المرأة المصرية بريئة من صورتها في دراما رمضان 2019
صدرت دراما رمضان 2019، عدد من الصور عن المرأة، سواء في تناولها لبعض المهن التي أمتهنتها أوتجسيد لشخصيتها وسلوكها، ولكن السؤال، هل دراما رمضان 2019، جسدت واقع المرأة المصرية، وهل نقلت الصورة الحقيقة؟
كسرت المرأة المصرية، الحاجز الزجاجي، واستطاعت أن تحصد المناصب القيادية التي كانت حكرا على الرجال، فلدينا في مصر 8 وزيرات في الحكومة المصرية، وسفيرات، وأصبحت المرأة تتقلد منصب المحافظ ونائب المحافظ، ولدينا أول مستشارة للرئيس الجمهورية للأمن القومي، وأول نائب محافظ بنك مركزي، وأصبح لدينا أول امرأة تتولي منصب رئيس محكمة في تاريخ مصر وغيرها من المناصب القيادية داخل مصر وخارج مصر، وأيضا لدينا نماذج مشرفة من المصريات التي استطاعن أن يرفعن علم مصر في الخارج.
أين سائقة التاكسي والتروسيكل الشريفة
وأيضا لدينا الطبية والصحفية والمحامية والممرضة، وأخرى سائقة التاكسي واالميكروباص والتروسيكل التي رفضت المهن الحرام، وبحثت عن المهن الشريفة حتي إذا كانت ذكورية من أجل الحصول على لقمة العيش، والإنفاق على أسرتها.
صور نمطية لمهن المرأة في دراما رمضان2019.. ودجل وسرقة وجنس
وفي الوقت التي كسرت المرأة المصرية الحاجز الزجاجي لكل المهن والمناصب، جاءت مهن المرأة نمطية في دراما رمضان 2019، وأخرى تسئ لها.
حيث صدرت دراما رمضان صورة نمطية عن مهن النساء، ليس فقط ولكن أخرى عكست صورة سيئة، فعملت في الدجل والشعوذة وأيضا علاقات محرمة من أجل المال والصفقات المشبوهة في مسلسل « حدوتة مُرة »، وعملت المرأة في تجارة المخدرات في مسلسل « لمس أكتاف»، وجاءت سارقة وفتاة ليل في مسلسل « مملكة الغجر».
ولم تنقل دراما رمضان سوى بعض المهن الشريفة ولكنها نمطية لا تنقل الواقع الحالي لوضعية المرأة فجاءت محامية ناجحة في مسلسل « زي الشمس »، في دور نور الذي تجسده دينا الشربيني البطلة، ولكن جاء دور فريدة الذي تجسده ريهام عبد الغفور، بالرسامة المتحررة، التي تمارس الجنس مع الرجال ومتعددة العلاقات وسيئة السمعة، وهذا الدور بعيد كل البعد عن حياة وواقع المرأة المصرية، وكان من أبشع الصور التي جسدتها دراما رمضان 2019.
وأيضا جاءت خياطة ناجحة تغلبت على الصعاب حتى نجحت وحققت أحلامها في مسلسل « حكايتي»، ومهندسة ديكور في مسلسل «لأخر نفس».
تبيع عيالها في دراما رمضان2019.. وتفني عمرها في المحاكم للحصول على حضانة الأطفال في الواقع
في الوقت الذي تعاني منه بعض النساء المصريات، للدفاع عن حضانه أطفالهن، وهي من أبرز القضايا المطروحة على ساحة النقاش، ومنهن من تستمر في أروقة المحاكم بالسنوات لتحتفظ بحضانة أطفالها بعد أن طلقها زوجها ورغبتها في عدم ترك ابنائها حتى موتها، وأخرى تفني حياتها وتمتنع عن الزواج وهي في شبابها حتى لا تنتزع منها حضانة ابنائها، ومنهن من تعمل ليلا ونهارا للإنفاق على أطفالها.
تأتي دراما رمضان 2019 لتجسد أسوأ صورة عن المرأة التي تبيع عيالها، حيث صدر مسلسل « حدوتة مُرة »، أسوأ صورة للأم، التي وصل بها الأمر إلى الموافقة على بيع ابنائها الثلاثة مقابل المال، فوافقت « مُرة » التي تجسد دورها الفنانة غادة عبد الرازق، زوجها شحاتة على بيع ابنائها للخواجة إسحاق الذي يجسد دوره الفنان عبد الرحمن أبو زهرة، وفي الوقت الذي كان يريد شحاتة أن يبيع طفلة واحدة طلبت منه بيع الثلاثة أبناء ونقل المسلسل صورة سيئة للأم التي انتزع من قلبها الرحمة وتخلت عن أغلى ما تملك من أجل المال، وحتى مع تطور أحداث المسلسل ومرور السنين تخلت عنهم للمرة الثانية من أجل المال وأظهر المسلس جبروت تتبرأ منه المرأة المصرية.
جاء دور فريدة التي جسدته ريهام عبد الغفور، في مسلسل « زي الشمس»، ليصدر صورة للمرأة سيئة السمعة عاشقة العلاقات المحرمة والجنس الحرام، بعيدا عن أي اعتبارات.وجاءت شخصية فريدة رسامة متحررة، وخائنة، وصل بها الأمر إلى خطف خطيب أختها نور« دينا الشربيني»، عمر الذي يجسد دوره النجم أحمد السعدني، ليس فقط ولكن أقامت معه علاقة شرعية ووجود حمل غير شرعي، واعترفت بذلك لشقيقتها نور، في مشهد غاية في الصدمة فخانت شقيقتها.
فجاءت المرأة في صورة فريدة خائنة وأنانية لاتحب سوى نفسها وأهوائها ولا تفكر في مشاعر أقرب من لها، حيث تسببت في إيذاء أختها نفسيا، ليس فقط، فصدر المسلسل من خلال شخصية فريدة، صورة الأم المستهترة، حتى بعض زواجها من عمر لتستر على الحمل غير الشرعي، وإنجاب ثلاثة أطفال ثم الانفصال، في حين أن هذه الصورة بعيدة عن صورة الأمهات المصريات الذي يعتبرن أولادهن شغلهن الشاغل.
كما نقل المسلسل صورة سلبية عن الأم سيئة السمعة، متعددة العلاقات بالرجال، فبعد قتلها والبحث عن القاتل، كشفت كل أسرارها، فوصل الأمر إلى إقامة علاقة مع شاب صغير في السن، ما أثر بالسلب على نفسية أولادها وجعلهم مصدر للسخرية أمام زملائهم في المدرسة، وأدى إلى أفتعال الشجار والخناقات بصفة يومية بينهم وبين أصدقائهم بسبب السخرية من والدتهم فريدة، صاحبة الرجال.
وأيضا أظهر المسلسل أقامتها علاقات محرمة مع رجال المسلسل، وخداع عمر بأن يوسف ابنها الأصغر ابنه، وهو في الحقيقة ابن رجل أخر الدكتور جمال الذي يجسد دوره النجم جمال سليمان.
فلم يترك مسلسل« زي الشمس»، صورة سيئة ألا ووضعها في شخصية فريدة البعيدة كل البعد عن طبيعة وسيكولجية المرأة المصرية.
« داليدا» تهرب من مشاكل العائلة والثأر وتختار حياة أخرى
وكان من أفضل صور المرأة التي صدرتها دراما رمضان 2019، هي شخصية « داليدا» في مسلسل« حكايتي»، والتي جسدت دورها النجمة ياسمين صبري، فجاءت قوية برغم العنف والاضطهاد التي تعرضت له في الثقافات الذكورية، وسيطرة الفكر والعادات التي تقهر المرأة، سواء من الأب والأخ أو حتى العم وولاد العم، ولكنها استطاعت أن لا تستسلم للظروف مهما كان قهر المجتمع من حولها، فأظهر المسلسل البطلة كرمز للفتاة التي تحاول الوقوف ضد ما تتعرض له من ضغوط عائلية ومشاكل الثأر بين العائلة الواحدة وأجواء القتل والهروب من الزواج بالاكراه، ثم محاولة تحقيق طموحها وإثبات نفسها على الرغم من استغلال صاحبة العمل لها، حتى وجدت شريك حياتها «علي»، الذي يجسد دوره النجم أحمد صلاح حسني، وأظهر المسلسل « داليدا»، بالزوجة الأصيلة التي تقف بجانب زوجها رغم الصعاب.
ويعتبر مسلسل « حكايتي»، ومن أكثر المسلسلات التي نقلت صورة إيجابية عن المرأة، كونها قوية على ظروف المجتمع.
وأيضا نقل مسلسل «لأخر نفس»، بطولة النجمة ياسمين عبد العزيز، صورة إيجابية عن الأم التى تبحث عن األادها وتسعى لمعرفة المعلومات عن زوجها المتوفى وأسباب خطف ابناءها، ولكن لم يخلو المسلسل من بعض الأدوار الثانوية التي ظهرت فيها المرأة تحرض على القتل والفتنة.المرأة نمطية في دراما رمضان 2019
وبرغم وجود بعض الصور الإيجابية للمرأة في دراما رمضان 2019، ولكن نجدها نمطية لا تقدم صورة جديدة للمرأة، أومواكبة للأحداث أوالمكتسبات والتحديات التي استطاعت أن تتخطها المرأة المصرية وتنتصر عليها.ويلاحظ أن دراما رمضان 2019، تعمدت الإساءة لصورة المرأة، وحصر أدورها في صور نمطية تقليدية، و نقل بعض النماذج الفردية التي لاتمثل الواقع الغالب على وضعية المرأة المصرية التي تتبرأ من تلك الصور.
