طباعة

أكتوبر إرادة وطن.. "يقين" تثير مشاعر الرئيس.. و"مصري" لتوثيق إنجازات أبناء مصر

الثلاثاء 04/10/2022 08:26 م

محمد سليمان

الرئيس السيسي



شهد الرئيس "عبدالفتاح السيسي" اليوم فعاليات الندوة التثقيفية الـ36 للإحتفال بالذكرى الـ49  لحرب أكتوبر المجيدة بمركز المنارة للمؤتمرات تحت شعار "اكتوبر.. إرادة وطن" وبحضور كل من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، والفريق أول محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وعددًا من قادة الجيش المصري وبعض الوزراء وكبار رجال الدولة.

فيلم "يقين" يثير مشاعر الرئيس
وعُرض في الندوة فيلمًا تسجيليًا بعنوان "يقين" يتحدث عن الطفلة يقين أبنة أحد التكفيريين التي وجدها الجيش المصري في منطقة صحراوية بعد بلاغ من رجل بدوي وعلى الفور تحرك أفراد الجيش المصري لمكان الإحداثيات.

وقام أفراد الجيش بعمل الإسعافات الأولية للطفلة وتبليغ أقرب نقطة إسعاف التي تحركت ونقلت الطفلة إلى مستشفى العريش التخصصي، وتكفلت الدولة بعلاجها ومتابعة حالتها الصحية، وأوضح الفيلم أنه بعد مرور عام أصبحت الطفلة بحالة جيدة وتعلمت بعضًا من اللغة الإنجليزية والقرأن الكريم.

وشاركت في الفيلم الفنانة "أمينة خليل" حيث ظهرت إلى جانب "يقين" في محاولة لتقليل الخوف الذي كان يسيطر عليها وصرحت بعبارات تُعبر عن مأساة الأطفال المولودين لآباء تكفيرين وشددت على ضرورة محاولة منحهم فرصة أخرى لتغير مسار حياتهم للأفضل.

وتابع الرئيس "السيسي" الفيلم في مشهد مؤثر ومحزن حيث أظهرته الكاميرات وعيناه تدمعان على مصير الطفلة التي كان يتجه إلى الإرهاب لولا تدخل القيادة المصرية وقادة القوات المسلحة وتغير مسار حياتها.

مشروع "مصري" لدعم إنجازات أبناء مصر
وأعلنت إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة بقيادة العميد "ياسر وهبة" خلال فعاليات الندوة التثقيفية بتدشين مشروع قومي لدعم الدراما المصرية بمسمى "مصري" وهو مشروع ثقافي توعوي لتوثيق بطولات أبناء مصر.
وأوضح "ياسر وهبة" أن المشروع يهدف إلى ترسيخ جهود القوات المسلحة وبطولات أبناء الوطن، مشيرًا إالى أن الدرام لعبت دورًا هامأ في إبراز النماذج المضيئة.
وشهدت الندوة التثقيفية عرض أول فيلم لمشروع "مصري" وهو عن أبطال حرب أكتوبر وإنجازات الجنود المصريين فيها.

قرارًا جمهوريًا بترقية بعض قيادات القوات المسلحة
وأصدر الرئيس "السيسي" قرارًا بترقية عددًا من قادة القوات المسلحة لرتبة فريق تقديرًا لما قدموه للدولة والجيش المصري، حيث تم ترقية كل من لواء أركان حرب أشرف "إبراهيم عطوة" قائد القوات البحرية، واللواء "محمود فؤاد عبد الجواد" قائد القوات الجوية، ووجه لهم الرئيس الشكر على ما بذلوه لخدمة الوطن.

الرئيس "السيسي" يُكرم أسر شهداء أكتوبر
وكعادة الرئيس "السيسي" في كل مناسبة يتصدر المشهد دائمًا أسر الشهداء فعلى هامش فعاليات الندوة التثقيفية للإحتفال بذكرى أكتوبر، قام الرئيس بتكريم أسر شهداء الحرب الذين ضحوا بأنفسهم من أجل أن تحيا مصر من جديد، ومن أجل أن يطمئن الأجيال التي جاءت من بعدهم ويعيشون في بلدهم بسلام واطمئنان وينعمون بخيراتها.

الرئيس "السيسي" يحيي الرئيس "السادات"
ووجه الرئيس السيسي التحية للرئيس الراحل "محمد أنور السادات" رجل الحرب والسلام موضحًا دوره الهام في إعادة الكرامة للدولة المصرية من جديد، وحرصه على أن لا يرحل ويترك الأجيال القادمة في بلد محتل، وأشاد بجرأته في مبادرة السلام وهو في قمة أنتصاره وهو ما أعاد الأمن والإستقرار لمصر من جديد.

وأضاف الرئيس في كلمته: "إن مصر التى حاربت واستردت أرضها، هى مصر ذاتها التى تسعى دائمًا لتحقيق السلام، فلم تسعى مصر يومًا لحروب أو نزاعات من أجل الدفاع عن نفسها أو تحقيق أطماع غير شرعية أو الاستيلاء دون وجه حق على ممتلكات ومقدرات الآخرين، ولكن حاربت من أجل السلام واستعادة الأرض والعرض".

وإليكم كلمة السيد الرئيس "عبدالفتاح السيسي" خلال الندوة التثقيفية لإحتفال بحرب أكتوبر: 
شعب مصر العظيم،

نحتفل اليوم معًا بالذكرى الثامنة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد يوم العزة والكرامة يوم النصر الذى سيظل خالدًا فى تاريخ أمتنا يوم البطولات والأمجاد، التى صنعها رجال القوات المسلحة بدمائهم الذكية فى ملحمة عسكرية أبهرت العالم ودونت سطورها بأحرف من نور امتد شعاعه للإنسانية جمعاء ليعكس قوة وإرادة المصريين، فى استعادة حقوقهم وتمسكهم بسيادة الوطن وأرضه وكرامته.

وستبقى حرب أكتوبر نقطة تحول فى تاريخنا المعاصر ورمزًا لشموخ مصر وعزتها وصلابتها فتحية وتقدير وإعتزاز لكل رجال وقادة ورموز العسكرية المصرية فى ذكرى النصر لشجاعتهم وتضحياتهم وتحيةً لشهداء أبرار قدموا حياتهم فداءً للوطن وجادو بأرواحهم تحت رايته.

كما أوجه التحية للشعب المصري، الذى كان لصموده ووعيه ولمساندته لقواته المسلحة فى أصعب وأدق الأوقات العامل الحاسم الذى صنع هذا النصر المجيد، وسيظل هذا التلاحم والوعى الشعبى هو الحصن الحقيقى الذى ساهم فى صون الدولة المصرية وازدهار حضارتها العريقة منذ فجر التاريخ.

وتحيةً لبطل الحرب والسلام الرئيس الراحل/ محمد أنور السادات صاحب قرار العبور، وقائد النصر العظيم.

الإخوة والإخوات

إن مصر التى حاربت واستردت أراضها هى مصر ذاتها التى تسعى دائما لتحقيق السلام فلم تسعى مصر يومًا لحروب أو نزاعات من أجل تحقيق أطماع غير شريعة أو الاستيلاء دون وجه حق على ممتلكات ومقدرات الآخرين، ولكن نسعى دائما لمد يد التعاون كنهج راسخ لتحقيق الخير والبناء والتنمية.

شعب مصر العظيم

تمر الأيام وتتعاقب السنوات، وتتبدل الأفكار وتتغير أشكال الصراعات فالحروب التقليدية التى اعتدنا خوض غمارها فى الماضى تحولت اليوم إلى حروب غير نمطية تستهدف تدمير الأوطان من داخلها وقضية مصر الأولى الآن، هى قضية الوعى الذى أصبح مسئولية مشتركه بين كافة مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدنى لنحافظ على وطننا ومقدرات شعبنا باعتباره الأمانة التى ارتضينا أن نحملها.

ولعلنى أستحضر فى هذه المناسبة الغالية أهمية وقيمة الدروس الملهمة التى علمنا إياها نصر أكتوبر الذى لم يكن نصرًا عسكريًا فحسب بل نموذجًا فريدًا، من التكاتف والوعى الشعبى بين المصريين، بكافة أطيافهم وملحمة متكاملة لأمة حشدت قوتها الشاملة لتغير واقع مرير ولتحقيق الانتصار لتأخذ بأسباب النجاح من المنهج العلمى فى الإعداد والتخطيط ومن دراسة نتائج وتجارب الماضى ومن العمل والكفاح، ليل نهار، لبلوغ الهدف وتحقيق النصر.

ودائمًا ما يمثل احتفالنا بنصر أكتوبر المجيد مناسبة عزيزة لتشعرنا بالفخر والاعتزاز الوطنى ولنتذكر جميعًا حجم الصعاب والتحديات التى استطعنا التغلب عليها لنصل إلى حاضرنا الذى تسطر فيه مصر قصة نجاح عظيمة بدأت منذ سنوات، ولتجسد مجددًا العزيمة المصرية التى تقهر الصعاب فها نحن اليوم نرى مصر، بالأرقام والحقائق، قد وجدت مسارها الصحيح لتمضى بخطى ثابته فى طريق التنمية والتقدم ولتغير واقعها، على نحو يليق بتاريخها وبحضارتها وبعظمة شعبها ولنمضى معًا، بقوة وعزيمة، لبناء وتنمية بلادنا بالرغم من تعاظم التحديات الداخلية والخارجية خاصةً فى محيطنا الإقليمى المضطرب والمعقد والأزمات العالمية الغير مسبوقة والتى لم تكن مصر بمنأى عنها خاصة تداعيات جائحة "كورونا".

وقد أثبت الشعب المصرى مجددًا وعيه العميق وأن انتمائه وإخلاصه لوطنه بلا حدود وأن مصر وطن ينهض بإرادة وسواعد أبنائه وأن العمل والاجتهاد والإخلاص هى قيم وركائز أساسية للنجاح فى عبور غمار التحدى على طريق بناء الدولة الحديثة.

فعلى مدار السنوات السبع الماضية سلكنا طريقًا شاقًا من أجل بناء دولتنا الحديثة ووصولًا إلى الجمهورية الجديدة، وبدأنا فى تحقيق عملية شاملة وعميقة لصياغة المستقبل المنشود لوطننا العزيز وللأجيال الحالية والمستقبلية وفق عملٍ جمعى متكامل ومتناغم بين كافة أجهزة الدولة واستنادًا إلى رؤية علمية ومستهدفات محددة نسعى لتحقيقها خلال العشرية الحالية، ووصولًا إلى أهداف "رؤية مصر 2030"، فقد طالت جهود البناء والتنمية جميع مناحى الحياة فى مصر بلا استثناء لتحقيق هدف محدد، هو تعظيم قدرة الدولة فى كافة المجالات من أجل تغيير الواقع وبناء الإنسان سعيًا لحاضر ومستقبلًا أفضل لمصر وللمصريين، وأشير هنا إلى المشروع الوطنى غير المسبوق لتنمية الريف المصرى "حياة كريمة" والذى يسعى إلى رفع مستوى المعيشة لأكثر من نصف سكان مصر الذين يعيشون فى أكثر من أربعة آلاف قرية بتكلفة مبدئية حوالى "700 مليار جنيه".

شعب مصر العظيم

ستبقى التضحيات والبطولات التى قدمها جيل أكتوبر العظيم خالدة فى وجداننا وشاهدًا على صلابة هذه الأمة ونبراسًا ونموذجًا ملهمًا لنا جميعًا فى العمل بجد ودأب لإعلاء شعب الوطن وحفظ ترابه وصون كرامته.

كل عام أنتم بخير، ومصر الأبية فى رفعة وسلام وتقدم وازدهار، تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته