طباعة

رحلة في الذاكرة| عبدالفتاح القصري الكوميديان الذي عاش المأساة

الإثنين 15/04/2019 06:08 م

مؤمن ياقوت الحلوجي

عبدالفتاح القصري

رغم أنه لم يقوم بعمل دور بطولة، ولكنه ترك بصمة فنية كبيرة، وذلك من خلال تجسيده للادوار الثانية إلا أنه أصبح من أفضل الكوميديانات في الفن المصري.

رحلة في الذاكرة عبد الفتاح القصري

من أدواره تعتقد أنه ابن بلد ولكنه تلقى تعليمه في مدارس «الفرير الفرنسية»، ومن طبقة ارستقراطية، لوالد ثري، والرغم من ذلك حرمه من الميراث.

مولده ونشأته
نحتفل اليوم بذكرى ميلاد قائد وقبطان «نور ماندي 2»  ورحلة في الذاكرة مع الفنان الكبير عبد الفتاح القصري، والذي ولد 15 أبريل 1905، ممثل مصري اشتهر بالأدوار الكوميدية ويعد أحد عمالقة الكوميديا في السينما، ووالده كان ثريا يعمل في تجارة الذهب.

دراسته وتعليمه وبداية مشواره
درس بمدرسة «الفرير» الفرنسية - القديس يوسف بالخرنفش -، ومن فرط حبه بالتمثيل التحق بفرقة عبد الرحمن رشدي ثم فرقة نجيب الريحاني ثم بفرقة إسماعيل ياسين.

سبب حرمانه من الميراث
وكان عمله بالتمثيل ضد رغبة أبيه، الذي هدده بالحرمان من الميراث إذا لم يرجع عن تلك الهواية، فما كان منه إلا أن استمر في طريقه مضحيا بنصيبه من تركة أبيه.

سبب شهرته ودخول مجال الكوميديا
اشتهر عبد الفتاح القصري بقامته القصيرة وشعره الأملس وإحدى عينيه التي أصابها الحول فأصبح نجما كوميدياً، بالإضافة إلى طريقته الخاصة في نطق الكلام وارتداء الملابس، ولم يلعب القصري بطولة مطلقة وإنما كان دائماً صديقاً للبطل أو بمصطلح السينما دور "سنيد" للبطل.

أعماله الفنية
لعب القصري أدوار المعلم ابن البلد الغير متعلم، لعل من أشهر أدوار عبد الفتاح القصري هو دوره في فيلم ابن حميدو مع الفنان إسماعيل ياسين وأحمد رمزي وزينات صدقي وهند رستم، حيث لعب دور "المعلم حنفي شيخ الصيادين" وعبارته الشهيرة التي لا زالت باقية حتى الآن، حيث لعب دور الزوج المغلوب على أمره أمام زوجته المتنمرة.

علاقته بـ إسماعيل ياسين
ارتبط عبد الفتاح القصري كثيراً بالفنان إسماعيل ياسين في الكثير من الأفلام منها : "إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين" و"ابن حميدو" و"إسماعيل ياسين في متحف الشمع".

أخر أعماله
كما لعب في وقت متأخر دوراً مميزاً في فيلم "سكر هانم" مع عبد المنعم إبراهيم وكمال الشناوي وحسن فايق وسامية جمال ألا وهو دور "المعلم شاهين الزلط".

وعاش عبدالفتاح القصري، حياة بائسة في أخر أيامه، وذلك بعد أن تزوج فتاة تصغيره في السن، حتى تنصب عليه في ثروته، وتهرب مع صبي كان يتعطف عليه ويعتبره ابنه الذي لم ينجبه، ليصيب أخر أيامه بالعمى، وهو يؤدي دوره بأحد مسرحيات النجم إسماعيل ياسين، إذ يقول «أنا اتعميت» ليضحك الجمهور ظناً أنه ضمن أحداث العرض المسرحي، لتهرب زوجته والصبي الذي اعتنى به.

ثم  زادت هذه الصدمة إصابته بالاكتئاب وظل حزينا في منزله رافضاً للحياة، جاءت الحكومة لتكمل على باقي الأمان في حياته وهدمت له البيت الذي كان يسكن فيه فاضطر إلى أن يقيم بحجرة فقيرة جداً تحت بير السلم في أحد البيوت الفقيرة في حي الشرابية، وأصيب من الفقر والبرد وعدم الاهتمام بتصلب في الشرايين أثر على مخه وأدى إلى أصابته بفقدان للذاكرة، وجاءت نهايته في مستشفى المبرة حيث وافته المنية في 8 مارس 1964 ولم يحضر جنازته من أهل الفن سوى الفنانة نجوى سالم.