طباعة

رحلة في الذاكرة| فوزي أبو الطاهر..« ابن القنال» الذي عاصر 5 حروب

الخميس 28/03/2019 04:17 م

جهندا عبد الحليم

رحلة في الذاكرة مع البطل فوزي أبو الطاهر

نأخذ يوميًا رحلة في الذاكرة؛ لإحياء شخصيات مصرية مؤثرة في الحفاظ على الأمن القومي، نذكر دورهم الذي كان يومًا ما داعمًا للوطن وللمواطنين.

رحلة في الذاكرة مع البطل فوزي أبو الطاهر
وفي رحلة في الذاكرة اليوم نأخذكم «بوابة المواطن» الإخبارية، إلى كواليس حياة البطل فوزي أبو الطاهر أحد الأبطال الذين انتهجوا نهج أبطال 56 وعاصر 5 حروب، وشارك في ثلاثة منهم بطبيعة عمله كمندوب للشركات البترولية والذى كان يعمل في إحدى الفترات بتموين المعدات الخاصة بالقوات المسلحة.

وتسلط رحلة في الذاكرة، اليوم الضوء على جوانب حياة «ابن القنال» البطل فوزي أبو الطاهر، بالإضافة لرصد جوانب في حياته الشخصية.

البطل فوزي أبو الطاهر
ولد البطل فوزي أبو الطاهر فى منطقة قشلاق السواحل في 20 ديسمبر عام 1929، وعاصر خمسة حروب منذ 48 وحتى 73 وشارك فى الثلاثة الأخيرة، كأحد رجال المقاومة الشعبية ولقب بـ«ابن القنال» لكثرة خدمته بالقوات المسلحة على طول القنال، وكان له دور مخابراتي بطبيعة عمله في شركة «شيل» التي كان تختص في المواد البترولية الخاصة بالسفن؛ بالاضافة إلى أنه كان مسؤلًا في حرب العبور عن توصيل المواد البترولية لوحدات الجيش أثناء عمله بالشركة فرع بورسعيد بجنوب المدينة قبالة منطقة الرسوة.

نشأة ابن القنال 
عاش «ابن القنال» البطل فوزي أبو الطاهر، حياة اسرية أثرت كثيرًا في شخصيته الفدائية؛ حيث أن والده أبو الطاهر حماد من أبناء سوهاج كان ضمن أفراد القوات المسلحة المصرية بقشلاق السواحل – احد مناطق حي المناخ أقدم أحياء محافظة بورسعيد- وكانوا يتعرضون كثيرا للترحال من محافظة إلى أخرى؛ فانتقل مع والده من بورسعيد إلى الإسكندرية عام 1934 ومكث بها حوالى ست سنوات تقريبًا ونال خلال هذه الفترة التعليم الابتدائى الأولى إلى أن وقعت الحرب العالمية الثانية عام 1934.

العودة إلى بورسعيد
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية؛ عادت الأسرة مرة أخرى من الإسكندرية إلى بورسعيد، حيث استقرت في منطقة الرسوة، و اصطحبه والده وهو في السادسة عشر من عمره لكى يلحقه بالعمل فى شركة «شيل»، للبترول ومنها عمل بمجال تموين السفن العابرة للقنال، وكان يمارس رياضات متعددة منها الملاكمة والسباحة بنوادي (الساحة الشعبية – فاروق "رمسيس حاليا" – المريخ)، وبدأت قصصه البطولية حين التحق بالمجموعات الفدائية.

بطولات الفدائي ابن القنال 
وكان للفدائي «فوزى أبو الطاهر»، بطولات ودور في الحرب ضد العدوان الثلاثي على بورسعيد عام 1956 م عن طريق العمليات الفدائية التي كان يشارك فيها ومجموعته؛ حيث التقى بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر لإبلاغه برسالة كبير المهندسين بشركة شل فرع بورسعيد، وكانت الرسالة تتوقع هجوم ثلاثي من انجلترا وفرنسا واسرائيل لاسترداد قناة السويس بعد تأميمها. 

وفي حرب 1967؛ استدعته القوات المسلحة قبل المعركة بمنطقة الرياح جنوب القنطرة بالكتيبة 123 فدائية، وكان الفريق سعد الدين الشاذلي وقتها يشرف على خط القناة، وتمكنت القوات من إسقاط إحدى الطائرات المعادية، وتمكن هو من أسر ضابط الطائرة وتسليمه لقياداته. 

وفي حرب أكتوبر 1973 م؛ قام هو ومجموعته من العمال بشركة شل جنوب بورسعيد، عبارة عن تموين المدينة والقوات المسلحة بالمنتجات البترولية، وتمكن هو وزملاؤه من الاستمرار في عمليات التموين دون توقف منذ بداية الحرب، بالرغم من القصف الجوي من طيران العدو الإسرائيلي.

وقبيل الحرب أكتوبر 73 حصل على فرقة أهداف ولا كنت أعلم أنها إستعدادًا لحرب 73، فكان لهم دور عندما أرشدوا دبابات القوات المسلحة عن مكان الإتجاه لموقع العدو في بالوظة والذى كان له دور كبير لديهم وبالفعل تم تدميره من قواتنا المسلحة حينها.

وعن إحدى بطولاته، في 10 مايو 69 خلال فترة تولى المحافظ حسن رشدى تعرض مستودع البترول لقنبلة مباشرة فحدث إشتعال في الصهاريج الخاصة بالمواد البترولية، وقام ومجموعته بتركيب 4 خراطيم، واستخدموا المادة الرغوية وخلال ساعتين وثلث أطفأنا النيران التى اشتعلت بـ120 الف طن، وانهمرت الدموع من عينيه عندما انتهي منها.

مواقف مؤثرة
وعن أبرز المواقف التى تعرض لها وجوده ووالده بخندق واحد خلال حرب الاستنزاف عندما كان والده حكمدار نقطة الرسوة وتم استدعائه للكتيبة 123 فدائية وكانت خدمته على خط القنال من محطة المياه حتى قرية الكاب وكان والده يمر على القنال فحدث تراشق بينهم وبين اليهود بالنيران ونزل والده بجواره فى الخندق.