طباعة

محمود حربي يكتب.. ذكريات عيد الأضحى.. بين الفرحة والحنين

الثلاثاء 27/06/2023 10:59 م

محمود حربي

من منا لا يتذكر أجواء عيد الأضحى التي عشناها في طفولتنا؟ أجواء مليئة بالبهجة والسرور والعبادة والترفيه، أجواء نستقبل فيها أضحية العيد بفرحة وشغف، ونشم رائحة اللحم المشوي والكبدة والعصائر، ونسمع أصوات الأطفال والكبار بالضحكات والتكبيرات، ونرى أعيننا تلمع بالسعادة عندما نستلم  العيدية من جد أو عم أو خالة.

إنه عيد الأضحى، أحد أهم الأعياد الإسلامية التي يحتفل بها المسلمون في جميع أنحاء العالم، ويتزامن هذا العيد مع حجة الوداع، وذكرى قصة إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام وتضحيتهما لله سبحانه وتعالى.

 في هذا العيد، يضحي المسلمون بالأضاحي، وهي الإبل والبقر والغنم والماعز، ويقسمون لحومها بين أنفسهم وبين الفقراء والمحتاجين، كما يتبادلون التهاني والزيارات والهدايا، ويشاركون في صلاة العيد وخطبتها، ويستمتعون بالألعاب والأغاني والرقصات الشعبية.

ولكن هذا العيد لا يخلو من الذكريات التي تثير المشاعر المختلفة لدى المسلمون، فبعضهم يسترجع أجواء العائلة والأصدقاء والجيران التي كانت تملأ بيوتهم في طفولتهم، وكيف كانوا يستقبلون الأضحية بفرحة وشغف، وكيف كانوا يساعدون في تقطيعها وطهوها، وكيف كانوا يتنافسون في ارتداء أجمل الملابس وأروع الإكسسوارات، كما يتذكرون كثير من المواقف المضحكة والطريفة التي حصلت معهم في هذه المناسبة، مثل سقوط أحدهم على الدم أو فرار الأضحية من قبضته أو تشابك شعره مع قرونها.

ولبعض المسلمين ذكرى خاصة تربطهم بهذا العيد، مثل أول عيد أضحى بعد الزواج أو الولادة أو الهجرة أو العودة، فهؤلاء يحمدون الله على نعمه التي أنعم بها عليهم، ويتذكرون كيف كانت حالتهم قبل وبعد هذا التغيير في حياتهم، فيشعرون بالسعادة والامتنان والرضا، ويسألون الله تعالى أن يديم عليهم هذه النعمة ويزيدهم من فضله.

وبعضهم يشعر بالحزن والأسى على فقدان أحبائهم الذين رحلوا عن هذه الدنيا، وكانوا يشاركونهم في احتفالات هذا العيد، فهؤلاء لا يستطيعون أن يستبدلوا مكان أبائهم أو أجدادهم أو أخوتهم أو أصدقائهم، ولا يستطيعون أن يجدوا من يغمرهم بالحب والرحمة والود كما كانوا يفعلون، فهؤلاء يبكون دمًا في قلوبهم، ويرجون من الله تعالى أن يتغمدهم برحمته ويرزقهم جنات الخلد.

 عيد الأضحى هو عيد المحبة والتضحية والتكافل والتسامح، فلا تدعوا ذكرياتكم تحرمكم من فرحة هذا العيد، بل استخدموها كدافع لزيادة قربكم من الله تعالى وخدمة عباده، ولا تنسوا أن تدعوا لإخوانكم في كل مكان، وأن تساهموا في إدخال الفرحة على قلوبهم بما تستطيعون من مال أو كلام أو عمل.

 وفي الختام، نقول لكم جميعًا كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.