طباعة

مراسل حرب ١٣ .. عندما حاصروهم حتى الموت

الأحد 12/11/2023 04:05 م

مي ياقوت

مراسل حرب ١٣ .. عندما حاصروهم حتى الموت

اسمى "خالد"  هكذا اطلقت عليا والدتي قبل ان تستشهد بعد ولادتي بخمسة ايام حيث استدعت حالتها الدخول " للرعاية المركزه " فقصفها الاحتلال ليلا لترتقي شهيدة وتركني وحيدا بعد استشهاد والدي في قصف قبل ايام من ولادتي، انها الحرب التي يتمتني مبكرا جدا  وطرحتني في "حضانة"  بمستشفى الشفاء حيث أقطن  انا و٣٩ وليدا ، هكذا نزلنا من ارحام أمهاتنا غير مكتملين من الرعب او قلة الغذاء او من الوضع المضطرب هكذا أرجع الأطباء الأسباب واحدنا استشهدت والدته فاخرجوه حيا من رحمها وهي ميته فلم يلقها اصلا او لثم صدرها

 نختلف في الاسماء وأحياء سكننا و نتشابه اننا من غزة  وفي حكايانا البائسه التي شكلتها الحرب .. اليوم يوم مختلف نشعر بهرج ومرج لانعرف ماذا يحدث حولنا ،اشعر ببروده شديده وفي ذات الوقت باختناق ، ثمة الم في صدري ، الاطباء يركضون من حولنا ، اسمع صوت بكاءهم ، الظلام يشتد في عيني ، ماذا يحدث، صوت نحيب ، دعوات بالرحمه وتعوذ من العجز، بصيص ضوء شديد في الظلمه التي طالت في عيني يتسع، انتهى الالم ، انا اتحرك ،امشي ،اطير ...

" لا حول ولا قوه الا بالله" قالها الطبيب وامر باحضار  أربعين كفنا صغيرا ، انتهى الوقود وانهار كل شيئ في حضانات المستشفي ..  هكذا حاصرهم الاحتلال و منع دخول المعونات فسبب للاطفال جفافا بمنع الألبان ومنع الوقود لتنهار وحدة الحضانات ويموت الاطفال الرضع دفعة واحده هكذا بدأت حكاية "خالد" ورفاقه وانتهت بغته تاركة الما محفور في جبين الانسانيه وفي بنود القانون الدولي