من يفرح في هذه الأيام بتجربة بيراميدز ودخول هذا النادي بقوة في المنافسة علي لقب الدوري هذا الموسم ومناطحة ناديي الأهلي والزمالك لا يعرف أن هذا الأمر تكرر منذ 36 عام تقريبا مع نادي المقاولين العرب الذي أسسه المهندس الكبير عثمان أحمد عثمان عام 1973، ونجح هذا النادي في خلال عشر سنوات من تأسيسه في الفوز بلقب الدوري المصري الممتاز موسم 82-83. الحديث في هذا التقرير ليس عن المقارنة بين ناديي بيراميدز والمقاولين أو عن الإستثمار الرياضي، ولكن الحديث سيكون عن المدرب عماد النحاس الذي نجح في سنوات قليلة رغم صغر سنه وخبراته القصيرة أن يكون واحد من أفضل المدربين المصريين علي الساحة الرياضية الأن.
الكابتن عماد النحاس المدير الفني لنادي المقاولين العرب والذي تولي المهمة في شهر أكتوبر الماضي، نجح مثلما يقال في تحويل "الفسيخ إلي شربات"، حيث جعل العمدة فريق ذئاب الجبل خلال 6 أشهر فريق مرعب له أنياب قوية وقادر علي هزيمة أي فريق وإحراج الكبار، وهذا ما يدفعنا إلي سؤال هام هل عماد النحاس سيعيد أمجاد المقاولين مثلما فعل المدرب مايكل إيفرت عام 83؟
بالتأكيد هناك الكثير من مشجعي الكرة في مصر لا يعرفون من هو مايكل إيفرت، هذا المدرب الإنجليزي الذي نجح في عام واحد أن يتوج مع الذئاب بلقبي الدوري وكأس الكؤوس الأفريقية عام 83، ويعتبر من أفضل المدربين الذين جاءوا في تاريخ المقاولين بل في مصر كلها.
بالتأكيد صعب علي الكابتن عماد النحاس أن يتوج ببطولة مع المقاولين العرب نظرا لفارق الإمكانيات الرهيب الموجود بينه وبين أندية مثل الأهلي والزمالك وبيراميدز، ولكن ما يحققه هذا الرجل من نتائج وآداء مع الفريق منذ توليه المهمة يوم 25 أكتوبر الماضي خلفا للمدرب علاء نبيل، تجعلنا نحترم هذا المدرب الشاب كثيرا الذي أصبح الآن من أفضل المدربين الموجودين في الدوري الممتاز.
عماد النحاس قاد ذئاب الجبل هذا الموسم في 20 مباراة، نجح في الفوز ب9 لقاءات وخسر 5 مواجهات، بينما تعادل في 6 مباريات، والشيئ الأهم الذي حققه النحاس في تلك الفترة هو فوزه علي الأهلي في الدوري بنتيجة (1-0) وتعادله مع الزمالك إيجابيا بنتيجة (2-2)، علي المستوي التهديفي سجل لاعبو المقاولين تحت قيادة النحاس 27 هدف بينما تلقوا 19 هدف وهذه تقريبا تعتبر السلبية الوحيدة في الكابتن عماد النحاس.
فريق المقاولين العرب يحتل الأن المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري المصري برصيد 43 نقطة، وبفارق 3 نقاط فقط عن المصري البورسعيدي صاحب المركز الرابع المؤهل لبطولة الكونفيدرالية الموسم المقبل، هذا الفريق الذي كان منذ 6 شهور فقط ينافس علي الهبوط في الدوري ويعاني من سوء النتائج والأداء أصبح الأن من أقوي الفرق في المسابقة ويقدم مستوي مميز يجعله من المرشحين لإنهاء الموسم في المربع الذهبي.
تجربة الإنجليزي مايكل إيفرت مع المقاولين عام 83 ربما يكررها الأن عماد النحاس ولكن بدون الفوز بالبطولات، حيث أن الفوز ببطولة يتطلب مقومات خاصة وأدوات ليست موجودة الأن في قلعة الذئاب ولكن ما يقدمه المدرب الشاب عماد النحاس يستحق التحية والتقدير والدعم لهذه التجربة المصرية.
