قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن التنمر ناتج من أشخاص لديهم دوافع ذاتية، تسعى لإشباعها، أو لديها عوار نفسي نتيجه لأنهم منبوذين اجتماعياً على أرض الواقع، ومفتقدين للدعم المعنوي.
وأوضح استشاري الصحة النفسية، خلال مداخلة تليفونية في برنامج " صباح جديد " على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن لجوء بعض الأشخاص إلي السوشيال ميديا بغرض الحصول على بعض الإعجابات وكلمات الإطراء والثناء والمديح، مما يؤدي إلي رفع روحهم المعنوية وتعديل الناحية المزاجية، وتعويض بعض المفاهيم والمكتسبات وما لديهم من عوار.
وتابع هندي، أن هناك أشخاص آخرون يلجئون الي السوشيال، كنوع من التقليد و محاكاة زملائهم، ومجاراة مجتمعهم، ولكن هذا عالم افتراضي أشبه بوضع "صورتي في الشارع ورميها في الهواء الطلق "، و والأسوء في السوشيال ميديا أنه مسرح لإسقاط عوراتنا النفسية، مشيراً الي أن أي شخص لديه شعور بالحقد أو غل أو نقص يلجئ إلي عملية تعويض نفسي، بأن ينال من " الآخر"، لا سيما كان الآخر فنان أو لاعب كرة أو شخصية ذات شأن ومنصب سياسي ولا يستطيع الرد.
وأشار هندي، أن مقاومة مسئولي السوشيال لحالات التنمر ليست فعالة بالشكل المطلوب، لأن المسؤول عن الصفحة يستغرق وقت لحذف المنشور، أو الإشارة أن التعليق غير مرغوب، وفي هذا الوقت يكون قد تم النيل من صاحب الصورة، ولكن المقاومة الأمثل هي تقويم النفس، وأن يكون " الضمير " هو الوازع الداخلي و المتحكم في سلوكياته، وأن تكون التربية علي أساس من الفضيلة واحترام الآخر والضمير وعدم السخرية، ولا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوي و العمل الصالح، موضحا أنها كلها مفاهيم تؤدي إلي ضبط السلوك، وتكون أوقع من سياسة إدارة السوشيال أو الصفحة التي تمنع أي شخص من التنمر.
