير.
إذا ما لمست قرارة قلبك!
ضعيني، إذا ما رجعت
وقودا بتنور نارك.
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت، فردّي نجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع.
لعشّ انتظارك!
المرأة في شعر محمود
قصائد للمرأة:
أنا امرأة لا أقل ولا أكثر فكن أنت قيس الحنين إذا شئت.. أما أنا فيعجبني أن أحب كما أنا لا صورة ملونة في الجريدة أو فكرة ملحنة في القصيدة بين الأيائل.. أسمع صرخة ليلى البعيدة من غرفة النوم: لا تتركيني سجينة قافية في ليالي القبائل.. لا تتركيني لهم خبرًا أنا امرأة لا أقل ولا أكثر.

قصيدة أخرى
سَتَنتهِي الحَرْبُ
وَيتَصافَح القادَةُ
وَتَبقَىَ تِلْكَ العَجوزُ تنتَظر ولدَهَا الشَهِيدَ
وَتِلكَ الفتَاةُ تنْتظِرُ زَوجهَا الحَبِيبَ
وَأولَائِكَ الأطفَالُ يَنتظِرُونَ وَالِدَهُم البطَلَ
لَا أعلَمُ مَنْ بَاعَ الوطَنْ
وَلَكِنَّنِي رأيتُ مَن دَفعَ الثمَنْ


هي في المساء

هي في المساء وحيدةٌ،
وأًنا وحيدٌ مثلها...
بيني وبين شموعها في المطعم الشتويِّ
طاولتان فارغتان لا شيءٌ يعكِّرُ صًمْتًنًا
هي لا تراني، إذ أراها
حين تقطفُ وردةً من صدرها
وأنا كذلك لا أراها، إذ تراني
حين أًرشفُ من نبيذي قُبْلَةً.
هي لا تُفَتِّتُ خبزها
وأنا كذلك لا أريق الماءَ
فوق الشًّرْشَف الورقيّ
لا شيءٌ يكدِّر صَفْوَنا
هي وَحْدها، وأَنا أمامَ جَمَالها

المرأة في شعر محمود