طباعة

"تمام حسان" النحوي الذي أكمل الطريق بعد "سيبويه"

الثلاثاء 11/10/2022 11:40 ص

أروى علي

تمام حسان

علم اللغة العربية فسيح، يحتوي على الكثير والكثير من التفاصيل، والتجدد والاكتشافات، وأحد أهم ثوابته علماءه، فكان " تمام حسان" جدارا صلبا عميق الأثر في هذا العلم.

من هو "تمام حسان"؟

ولد "تمام حسان" في يناير 1918 بمدينة الكرنك بمحافظة قنا، ليبدأ مشروع نحوي مصري مؤثر بعد "سيبويه"، حيث أنه أول من استنبط موازين التنغيم وقواعد النبر في اللغة العربية، بدأت حياته بشكل رتيب كباقي أبناء جيله ليحولها إلى حياة عالم متعمق، حفظ القرآن الكريم عام 1929، وبعدها بعام واحد شق طريقه نحو العلم بالذهاب إلى المعهد الأزهري بالقاهرة، حصل على الثانوية الأزهرية عام 1935، وفي عام 1939 دخل كلية دار العلوم ونال الشهادة العليا و إجازة بالتدريس، ظهر الطريق أمامه كمدرس بمدرسة النقراشي النموذجية عام 1945 ليتحول مسار حياته فجأة إلى لندن بعد أن حصل على بعثة علمية بأحد جامعاتها، ونتج عن ثمرة اجتهاده حصوله على الماجستير والدكتوراة.

 

حصل على مناصب تليق بعلمه فعين مدرسا بكلية دار العلوم وانتدب في العاصمة النيجيرية كمستشار ثقافي لبلاده عام 1961، ليعود بعدها بأربع سنوات إلى مصر شاغلا منصبي رئيس القسم ووكيل الكلية، ثم أصبح عميدا لها عام 1972، في نفس العام قام بتأسيس الجمعية اللغوية المصرية مترأسا لها، و حصل على منصب إدارة أمانة اللجنة العلمية الدائمة للغة العربية بالمجلس الأعلى للجامعات المصرية، وأصبح عضوا بمجمع اللغة العربية في عام 1980.

قام "تمام حسان" بالوصول إلى درجات عليا من العلم في اللغة العربية، فكان أول من استنبط موازين التنغيم وقواعد النبر في اللغة العربية، فكان مكتشفا لها على عكس اللغات الأجنبية التي كانت تدرس بها، شرح اكتشافه في كتابه "مناهج البحث في اللغة" الذي صدر عام 1955.

درس المعجم كنظام لغوي متكامل، ولفت الانتباه إلى ضرورة اقتران بعض الكلمات والأفعال ببعضها البعض، خالف البصريين والكوفيين في الاشتقاق واقترح أصلا له مختلف عن أصله لدى الكوفة والبصرة، قسم الكلام في اللغة إلى المبنى والمعنى مستبعدا التقسيم المعتاد كاسم وفعل وحرف، لجعله سباعيا من اسم و فعل وصفة وظرف وضمير  حرف و خالفة.

 مؤلفات وجوائز

قدم "تمام حسان" مؤلفات كثيرة للغة العربية منها " الأصول"، "مناهج البحث في اللغة"، "اللغة بين المعيارية والوصفية"، "الخلاصة النحوية"، "البيان في روائع القرآن"، "التمهيد لاكتساب اللغة العربية لغير الناطقين بها"، "خواطر من تأمل لغة القرآن الكريم"، "اجتهادات لغوية "،"مفاهيم ومواقف في اللغة والقرآن "،و"الفكر اللغوي الجديد"، وغيرها من المؤلفات لكن أبرزها كان " اللغة العربية معناها ومبناها".

أطلق على كتاب " اللغة العربية معناها ومبناها" الكتاب الجديد، تعظيما لشأنه فهو يقدم نظرة حديثة مكملة لكتاب "سيبويه" "الكتاب"، فكان به نظرية متكاملة خالف بها "سيبويه" في بعض نظرياته، فكان "تمام حسان" أول من يخرج عن النسق المعتاد للنحويين الذين سبقوه واتبعوا "سيبويه".

حصل على جوائز عدة كجائزة " آل بصير بالمملكة العربية السعودية"، و"جائزة صدام"و"جائزة الملك فيصل العالمية"، وجوائز أخرى على مدار عمره، توفي النحوي الجليل عام 2011 في مثل هذا اليوم 11 أكتوبر بعد معاناة وجراحة بالمخ، ليتذكر ويعز ويقدر  كل علماء اللغة العربية "تمام حسان" ف مثل هذا اليوم من كل عام، في ذكرى وفاته.