طباعة

إعادة اكتشاف رضوى عاشور بقلم سارة قويسي في «صندوق مريمة»

الثلاثاء 02/04/2019 11:27 ص

ميار محمود

كتاب صندوق مريمة عن حياة رضوى عاشور

مفارقات القدر دائمًا مدهشة ، وهنا جعل القدر الكاتبة والباحثة «سارة قويسي» أن تكون شريكة أحداث حياة «رضوى عاشور» من على بعد ، حيث كانت في الإسكندرية.

وكانت سارة القويسي تتابع كتابات وأحداث حياة رضوى عاشور وتتعايش معها وتتأثر بها، حتى وقع اختيار أحد مشرفيها في رسالة الماجستير على أن تدرس روايات رضوى عاشور فكانت تلك فرصة أخرى لمعايشة من نوع آخر، معايشة أبطال حكايات رضوى من حجر دافئ وثلاثية غرناطة حتى رقية الطنطورية، وغيرهم من أبطال الروايات التي نسجت تفاصيلهم بكل دقة حتى أصبحوا أبطالاً حقيقيين في ذهن وحياة كل من قرأ هذه الروايات.

حكايات سارة القويصي عن حياة رضوى عاشور 
لم تكتب «سارة» مرثية في «رضوى عاشور»، ولكنها أرادت نقل الحكاية كاملةً للقاريء ، هذا ما فعلته في كتابها «صندوق مريمة» فقد حاولت أن تحكي عن أطرافًا من تلك العلاقة الخاصة جدًا التي جمعتها بـ «رضوى عاشور» والتي بدت في النهاية كشهادة على تجربة لجيلٍ بأكمله، تعلق بكتابة رضوى عاشور وأحبها، وسار معها من شوارع غرناطة إلى ميدان التحرير.

حياة رضوى عاشور بالعامية البسيطة بقلم سارة القويسي
وأجادت سارة في كتاب «صندوق مريمة» اللعب على أوتار القصة ، فظهرت براعتها في الانتقال في طرق الحكي بين فصلٍ وأخر، وحتى تكسر الملل وتخف من ثقل الفصحى على القاريء فقد روت جزءًا من ذكرياتها وتفاصيل حياتها الشخصية بالعامية البسيطة.

وتقول "سارة" في كتابها، مخاطبة الأديبة الراحلة:" أتدرين يا رضوى كم من الحكايا أخفيتها؛ كي أسردها على مسامعك، وأنا أجلس بين يديك أقرأ ما كتبت لكِ عن أعمالك؟ كنت أود أن أحكي حكاياتي عن اختيارك موضوعًا للبحث، كيف أتت تلك الفكرة إليّ بعدما عكفت على قراءة موضوع آخر لأكثر من ستة أشهر… فجأة جئت أنت من بين الجميع، بحث عن الرواية النسائية بنموذج مختلف لا يشبه كتابات النساء المنتشرة على الساحة، التي تصدع رؤوسنا بحكاياتهن مع الرجال الأوغاد، والصراع الدائر على عجلة المساواة بين الذات والآخر، والقهر والحرية، والموت والحياة".

وتضيف:" كان قلمك قلمًا مغردًا خارج الصف يحمل هم الأمة، ويحكي عن معاناة الناس في فترات الانهيار. امرأة عربية ولدت في عام 1946م ترى حياتها بين سقوط القدس وسقوط بغداد. حياة كاملة من البحث عن الأمل وسط خراب الهزيمة، ومحاولة الكشف عن أسباب السقوط. أعمالها تبحر بنا في رحلة ما بين الأندلس وبغداد، حياة تحمل بين جنباتها الهزائم كلها".

اقرأ أيضًا:رضوى عاشور وزوجها .. ثنائية من العشق أنهاها الموت