طباعة

من الثورات إلى مناطق النزاعات..عيد العمال في الوطن العربي 2019 بنكهة مختلفة

الخميس 02/05/2019 03:03 ص

سيد مصطفى

يأتي عيد العمال في عام 2019، له مكانة ونكهة خاصة داخل الوطن العربي فما بين ثورات تشتعل، ودول الحرب الأهلية لم تنتهي فيها بعد لا يزال عمال العرب يحتفلون به.

عيد العمال في تونس

يعتبر عيد العمال في تونس له مكانة وأهمية خاصة لدى التونسيين حيث يسمونه "عيد الشغل"، وله ثقل كبير في الشارع التونسي، لأن إتحاد الشغل هي أكبر الجهات الضاغطة في تونس.

ويأتي عيد الشغل هذا العام بنكهة مختلفة من إعلان اتحاد الشغل استكمال المفاوضات مع الحكومة التونسية حول القسط الأخير من زيادات المرتبات في الوظائف العامة التي ستقر في شهر يوليو، حيث أعلن شعار عام لليوم قال فيه "من أجل تحرير كادحات العمل الفلاحي من الإستغلال".

وبين الإتحاد أن عيد العمال هذا العام، ياتي مع ذكرى عمالية وحادث عمالي غير سعيد بالنسبة للتونسيين، ألا وهو كارثة السبالة في إقليم سيدي بوزيد التي راح ضحيتها 12 عامل فلاحة وجرح 22 آخرون.

ورفع اتحاد الشغل عدد من المطالب لصالح عاملات الفلاحة، وهو تفعيلا الإتفاقيات المبرمة بشأنهم، وما أسماه الإتحاد "المجازر بشأنهم" خاصة عند نقلهم لمواقع عملهم.

كما انتقد الإتحاد الأداء الحكومي، ووصف أطراف الحكم لم يقدموا الحلول للمشاكل التي تتخبط فيها البلاد، مبينا أن الأداء الحكومي غُلّبت فيه المصلحة الشخصية والفئوية على المصلحة العامة، بسبب الخيارات الفاشلة للحكومات المتعاقبة منذ عقود وهو ما خيّم على الواقع الاجتماعي المتردي.

بينما على الأرض حشد الإتحاد العام التونسي للشغل أتباعه، طالبًا منهم عبر الصفحة الرسمية للاتحاد بالتجمع في بطحاء محمد علي الحامي، داعيًا أن يكون يوما تاريخيا في متسوى الحضور والشعارات، لأن الوضع في تونس يتطلب حضورا جماهيريا وعماليا كبيرا".


وعلى صعيد أخر قرر الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد وفق بلاغ أصدره اليوم الثلاثاء 30 أفريل 2019، إلغاء احتفالية عيد الشغل 2019، وذلك حدادا على ضحايا شاحنات الموت(شهيدات وشهداء الخبزة) من عاملات الفلاحة.

عيد العمال في سوريا

بدأ عيد العمال في سوريا بقرار من مجلس الوزراء يرفع سعر استلام محصول القمح “القاسي والطري” من الفلاحين وذلك بهدف دعمهم وتشجيعهم على الاستمرار بنشاطاتهم الزراعية.

وأكد وكالة الأنبا السورية "سانا"، أن مجلس الوزراء عشية عيد العمال في سوريا على رصد مبلغ 400 مليار ليرة سورية لدفع مستحقات الفلاحين مباشرة وطلب من المصرف الزراعي تسليم ثمن الأقماح للفلاحين بشكل فوري وكحد أقصى في غضون 24 ساعة، حيث صدق المجلس قرارات المؤتمر السنوي للحبوب المتعلقة بالإجراءات التنفيذية لاستجرار كامل محصول القمح والحبوب وتأمينه من البيادر إلى الصوامع بانسيابية وسلاسة دون أي عقبات ودور كل جهة في هذا المجال.

وأضافت الوكالة، أنه تم التأكيد جميع الوزارات والجهات ذات العلاقة عشية عيد العمال في سوريا، على تأمين مستلزمات ومتطلبات استلام المحصول وتقديم التسهيلات اللازمة لتأمينه من جميع المناطق إلى مراكز الاستلام وتم تكليف وزارتي الزراعة والإصلاح الزراعي والتجارة الداخلية وحماية المستهلك تجهيز مخابر التحليل الخاصة بتحديد نوع القمح وسلامته وتوافقه مع مواصفات القمح السوري المعتمدة واستلام المحصول وفق شهادة المنشأ.

وعلى جانب آخر، عقد الجانبين، السوري والإيراني، عيد العمال في سوريا مباحثات بين رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها، سامر الدبس مع معاون وزير الاقتصاد والمالية الإيراني مير أشرفي خلال لقائهما في طهران اليوم سبل تعزيز التعاون المشترك للقطاع الخاص في سورية وإيران في المجالات الصناعية والتجارية.

بينما سلطت الوكالة، الضوء في عيد العمال في سوريا، على صمود عمال دير الزور خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية وخاصة مع سنوات حصار دير الزور من قبل إرهابيي “داعش” حيث بذلوا جهودا جبارة خلال فترة الحصار لتأمين مياه الشرب للأهالي في ظل ظروف يحيط بها الموت من كل جانب.

عيد العمال في السودان

احتفل الثوار في الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية وأحيوا عيد العمال في السودان، لهذا العام في داخل ساحات الاعتصام التي يتجمع بها الثوار.
واعلن الثوار في عدد من بيان لهم عن عيد العمال في السودان، يتماشى مع هدف الثورة، والذي يتمثل في نيل الحقوق والعدالة الاجتماعية التي فُقدت في كل مؤسسات الدولة نتيجة لسياسات النظام الإقصائية السابقة التي حجمت دور العمّال وتضرر منها جميع العاملين في الدولة.

ويأتي عيد العمال في السودان هذا العام في ظل دخول البلاد مرحلة جديدة استولي فيها المجلس العسكري على المرحلة الانتقالية عقب ثورة شعبية أسقطت نظام البشير الذي ظل في الحكم لمدة ثلاثين عامًا.


ويأتي عيد العمال في السودان هذا العام وسط ظروف استثنائية، حيث أن المجلس العسكري السوداني قرر تجميد وإيقاف نشاط النقابات والاتحادات المهنية والاتحاد العام لأصحاب العمل السوداني، وذلك بسبب تبعيتها لنظام الإنقاذ الحاكم وحزب المؤتمر الوطني.

كما كلف المجلس العسكري عدد من اللجان لحصر وضبط العهد والأصول والمعاملات المالية الخاصة بتلك الإتحادات العمالية والمهنية لأنها كونت من مال الدولة، مع تخويل اللجان سلطة القيام بأي أعمال أو واجبات تمليها الظروف تتعلق بالنواحي الاجتماعية والتكافلية لمنسوبي النقابات والاتحادات العمالية والمهنية.

جدير بالذكر، أنه بدأ النشاط العمالي في تاريخ السودان الحديث مناهضة للمستعمر عام 1908م بأول إضراب لعمال مناشير الغابات للمطالبة بتحسين بيئة العمل وظروفها، ثم تدرج ذلك النشاط ليدخل المقاهي العامة في الأسواق لمناقشة قضايا العمال. وبدأ الضغط على الاستعمار البريطاني لتتم الاستجابة بقيام أندية العمال في مدن الخرطوم الثلاث عام 1934، وتوالت بعد ذلك في كل المدن العمالية بالسودان وأصبح لها دور تثقيفي وتدريبي وسياسي في مناهضة الاستعمار من خلال المطالبة بقيام التنظيمات النقابية.