طباعة

تمرد لترتيب الفوضى

الإثنين 01/04/2019 01:42 م

مي محمد المرسي

مى محمد المرسي تكتب تمرد لترتيب الفوضى

الموت شيء طبيعي جدا شأنه شأن الميلاد كما نعلم، لكن هل جربت أن تكون نصف ميت.. هل عشت إحساس أن تكون جسد يتحرك بلا روح.. إنها فوضى المشاعر أو فوضى الحياة لا أعلم.. أو ربما أعلم! .. هل أنت تعلم!

سنحاول أن نرتب فوضنا بلا قيود سنتمرد، دون زيف أو تجميل للحقائق التي نعيشها، لربما نستطيع أن نرتب الفوضى أو لنكون أكثر دقة، نرتب كراكيب حياتنا.

التمرد الأول لابد وأن يكون من داخل مجتمعك الصغير، بالتأكيد عرفت؟.. إنها أسرتك، ولكن حتى لا يُساء المفهوم الذي أقصده هنا، هو التمرد على قرارات حياتك، حياتك وفقط، فأنت المسؤول الأول والأخير عنها، ومعنى أنك تقرأ هنا فأنت رشيد بما يكفي لتدرك مصيرك.. وبالمناسبة أعلم أن بعضنا يُحب أن يُريح نفسه، في عبارات مشهورة لدينا «كبر دماغك، أو فكك، أو مش ناقص»، لكن إعلم لو أنك استطعت أن تقول لا للموجهات الصغيرة، ستأخذ قراراتك الأكبر بسهولة، بل ستُستشار فيها قبل أن تُأخذ في حقك، فتعلم أن تقول لا.

التمرد الأكبر قليلا، أرى أنه التمرد على الأصدقاء الذين اخترتهم بمحضِ إرادتك، فكم مرة غيرت رأيك بسبب الخوف من غضب صديقك!.. كم مرة كنت تذاكر واتصل بك صديق وظِلتم تلهون، وكلا منكم يخاف أن يقول للآخر كفى.. هناك حياة تضيع!.. كم مرة شاركت صديقك في أشياء تخالف مبادئ تعلمتها ونشأت عليها، ومن المفترض أنها حياتك!، تمرد على أصدقاء السوشيال سواء كنت تعلمهم أم لا، فالسوشيال كارثة كبيرة أرى أنها تعزلنا عن الحياة تُشعرك حقا أنك نصف ميت.... تعلمو أن تقولو لاااااااااا.

لو كنت تعمل في أي وظيفة أيًا كانت، فالعمل عبادة في كافة الأديان السماوية، لا خلاف في ذلك؛ العمل في حد ذاته هو استقلالك أو لأكون أكثر صراحة معكم، هو نصف استقلالية، أعلم أنني أحيركم! ولكن يتملكني فوضى مثلكم، فوضى الحياة.

وألخص هنا منطقة العمل ، أن تجعل بينك وبين زملائك في العمل مساحة كبيرة جدا، لا تعتبرها صداقة إلا في أضيق الحدود، لأنك مهما أطلت في مكانك فوجودك سينتهي، فإذا كانت الصداقة غير مناسبة لك فقل لا، وإذا حاول أن يستغلك زميل لرفع الأعباء عنه ويتحجج بكونك صديق فقل لا، وإذا جار عليك رئيس عملك، وحاول أن يُقلل من مجهوداتك فقل لا هذا أنا! وخلاصة القول في هذه المنطقة الشائكة، « من يُهن يسهل الهوان عليه».

والتمرد الأعظم الذي لانهاية له، فهو وحده الوطن كونه يصنع الأحداث ويكتبنا كيفما شاء ما دمنا حِبره، فهل حاولنا أن نكون الحِبر في مشاكلنا المجتمعية الذي لا تنتهي، حاول بقدر الإمكان أن تتمرد وتكون لا في مواجهة من قال نعم، واعلم أنك اللا الحقيقية للمجتمع، وأن تكون على دراية واسعة بآفاته لتواجهها بشجاعة، وتذكر أنك لا.

المهم في كل ما كتبته؛ هو ما نكتبه لا غير ، فوحدها الكتابة التي ستبقى، وأما الذي كتبنا عنه فهو حادثة سير لا أكثر، عليك أن تختار ما هو أقرب إلى نفسك، وأن تقول لا.. تجلس منعزل لتكتب دون قيود كل مايدور في ذهنك، لا تهم بنوعية تلك الكتابات ولا مستواها، المهم الكتابة في حد ذاتها كوسيلة تفريغ، وأداة ترميم داخلي، وإذا كنت تفضل الرسم فارسم، الرسم أيضا قادرا أن يصالحك مع الأشياء ومع العالم الذي تغير في نظرك.