"أنا بحب القطط بفهمها وهى بتفهمني وبتحبني، وبحب تاريخ مصر والشوراع المصرية"، تلك الكلمات التي ذكرها لنا عم كحلاوي في إحدى شوارع مصر المليئة بتفاصيل صغيرة لتحكي لنا عن حضارة وتراث بلدنا، وسط ضحكات ترسم وجوه المصريين والبائعين هناك، لتعطي شارع الخيامية رونقه الخاص.
يقع شارع الخيامية في آخر شارع الغورية في القاهرة بالقرب من باب زويلة، أحد الشوارع القديمة يرجع تاريخها إلى أيام الفاطميين، يتواجد فيه الكثير من التجار ليبدأوا عملهم كل صباح، حيث أنه يعتبر من الأماكن التي يتوافد إليها الكثير من المصريين والأجانب أيضًا لكونه مكان منفرد لا يوجد مثله بالعالم كله.
حكاوي عم كحلاوي في شارع الخيامية
وخلال
جولتنا إلى هناك وجدنا بائع سمك واسمه عم كحلاوي يحكي لنا عن تاريخ شارع
الخيامية وعيناه مليئة بالسعادة والفخر بكونه مصري يحكي عن هذا التاريخ
العريق، قائلًا: "شارع الخيامية من أكتر الشوارع التي تتكلم عن حضارتنا ففيه
نجد حارة تسمى قصبة رضوان وهو مكان خلده التاريخ، كما أن السيدة زينب كانت
تعيش هنا في مكان اسمه زوايا المسك".
واستكمل
حديثه: "المغسلة
التي غسل عليها سيدنا الحسين في أحد حواري هذا الشارع وطولها مترين،
والعذراء مريم سكنت هنا في حارة تسمى الروم والمكان دا تاريخي، وغيره من
الحكايات اللي حصلت هنا، ومهما سمعنا حكايات عن المكان مش هنكون عارفين عنه
كل حاجة".
وأوضح
عم كحلاوي أن الأجانب يحبون المجئ إلى هنا، وتفقد شوارع المكان ويحبون
شراء السمك مني، فهم يأتون خصيصًا من أجل لقاء عم كحلاوي، معلقًا "أنا كمان
بحب الأجانب وبحترمهم".
سر حب عم كحلاوي للقطط
وحينما
وجدنا الكثير من القطط بجانبه تسائلنا ما سبب ذلك، هل حبه لهم أم أنه لا
يحبهم وهم يأتون فقط من أجل تناول بعض قطع السمك التي يرميها، وعندما
سألناه أجابنا وعيناه تلمع، "أحبهم بجانبي فهم يفهمونني وأنا أفهمهم،
ويساعدونني في بعض الأحيان، لذلك دعوني أحكي لكم قصة عن القطط لنأخذها عبرة
في حياتنا".
وأشار
عم كحلاوي خلال حديثه إلى أن سيدنا أبو هريرة كان لديه مكان صغير يحب
الجلوس فيه، ودائمًا كان يتسائل النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يعني حبه
لهذا المكان، لذلك قرر النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل على سيدنا أبي
هريرة رضي الله عنه في هذا المكان الصغير فوجد بداخله قطط كثيرة، يرعاها
فهو يأكل والقطط بجانبه يطعمها أيضًا حتى تعجب النبي صلى الله عليه وسلم من
ذلك".
