طباعة

الحسين عبدالرازق يكتب: فيه حاجة غلط !!

الجمعة 19/04/2019 08:32 م

الحسين عبدالرازق

لم يكد يمر عامان علي فيديو الرقص الشهير للأستاذة الجامعية التي رقصت وصورت ثم رفعت وشيّرت ،  فشاهد طلبة العلم من المراهقين أستاذتهم الفاضلة تتمايل أمامهم علي الشاشة  بقدها المياس ولا الست " سهير زكي" في زمانها ، حتي إبتلانا الله بفيديو جديد لأستاذٍ جامعي آخر يجبر طلابه علي خلع ملابسهم في محراب العلم و داخل قاعة المحاضرات !
في مشهد عبثي مقزز ومستهجن لم أجد له إلي الآن مايبرره ، ربما أراد الأستاذ مثلاً الإنتقام لزميله "علام الملواني" الذي إستطاع تلامذته في مدرسة المشاغبين إقناعه بالتجرد من ملابسه في المشهد المسرحي القديم ،
والذي لا يقل" سخافة " عن المشهد الواقعي الجديد  !
جايز ، ومع هذا ..
فتلاميذ الأستاذ علام كانوا رحماء به ولم يجبروه علي خلع الملابس مثلما فعل أستاذ العقيدة بطلبة العلم في  واحدة من أعرق جامعات الدنيا في مجالها ، والذين لم يجدوا مناصاً من الإنصياع لأمره وإلا فجميعهم راسبون في مادته كما وعدهم أو توعد لهم !!
مشهد عبثي سخيف..
 لن يستطيع إستيعابه أو تقبله من كان له ربع عقل أو بضع ذرات من ضمير! 
علي أية حال ..
سأحاول جاهداً أن أنأي بنفسي عن مجرد التفكير في نظرية المؤامرة ، 
ولكن بقليل من التمعن في الموضوع  وأخذاً بنصيحة إبن رشد بإعمال العقل في الخبر ..
سنجد أنفسنا متجهين دون أدني مقاومة تذكر إلي الإقتناع الكامل بأن وراء الأكمة ماوراءها وأن الهدف الأصيل هو أن يفقد المعلم هيبته ووقاره في أعين الطلبة والتلاميذ ومن ثم سينعكس الحال نفسه علي الوالد في المنزل والرئيس في العمل وكل الكبار الذين تربينا علي أن ننظر إليهم ونتعامل معهم بأعلي درجات الإحترام والتوقير .
في البدء كانت المسرحية ..
 والتي كان عرضها الأول في 24 أكتوبر عام 1973
أي بعد أن تحقق لنا النصر المؤزر علي إسرائيل بأيام قلائل .
وعلاقة مؤلف المسرحية "علي سالم" بإسرائيل معروفة ومعلنة  للجميع.. 
 فهل أتت صورة المدرس الموتور ضعيف الشخصية الذي يتلاعب به التلاميذ علي النحو الذي أظهره به المؤلف من باب المصادفة ؟ الله أعلم !
 ماقد لا يعلمه البعض ، 
أن الفنان عبدالله فرغلي أو
 " علام الملواني " في مدرسة المشاغبين  هو في الأصل  مدرساً للغة الفرنسية بمدرسة إسماعيل القباني الثانوية بنين بالعباسية ، ولكنه ترك التدريس و قدم إستقالته بعد أن دخل ذات يوم إلي الفصل لأداء واجبه التعليمي وما أن إتجه ببصره نحو السبورة ، حتي قرأ عليها عبارة من إحدي مسرحياته كتبها له طلابه ، فما كان منه إلا أن تقدم باستقالته  مبتعداً بهذا عن مهنة التدريس ومكتفياً بالعمل في مجال التمثيل !
عود علي بدء ..
سؤال واحد من ثلاث نقاط  سأطرحه وأذهب إلي حال سبيلي ...
ـ ماذا إستفاد أستاذ العقيدة من إجباره للطلاب علي خلع البناطيل أمام بعضهم  ؟
ـ وماذا إستفادت أستاذة الأدب الإنجليزي من نشر فيديو الرقص والصور الخارجة ؟
ـ وماذا إستفدنا نحن من رؤية مشاهد الإستهزاء بالمُعلم في الأفلام أو المسرحيات ؟ ومن علام الملواني الذي تلاعب به تلامذته إلي الأستاذ رمضان مبروك أبوالعلمين حموده الذي بال علي نفسه أمام طلابه.. 
يا جماعة  فيه حاجة غلط !