طباعة

استثنائية المونديال وهوية العرب.. من هو الفائز الحقيقي بالبطولة؟

السبت 24/12/2022 03:41 م

طه سيد هديب

من هو الفائز الحقيقي بكأس العالم قطر 2022

الثاني من ديسمبر عام 2010 وعلى أرض مدينة زيورخ عاصمة سويسرا، كان العالم على موعد مع إعلان نتيجة التصويت لمعرفة الدولة التي ستنظم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.

أعُلنت نتيجة التصويت وأسفرت عن اكتساح قطري وبداية لأمل عربي جديد تتحدي فيه دولة قطر العالم، وبداية هذا التحدي كان لكلمة "محمد غانم العلي" نائب اللجنة التنفيذية التابعة للاتحاد القطري لكرة القدم الذي قال: "فوز قطر بأحقية تنظيم البطولة العالمية هو فوز لجميع العرب لأنها "ستصبح بطولة عربية بامتياز". 

قطر ليست وجهة سياحية فقط 

منذ إعلان استضافة قطر لكأس العالم بدأت معها حملات الهجوم والتشكيك فى الدولة العربية، ومن أشهر تلك الحملات ما جاء في صحيفة هاآرتس "ليست وجهة سياحية" أو بشكل أكثر دقة فإنها "مملة علي نحو مروع" أي شخص يخطط لحضور المونديال القطري لا ينبغي أن يتوقع جولة سياحية جذابة علي غرار مونديال روسيا، حيث أن الدوحة تختلف عن موسكو بمقاييس الحجم وأشكال الترفية المقدمة في كليهما؛ الكحول محظور في قطر باستثناء بعض الفنادق المخصصة لذلك. 

منذ 12 عامًا، ونحن نعيش في تلك الحملات الغربية ونسمع آراء اللاعبين والمدربين التابعة لحملات التشكيك في العرب والفشل القطري، ولكن كانت هذه الحملات بمثابة عامل محفز لقطر وقد كان. 

افتتاح تاريخي بقدرات خاصة 

شهد حفل افتتاح البطولة مزيجًا فريدًا بين أصالة الشرق بنكهة قطرية خاصة وبين حداثة الغرب بإيقاع سريع، حفل أظهر فيه العرب قدرات خاصة بإبهار بصري لم تشهده افتتاحات كأس العالم من قبل مع أصالة عربية تتمثل في احتشام النساء في ستاد البيت والخيم العربية التي أسُتقبل فيها الجمهور برمز الضيافة الجمل رمز الصبر.
 
الحفل شهد دورس عديدة للعالم أجمع، البداية كانت من رفع شعار "لتعارفوا" وخلالها يتعرف الفنان "مورجان فريمان" بالشاب القطري "غانم المفتاح" في مشهد يتعلم فيه العالم التقبل والاحترام والتعايش سعيًا للحب والتواضع وملء المسافات بين الشرق والغرب، الدروس كانت موجودة في كل تفاصيل البطولة.

أغنية "حالمون" والتي تجسد طموحات أمة تجرأت علي الحلم وجعلت هذا الحلم حقيقة وتوجة رسالة إلي العالم أنك قريب من تحقيق هذا الحلم كما وعدت منذ عام 2010. 

الكورة التي تسمى بـ "الرحلة" رحلة بدأت بحلم ترسخ في قلب هذا البلد منذ البداية ثم أصبح حقيقة ومتعة الرحلة تكمن في الوصول. 

انتصارات العرب في مونديال الهويات 

انتصارات عديدة، البداية كانت من خلال القدرة العربية علي تنظيم أكبر محفل رياضي وأشدها وهجًا علي الإطلاق، الشعور بحنين الوطن وجاذبية الأراضي العربية التي أدت إلي انتصارات المنتخبات العربية علي منتخابات من الوزن الثقيل؛ الانتصار الثالث والأعظم يتمثل في الحفاظ علي الهوية ورفض أرتداء شارات "المثلية" الشارات التي أراد منها الغرب خلخلة منظومة الهويات والقيم والعادات والتقاليد ليس في قطر فقط بل المنطقة كلها تحت شعار "حقوق الانسان".
 
احترام قوانين الدولة في رفض تقديم مشروبات كحولية فقط في الأماكن المخصصة لذلك، أيضًا منع المخدرات ووضعها في العقوبات الصارمة، إظهار الاحترام للثقافة المحلية من خلال تجنب الإفراط في الملابس المكشوفة في الأماكن العامة كل هذا تحت شعار "هويتنا". 

مشوار عظيم لمنتخبات العربية 

البداية كانت من الصبغة العربية الواضحة علي هذه النسخة من المونديال، حفل يضم مجموعة من الأشقاء العرب، عناق بين الأمير "تميم بن حمد آل ثان" والرئيس "عبدالفتاح السيسي"، مصافحة بود بين ملك الأردن "عبدالله الثاني" ورئيس فلسطين "محمود عباس"، حوار شيق بين ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" ورئيس الجزائر "عبد المجيد تبون" في مشهد يحمل الكثير من معاني الود والتسامح والتعاون، قمة عربية كانت الدافع وراء فوز منتخب الأرجنتين علي السعودية، هزيمة فرنسا علي يد تونس، الطموحات العربية التي لم تعد تستغرب أن تصل إلي عنان السماء مع منتخب المغرب الذي حقق إنجاز تاريخي ووصل إلي الدور نصف النهائي. 

العبرة بالخواتيم

كما بدأنا أول حفل نعيده، فالختام لم يختلف كثيرًا عن الافتتاح، إصرار الهوية مستمر، والدروس تتوالى، الابهار  الذي لازال يحلق فى ملاعب قطر، جميع العرب يقولون "نجحنا"، لم يقولوا نجحت قطر، و"نجحنا" هو الكأس الذي فاز به العرب، والختام لن يكون طويلًا كما كان الحفل الذي لم يتعدى 15 دقيقة.