طباعة

مجدي سبلة يكتب.. (هرتلة جميله )

الأربعاء 28/06/2023 08:13 م

مجدي سبلة


في مؤتمر عقد منذ يومين لتدشين ما يسمى بالتيار الحر كانت هناك تصريحات  لجميلة إسماعيل رئيس حزب الدستور هي أقرب للهرتلة التى تزايد فيها على البسطاء من المصرين ..
وبثت رسائل إحباط بأن الجميع مهددون بانهيارات اقتصادية الا أصحاب الحظوة والمحاسيب ..
من هم يا جميلة ياليتك تعلنين اسماء بني الحظوة وكيف اكتسبوا ومن هم المحاسيب لاتلقي باتهامات جزافية لخلق الله ..
وتدعي أنها تدشن هذا التيار لإيجاد طريقا للخروج من الكارثة حيث وصفت الوضع المصرى بالكارثة وتريد الخروج منها ..
وتملأ فمها بأنها وتيارها الملقب  بالتيار الليبرالى الوطني  الحر تدافع عن حقوق المصرين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وحتى الشخصية وتهدد بخروج الشعب كما خرج في ٢٥ يناير عام ٢٠١١ وكأنها تملك صافرة لخروج الشعب  وتمادت في الهرتلة پاننا نعيش حالة استبداد وهم يريدون أن يبدأوا طريقا جديدا للسعادة يطلقون عليه (طريق جميله ) ..
وتثير الاستغراب بأننا وصلنا الى مستوى لم نصل إليه قبل ..وقالت أوصاف لاتليق بسياسية أو رئيسة حزب عندما وصفت مصر بالتعفن وياكل الفقر والمرض معظم سكانها بينما تعيش طبقاتها الحاكمة خلف أسوار محمية في نعيم يفوق الخيال ..
وقالت مهددة نحن لا نرضى بهذا البؤس ولن نستسلم لهذا المصير وزادت في الوعيد والطنطنة بأن لدينا نحن وتيارنا الحر  خارطة طريق  يصنع لنا الحياة وزادت في أوصافها الوقحة بأن الشعب تحاصره الأنانية المفرطة والمدمرة 
وسوف نأتي لندافع عن حياة أغلب سكان هذه البلد من  حياة لا يهربون منها الي  مراكب الموت.. حياة يتاح فيها لكل فرد على أرضها حق العمل والإبداع..
 وليس الصراع على مكان في طابور صرف إعانات المائة جنية أو ال٥٠٠ جنيه هكذا تهكمت  جميلة على  إعانات تكافل وكرامه.. 
 اخترنا الحياة هنا ليس في مكان آخر.. اخترنا أن نعيش وندافع عن حياتنا ونريد فرصة لنعبر كل سنوات المحنة التي منعتنا من العدالة والتقدم والخروج من حفرة حبستنا فيها أنظمة الاستبداد.  
ووجودنا اليوم معًا يضاف  إلى مسيرة طويلة في التاريخ من أجل كسر احتكار السلطة والثروة عبر سياسات اقتصادية أدت بنا إلى وضع غير مسبوق من الفقر والمرض والحرمان من شروط الحياة الإنسانية.
نشارك اليوم مع القوى الليبرالية الوطنية التي ولدت في قلب حركة الاستقلال والتحرر من الاستعمار الذي كان يحكمنا بالديون والسلاح ونشارك لنواصل نضالاً طويلاً خاضته أجيال من المصريين لبناء كيانات لأحزاب حديثة حملت أحلام الناس  ١١٠ حزب في ١١٠ شقة في بناء اقتصاد يقوم على أن الثروة ملك للناس لا رهينة حاكم يتصرف بها كما يشاء.. ونقابات تحمي حقوق العاملين ولا تكون أداة سلطوية لحرمان الجميع من حقوقهم.
 نحن هنا لأننا لسنا غرباء على الدولة الحديثة التي تعتبر الشعب مصدر السلطات ودولة مواطنة المواطنون فيها أحرارًا وليسوا رهائن للسلطة.
 نحن هنا لنصل ما انقطع عبر سنوات شيطنة السياسة والتعامل مع أصحاب الرأي المختلف على أنهم خونة نعم خونه بدليل مايصنعه زوجك الهارب وابنك المتهم في قضية فورمنت. 
 نحن هنا و نقولها مرة ثانية وسبق أن أكدنا عليها في افتتاح الحوار الوطني لأن هذا البلد ليس ملكًا لأحد. بل ملك لسكانها.. بكل تعددهم وخياراتهم وانتماءاتهم.. وهذه عناصر الوطنية المصرية الحديثة التي ولدت في الشوارع بين الناس ولم تسقط من القصور والحكام وهنا نسالك يا جميلة اين القصور التى كان يسكنها الحكام . 
وأخيرًا، لمن يسألنا عن الانتخابات الرئاسية القادمة نقول لن يتحمل أحد تكرار سيناريو ٢٠١٨ . لو لم تكن هناك ضمانات عملية وحقيقية لتداول سلمي سلطة فستكون هذه الانتخابات الجزء الثاني من استعراض ٢٠١٨. 
هنا في هذه القاعة وخارجها أسماء متعددة تصلح لمهمة الرئيسة هل تلمحي بانك تريدين الترشح  أو الرئيس أو أعضاء في فريق رئاسي.. لكن هذا لن يأتي أبدًا بموجب سيناريو ٢٠١٨ حتى لو من قبيل شرف المحاولة أو المشاركة النبيلة.
الظروف الآن لا تسمح باعتبار الديموقراطية ترف لا يستحقه المصريون.. فالديموقراطية ليست ميدالية تكريم أو هدية عيد ميلاد.
الديموقراطية أداة حكم يختار فيها الناس حاكمهم ويمنحونه شرعية وعندما يخطيء يحاسبونه ويحرمونه من هذه الشرعية. 
الديموقراطية تداول سلمي للمسئولية فالحكم ليس حق يهبط من السماء.
الحكم عقد اجتماعي، ونكرر لن يتحمل أحد تكرار سيناريوا ٢٠١٨..
لم تطرق جميلة لأمرين بالغين هما انجازات التسع سنوات الماضية من مشروعات قومية عملاقة وبنيه أساسية تحمى الدوله لعقود وقرون قادمة ولم تتطرق لمواجهة الإرهاب وفاتورة تكلفتها ولم تطرق لفكرة أمن مصر القومي وحدود البلد من كل الاتجاهات لكنها اعتمدت على خطب امام ميكروفونات مؤتمرات  تحاول من خلالها أن تحلم بأنها تصبح زعيمة وكأنها اخذت العدوى من طليقها ايمن نور الهارب المشوه للدولة وكل من فيها لذا يصف كل من يسمعها على مدار اليومين الماضيين بالهرتلة ويطلقون عنوانا نسمعه لأول مرة هو( هرتلة جميلة )