طباعة

فاقد الشيء أحيانا يعطيه| تصدقوا على فاطمة بـ2 جنيه فأبهرتهم بكرمها

الثلاثاء 30/04/2019 11:27 م

محمود سعيد

دعوة للسعادة

في أحد المطاعم بالحي الأول بمدينة السادس من أكتوبر، جلس بعض الأصدقاء لتناول إفطارهم، وأثناء تواجدهم، فإذا بـ طفلة صغيرة تملأ عينيها براءة تكتنفها حيرة وخجلاً وطمعًا في مساعدتها، ولم يمر وقت طويل، حتى تحولت تلك النظرات المضطربة إلى يوم لا ينسى في حياة كليهما.

فاقد الشيء أحيانا
قال مصطفى حسونة، الطالب بالفرقة الأولى بكلية الطب، «بعد استعدادي لتناول الفطور مع بعض الأصدقاء، أقبلت علينا فتاة تدعى فاطمة ذات الثمانية أعوام، لتنظر إلينا نظرة استعطاف لم نعتادها من الأطفال السائلين، وهذا أمر يعلمه من جلس على مقاعد كافيها ومطاعم أكتوبر، يظل الطفل منهم يلح حتى تخرج له ما استطعت أن تعطه له، وإذا كنتم مجموعة مرّ على الجميع سائلاً حتى لو أعطاه أحدهم».
فاقد الشيء أحيانا
الطفلة الصغيرة فاطمة
وتابع مصطفى حسونة، أحد أصدقائي أخرج جنيهان وأعطاهم لفاطمة بابتسامة رقيقة، فتبسمت الأخيرة وانصرفت تراقبنا في صمت عن كثب، وحين هممنا بالانصراف، حدثت مشادة بسيطة أثناء دفعنا ثمن الفطور بسبب 2 جنيه فكة لسداد باقي ثمن الطعام، ولم يكن أحدنا معه فكة، ولكن الطفلة الصغيرة فاطمة التي تراقبنا أقبلت لتعيد الـ2 جنيه إلينا لنكمل ثمن الطعام.

واستطرد، حالة الذهول التي أصابتنا جميعًا لتصرف الطفلة غير المعتاد وغير المتوقع منها أو من أي طفل آخر، وبعدما رفضنا أخذ الجنيهان منها رغم إصرارها، وبعد مرور الموقف وقفنا جميعًا نتأمل ما حدث من الطفلة ذات القلب النقي وصاحبة الفطرة السليمة، ولم يدعوها ترحل حتى جعلوا البسمة ترتسم على وجهها الحائر.

فاقد الشيء أحيانا

وأضاف، أنه أثناء مداعبة الطفلة فاطمة، استطاع أن يعرف منها أن عيد ميلادها اقترب ولكنها لا تعلم اليوم بالتحديد، وكانت أمنية فاطمة أن تحتفل بعيد ميلادها بالشموع والحلوى مثل باقي الأطفال التي تشاهدهم مع أهاليهم، ولكنها لا تملك ما يكفي من النقود ولا تجد من هم أهم من النقود، الأصدقاء والرفاق الذين يشاركونها احتفالها.

واستكمل حديثه قائلًا:«بعد أن رحلنا عن فاطمة ظلت متواجدة أمام أعيننا وفي أذهاننا ما حدث معنا، فقرر الأصدقاء التجمع في اليوم التالي، وأحضروا الهدايا والحلوى والشموع، لإقامة احتفال يسعدها ويدخل السرور لقلب تلك الطفلة المسكينة التي حالها كحال الكثير من الأطفال الذين قست عليهم الحياة ومنعتهم السعادة والفرص المتساوية، ليكونوا كباقي الأطفال في مثل أعمارهم».

ووجه حسونة، نداءً لكل من يرى طفلا مثل فاطمة، ألا ينهره أو ينظر إليه نظرة احتقار أو ازدراء، لأنه لم يختر هذه الحياة البائسة لنفسه، فلا تكن أنت والأيام عليه، ودعونا نستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم «أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا».