في كل عام يحتفل المسلمين في جميع أنحاء العالم بالمولد
النبوي الشريف كذكري لهذا التاريخ العظيم، الذي يوافق يوم 12 من ربيع الأول لعام
1444 هجريا، حيث تختلف مظاهر الاحتفال من مكان لمكان ولكن في النهاية يحرص العالم
على تمييز هذا اليوم بإقامة الاحتفالات.
وكل هذا إحياءً لسنة النبي، وتذكره عليه أفضل الصلاة
والسلام بكل ما فعله من أجلنا، ومن أجل انتشار الإسلام، الذي قد يكون سببا في دخول
أحدهم الإسلام في وقتنا الحاضر، ولتعليم أبناءنا وتربيتهم على الإخلاق الحميدة.
مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في بلادنا العربية
تعددت مظاهر الاحتفال، ولكن يعود ذلك تبعا لتقاليد
وعادات كل بلد عربية أبرزهم:
مصر
تحتفل مصر بالمولد النبوي الشريف عن طريق حلوى المولد،
والتي تباع في أكثر المناطق الشعبية، تتميز الحلوي بأشكالها الجذابة، وأيضا هناك
عروسة المولد التي يتم صنعها في أحد المصانع أو صنعها يدويا، بحيث يهادي المصريين
بعضهم البعض بهذه العروسة احتفالا بالمولد النبوي الشريف.
ويعود تاريخ صناعة عروسة المولد إلى العصر الفاطمي، حيث
كان يصطحب الحاكم إحدي زوجاته للخروج مرتدية أجمل الثياب، وعلى رأسها تاجا من
الياسمين، وحينها قرر صناع الحلوي صناعة عروسة من الحلوى تشبه زوجة الحاكم.
الجزائر
تشتهر الجزائر ببعض مظاهر الاحتفال التي تختلف عن مصر،
بحيث تظهر في إقامتهم ببعض الشعائر الدينية كالذكر والتوافد على المساجد، بالإضافة
إلى التجمع العائلي يومها، حيث تقوم النساء بالمساعدة لتحضير الطعام، وحضور
العائلة مع بعضهم في ذلك اليوم ليأكلوا ويتناقشوا وغير ذلك من المظاهر العائلية
الجميلة.
المغرب
تحتفل المغرب بالمولد النبوي بكثرة زيارة المساجد وحضور
الدروس الدينية بعد صلاة المغرب، لذكر السيرة النبوية وتضحيات النبي من أجل الأمة
الإسلامية.
سوريا
تظهر احتفالاتهم من خلال إنشاد أجمل الكلام الذي كتب عن
النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، ويقوم المواطنون بترديد الكلام مع المنشدون.
تونس
تعد مدينة القيروان أول مدينة تشهد احتفال للمولد النبوي
الشريف عام 1329 هجريا، وتعد تونس من الدول التي تحتفل عن طريق الإنشاد الديني،
وحلقات الذكر بالمساجد وغيرها.
السودان
وعندهم تبدأ الاحتفالات من أول شهر ربيع الأول حتي 12 من
ربيع الأول يوم ذكري المولد النبوي الشريف، وتشترك مع مصر في بيع حلاوة المولد وخاصة
"السمسمية"، وغيرها من مظاهر الاحتفال من حلقات الذكر، والإنشاد، وأيضا
أشهر ما يؤكل في ذلك اليوم هو "الثريد".
فلسطين
تحتفل فلسطين بالمولد النبوي الشريف عن طريق فرق الإنشاد
التي تنتشر في ذلك اليوم في الشوارع بزي مميز خاص بهم، ويقوم التجار بتوزيع الحلوي
على المواطنين بالشوارع.
ومن الجدير بالذكر أن النبي محمد عليه أفضل الصلاة
والسلام ولد في مكة في شهر ربيع الأول من عام الفيل 571 ميلاديا، ولد النبي صلي
الله عليه وسلم يتيم الأب، ماتت أمه السيدة آمنة وهو صغير، فقام جده عبد المطلب
بتربيته، وبعد وفاة جده رباه عمه أبو طالب، وعندما كبر النبي صلي الله عليه وسلم
عمل راعيا للأغنام، ثم عمل بالتجارة، وبعدها تزوج بالسيدة خديجة، حينها كان يبلغ
من العمر 25 عاما، أرسل إليه الوحي وهو في الأربعين من عمره، وفي النهاية توفي
النبي في العام 11 من الهجرة المشرفة.
