طباعة

الحكومة الألمانية تنفق المليارات بحثًا عن بديل للغاز الروسي

الإثنين 03/10/2022 01:28 م

سارة شعبان

ميناء فيلهلمسهافن

تقوم ألمانيا في الوقت الحالي، ببناء أول محطة في البلاد لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، في نهاية  الرصيف على ساحل بحر الشمال.
واعتبارا من الشتاء، سيصبح بإمكان المنصة القريبة من ميناء فيلهمسهافن بتوفير ما يعادل 20 بالمئة من الغاز الذي كان يتم استيراده من روسيا.

فحين اندلاع الحرب في أوكرانيا، قامت موسكو بتخفيض إمدادات الغاز إلى ألمانيا بينما تضرر خط أنابيب نورد ستريم الذي كان يحمل كمية هائلة من الغاز و تمر عبر بحر البلطيق إلى أوروبا،
صرح احد المسؤلين خلال الأسبوع الماضي في إطار ما وصفه تقرير دنماركي-سويدي بـ"العمل المتعمّد".

وحسبما صرحت المانيا عن مصادر بديلة، أنفقت الحكومة الألمانية المليارات على خمسة مشاريع تشبه ذلك المقام في فيلهمسهافن.

ويفترض أن يكون بإمكان الأسطول الجديد التعامل مع كمية إجمالية من الغاز تبلغ حوالى 25 مليار متر مكعب في السنة، وهو ما يعادل تقريبا نصف القدرة الاستيعابية لخط أنابيب "نورد ستريم" .

ومن خلال  موقع في فيلهلمسهافن، المنصة الخرسانية الواقعة في البحر والتي لم يكتمل غير نصفها بعد ترش برذاذا خفيفا على اليابسة، توصل الشاحنات أجزاء من الانابيب التي ستسمح بنقل الغاز.

وتسمح محطات الغاز الطبيعي المسال باستيراد الغاز الطبيعي عبر البحر بعدما يتم تبريده وتحويله إلى سائل لتسهيل نقله.
وتم ربط سفينة متخصصة تعرف بـFSRU والتي يمكنها تخزين الوقود وتحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز جاهز للاستخدام، بالمنصة لاستكمال عمليات الإنشاء.

وبخلاف بلدان أوروبية أخرى، لم تكن ألمانيا تملك أيا من محطات الغاز الطبيعي حتي الآن ، إذ اعتمدت بدلًا من ذلك على الإمدادات الروسية المنخفضة التكلفة نسبيًا.

لكن منذ الأزمة الأوكرانية، عملت ألمانيا على تخفيف اعتمادها على صادرات الغاز الروسية التي كانت في السابق تشكّل 55 في المئة من إمداداتها.
ومن أجل تنويع مصادرها وضمان تأمين كميات كافية من إمدادات الوقود والمحافظة على نشاط مصانعها، راهنت برلين بشكل كبير على الغاز الطبيعي المسال لسد الثغرة التي خلّفتها الواردات الروسية.

وخلال الأسبوع الماضي، وقع المستشار أولاف شولتس اتفاقًا مع دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن إمدادات الغاز الطبيعي المسال، بينما قام بجولة في دول خليجية بحثًا عن مصادر جديدة.
ويكلّف استئجار برلين خمس سفن FSRU لربطها بالمحطات الجديدة ثلاثة مليارات يورو (2.9 مليار دولار).

بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، أقرّت ألمانيا قانونًا لتسريع عملية الموافقة على محطات الغاز الطبيعي المسال.
وفي فيلهلمسهافن، يتطوّر العمل سريعا. وقال فولغر كريتز الذي يدير المشروع لصالح شركة الطاقة الألمانية "يونيبر" إنه من المقرر أن ينتهي العمل على المحطة "هذا الشتاء".
وتقدّمت أعمال البناء بسرعة مفاجئة نظرًا لأهمية المحطة الاستراتيجية. حسبما صرح  كريتز لوكالة فرانس برس "عادة يستغرق مشروع من هذا النوع ما بين خمس وست سنوات".
ورحّب العديد من سكان فيلهلمسهافن بالمحطة الجديدة حيث أدى تقليص النشاط الصناعي إلى رفع معدل البطالة إلى 10 في المئة، وهو ضعف المعدل الوطني.
وقالت إنغرد شون (55 عاما) "أمر جيد أنها في فيلهلمسهافن.. سيجلب ذلك الوظائف

وتأتي المعارضة من مجموعات تخشى من تأثير المهل الزمنية السريعة لإصدار الموافقات وأعمال البناء على البيئة.
وأغلق ناشطون من مجموعة Ende Gelaende الموقع في فيلهلمسهافن لمدة يوم في اغسطس.
وذكرت منظمة DUH البيئية الألمانية أن الأعمال "ستدمّر الأنظمة البيئية الحساسة إلى حد لا يمكن إصلاحه مع تعريض مواطن خنازير البحر إلى الخطر.

شكّل مصدر الوقود نقطة خلافية في ظل المخاوف من أن الغاز الطبيعي الذي يتم إنتاجه بتقنية التصديع المائي في الولايات المتحدة يمكن استيراده عبر المحطة الجديدة.
وقلل وزير الاقتصاد روبرت هابيك المنتمي الى حزب الخضر من أهمية الانتقادات الموجهة للمشروع، بينما شدد على أن "أمن الطاقة" يمثل أولوية.
ومن المقرر بحلول العام 2030 أن يتم تحويل نشاطات الموقع إلى استيراد الهيدروجين الصديق للبيئة والذي يتم إنتاجه بمصادر الطاقة المتجددة، وتدعمه برلين كجزء من خطتها للانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة.