واقع الصحة في أفريقيا..
تعاني قارة أفريقيا تعقدًا جذريًا في ملف الرعاية الصحية، والأمراض المستوطنة، وغير السارية، فيقول رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، آلفا عمر كوناري، في تصريح له 2006م، :«إنّ القارة الأفريقية تواجه أكثر الأزمات الصحية العالمية مأساوية».
وترجع أسباب تدهور الوضع الصحي في القارة السمراء، إلى هشاشات المنظموات الصحية في دول قارة أفريقيا، والمناخ الحاضن للعديد من الأمراض وهو ما أشار إليه مدير مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لأفريقيا، الدكتور لويس غوميس سامبو، في تقرير المنظمة الصادر في 2006م.
فيقول سامبو: «إنّنا ندرك نوع التحديات الماثلة أمامنا، وندرك كيفية التصدي لها، غير أنّنا نقرّ أيضاً بأنّ النُظم الصحية الأفريقية الهشة تمثّل عقبة ضخمة تعرقل تطبيق الحلول المبيّنة في التقرير على نطاق أوسع، وإذا أردنا المضي قدماً على هذا الطريق لا بد للحكومات الأفريقية وشركائها من إبداء التزام كبير وتوظيف المزيد من الأموال لتعزيز النُظم الصحية».
وفي 2016م، أحرزت قارة أفريقيا، في قطاع الصحة، خصوصًا في ملف التطعيمات والأمصال؛ إذ أشار تقرير منظمة الصحة العالمية في ذلك العام، إلى أن التوسع في استخدام التطعيمات والأمصال خلال العشرة أعوام الماضية أدي إلى انخفاض انتشار بعض الأمراض كالحصبة، والتهاب السحايا في العديد من الدول الأفريقية.
وفي السياق ذاته سجلت المنظمة تباطؤًا في تغطية عدة أمراض في قارة أفريقيا، حيث ارتفع متوسط التغطية بتطعيم الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي من 57% خلال عام 2000 إلى 80% خلال عام 2014م، لكن أقل من نصف دول القارة فقط (23 دولة من بين 54 دولة) استطاعت الوصول إلى الهدف الذي تم تحديده خلال عام 2012م عن طريق الخطة العالمية للقاح التي تعهدت بإيصال التطعيمات لأكثر من 90% خلال عام 2014.
وفيما يخص توصيات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشحن الجهود للتصدي للأمراض غير السارية في قارة أفريقيا؛ فقد أوصى تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر في 2017م، بتولي الحكومات مبادرة تعزيز الإجراءات العالمية والوطنية المتخذة بشأن الأمراض غير السارية والعوامل التي تعرض الكثير من الناس لخطر المرض والوفاة من جراء هذه الأمراض في جميع أنحاء العالم.
وتعرف المنظمة الأمراض غبر السارية بأنها:« أمراض تدوم فترات طويلة وتتطوّر ببطء في غالب الأحيان، وتنقسم إلى أربعة أنواع رئيسية: هي الأمراض القلبية الوعائية، مثل: (النوبات القلبية، أو السكتة الدماغية)، والسرطان، والأمراض التنفسية المزمنة، مثل: (مرض الرئة الانسدادي المزمن، والربو)، والسكري.
كما تشير تقارير المنظمة إلى أن الأمراض غير السارية تعوق التقدم نحو بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية، وأهداف التطوير، وهناك علاقة وثيقة بين الفقر وهذه الأمراض، كما تتوقع أن تتسبّب الزيادة السريعة التي تشهدها هذه الأمراض في عرقلة مبادرات التخفيف من وطأة الفقر في البلدان المنخفضة الدخل.