طباعة

بالمعلومات| كذب لجان الإخوان من «الوطن البديل» حتى مذبحة نيوزيلندا

الجمعة 15/03/2019 09:04 م

أحمد محمود

شهدت الساعات التي تلت مذبحة نيوزيلندا متاجرة صريحة من لجان جماعة الإخوان الإرهابية، و«الجزيرة»، بدماء شهداء المجزرة، لصالح رجب طيب أردوغان، وهجوم باطل على الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ويتشابه هذا الموقف مع الكثير مما قالوه عن حقيقة الموقف المصري إزاء ملفات القضية الفلسطينية، وخصوصًا، موضوع «الوطن البديل» الذي - في الأصل - ترفضه مصر، وتريده «حماس». 

اللجان الإلكترونية للإخوان
فبعد أن استغلت شبكة «الجزيرة» و"عربي بوست» وغير ذلك من المصادر التي تمولها قطر، وترعاها أقبية المخابرات البريطانية، بعض تدوينات المجرم الآثم «برينتون تارنت» الذي ارتكب مذبحة «كرايست تشيرش» صباح الجمعة، عن تركيا والدولة العثمانية للتسويق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتصريحه عن الجريمة؛ بدأت لجان الإعلام الإخوانية في الهجوم على الرئيس عبد الفتاح السيسي واتهامه بعدم الاهتمام بقضايا المسلمين.

ولكن غباء اللجان الإعلامية لـ جماعة الإخوان الإرهابية؛ وضع المزيد من الأضواء حول كذبهم، وكشف الكثير من سياسات التضليل التي يقومون بها مستغلين سذاجة قواعدهم ومريديهم.

ومن بين ذلك، ما قام به أحمد البقري، الذي كان يقود اتحاد طلاب جامعة الأزهر وقت حكم الإرهابي، محمد مرسي.

فأحمد البقري قام بوضع منشور على صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك»، يهلل فيه لراعي الإرهاب الأكبر في الشرق الأوسط، رجب طيب أردوغان، قارن فيه بين تصريح أردوغان عن الجريمة، وبين تفقُّد الرئيس السيسي لمشروعات في توشكى، ويقول - أحمد البقري - ما معناه "إزاي أردوغان بيحب المسلمين"، وإن "إزاي السيسي لا يُبالي بهم".

اللجان الإلكترونية للإخوان
والتلفيق واضح؛ فالرئيس عبد الفتاح السيسي كان يتفقد مشروعات توشكى، فجرًا، قبل وقوع جريمة نيوزيلندا، ولم يكن في توشكى لكي يفتتح مشروعات ترفيهية؛ بل كان يفتتح مشروعات زراعية مهمة وإستراتيجية، على أكبر قدر من الأهمية بما يتجاوز حتى الإطار الإعلامي المتاح.

ثالثًا، وهو الأهم؛ أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أصدر بيانًا وافيًا حول مذبحة نيوزيلندا، واستعمل فيه تقريبًا ذات المصطلحات التي استعملها رجب طيب أردوغان.

وليس من قبيل كشف أسرار العمل؛ لكن لكي يعلم الناس شكل التضليل الذي يتعرضون له من المواخير الإعلامية في الدوحة ولندن وإسطنبول؛ فإن سياسة التحرير المعتمدة في «بوابة المواطن» الإخبارية، تستند إلى أمور على العكس تمامًا مما تشيعه لجان الإخوان الإلكترونية من أكاذيب عن العلاقات المصرية الإسرائيلية، مثل أن مصر شريكة للكيان الصهيوني فيما يعرف بـ«صفقة القرن».

بينما الحقيقة، أن مصر - باعتراف جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومبعوثه الشخصي للصراع العربي الإسرائيلي - والجيش المصري؛ هما مَن أجهضا مشروع تحويل منطقة المثلث الحدودي شمال سيناء مع قطاع غزة إلى وطني بديل للاجئين الفلسطيهيين، وأن حركة «حماس»، منذ البداية، من خلال مشروع المنطقة الحرة بين قطاع غزة ومصر في منطقة مثلث العمليات الحالي في شمال سيناء، هي التي تسعى إلى ذلك، وأن تفصل القطاع عن الضفة الغربية، لصالح مشروع إمارة أو دويلة إخوانية في هذه المنطقة.

اللجان الإلكترونية للإخوان
وهذا في الخطط الصهيونية موجود. ففي العقد الأول من الألفية الجديدة، قام مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، بترجمة مجموعة من الوثائق الإسرائيلية، عن تصورات تل أبيب عن واقع إسرائيل الداخلي وعلاقاتها الإقليمية، صدرت في ستة كتب ضخمة، كان من بينها كتاب يتكلم عن تصورات إسرائيل عن التطبيع مع العرب، وعن التعاون الإقليمي كوسيلة لذلك.

في هذا الكتاب الذي صدر ضمن سلسلة «إسرائيل 2020»، كان فيه خطط وخرائط تتطابق مع خطط وخرائط قدمها القيادي في حركة «حماس» موسى أبو مرزوق، يوم 28 أغسطس 2012م، إلى مكتب إرشاد الإخوان الذي كان لا يزال في ذلك الحين، في مقره القديم بضاحية المنيل جنوب القاهرة، في اجتماع حضره عصام الحداد، الذي كان مستشارًا للعلاقات الخارجية لمرسي، عن مشروع منطقة التجارة الحرة بين مصر وغزة.

وكان مرسي - وفق معلومات حصرية لـ"بوابة المواطن» - قد رفض هذه الفكرة بعد استطلاعه رأي القوات المسلحة، وقت تولي الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، لمنصب وزير الدفاع، وعرف أن القوات المسلحة ترفض الفكرة بشكل كامل، وكان رد السيسي في حينه، استئناف العملية «نسر» التي كانت قد بدأت في 12 أغسطس 2011م، لتطهير شمال سيناء من العناصر الإرهابية، وتدمير كافة الأنفاق بين شمال سيناء وقطاع غزة.

وبالعودة إلى مذبحة نيوزيلندا؛ فإنه لدى «بوابة المواطن»، وهو موقع قريب الصلة بسياسات الجمهورية المصرية الجديدة التي تولد الآن من رحم معاناة وأزمات عقود؛ تتبى سياسة تهاجم اليمين المتطرف في الغرب، وأبعاده الأيديولوجية، بما في ذلك مهاجمة ترامب ذاته لدوره في التحريض على المسلمين والمهاجرين في المجتمعات الغربية من خلال تغريداته.

إن لجان جماعة الإخوان الإرهابية الإلكترونية؛ يعطون بحماقاتهم نموذجًا تفسيريًّا كاملًا وواضحًا عن أن الدولة لها الحق في أن تفعل معهم ما تفعله.

(الصورة تبرز تهافت حجج هؤلاء؛ حيث البقري قد أصر على منشوره برغم أن أحد متابعيه قد وضع له نص تصريح الرئيس السيسي عن مذبحة نيوزيلندا)